بغداد - أ ف ب - قتل 32 عراقياً وجرح اكثر من سبعين آخرين في اعنف هجوم تشهده بغداد منذ اكثر من شهرين، بينما جدد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر رفضه اي وجود اميركي، مع اقتراب انتهاء انسحاب قوات الولاياتالمتحدة نهاية العام الجاري. وقالت مصادر امنية أمس ان «الحصيلة النهائية لضحايا انفجار عبوتين مساء الخميس في بغداد ارتفع الى 32 قتيلاً و71 جريحاً، بينهم عدد من عناصر الأمن». وكانت حصيلة سابقة افادت عن مقتل عشرة اشخاص وجرح 32 آخرين. وانفجرت عبوتان مساء الخميس على طريق رئيسي في حي اور في شمال بغداد. وقال مسؤول في وزارة الداخلية في وقت سابق، ان الانفجار الاول وقع نحو السابعة مساء الخميس اعقبه انفجار ثان بعد دقائق لدى تجمع قوات الامن والناس في موقع الانفجار الاول وفق الاسلوب المعتمد في الكثير من التفجيرات في العراق. وأكد مصدر في وزارة الدفاع ان «العدد النهائي لضحايا التفجيرين بلغ 32 قتيلاً بينهم شرطيان وجنديان و71 جريحاً بينهم خمسة من عناصر الامن، هم ثلاثة من الشرطة وجنديان». وتحدث مصدر في وزارة الداخلية عن مقتل 36 شخصاً واصابة 78 آخرين جراء التفجيريين. وأغلقت قوات الامن المنطقة المحيطة بموقع الانفجار وفرضت اجراءات مشددة استمرت حتى صباح أمس. وقال ابو موسى (40 سنة) احد الباعة المتجولين الذي فقد عدداً من اصدقائه بين قتيل وجريح جراء الانفجار، ان «الانفجارين وقعا في وقت يشهد فيه الشارع إزدحاماً شديداً وأديا الى مقتل واصابة عشرات الباعة والمدنيين». وأضاف ان «عدداً كبيراً من المنازل والمحلات التجارية اصيبت بأضرار كبيرة». ورجح مصدر امني «استخدام عبوة من طراز جديد او تفجير عبوة مضاعفة الحجم، في الهجوم نظراً إلى سقوط عدد كبير من الضحايا». ويعد الهجوم الاعنف منذ 15 آب (اغسطس) عندما قتل 74 وجرح 230 آخرون في سلسلة هجمات استهدفت مدناً متفرقة في عموم العراق، بينها مدينة الكوت (جنوب) حيث قتل اربعون وأصيب عشرات. كما وقعت هجمات دموية اخرى خلال العام، استهدف احدها مبنى مجلس محافظة صلاح الدين وسط مدينة تكريت (شمال) في 29 آذار (مارس) الماضي اسفر عن مقتل 58 شخصاً واصابة نحو سبعين. وقتل خلال الاشهر التسعة الماضية ما لا يقل عن 2045 شخصاً وأصيب نحو 3270، جراء اعمال عنف في عموم البلاد، وفقاً لمصادر رسمية. وتأتي الهجمات بالتزامن مع مواصة القوات الاميركية انسحابها من العراق المقرر ان ينتهي اواخر العام. وبالتزامن مع الانسحاب تجري بغداد وواشنطن مفاوضات حول منح حصانة للعسكريين الاميركيين الذين سيبقون في العراق بعد نهاية العام لتدريب قوات الامن. لكن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر جدد رفضه الوجود الاميركي. وقال في خطبة الجمعة امس امام مئات المصلين في مسجد الكوفة (جنوب بغداد): «لا نريد تدريباً ولا تسليحاً ولا شركات ولا سفارة (اميركية)، حتى (في) شمالنا الحبيب».