بغداد - «الحياة»، أ ف ب - أعلنت مصادر أمنية عراقية أمس مقتل أربعة اشخاص وجرح 11 آخرين في خمس هجمات، بينها انفجار سيارة مفخخة في بغداد وهجمات مسلحة في الموصل، فيما ذكرت السلطات العراقية انها فككت خلال آب (اغسطس) «18 شبكة إرهابية تضم تنظيمات حزب البعث المنحل وفصائل اسلامية متشددة»، ابرزها «القاعدة». وأكدت «تورطاً اقليمياً في دعمها». وأوضحت المصادر ان «سيارة مفخخة انفجرت قرب تقاطع البلديات (جنوب شرقي بغداد) ما اسفر عن مقتل شخص وأصابة ستة آخرين». وفي الكرادة، وسط بغداد، اصيب خمسة مدنيين بانفجار عبوة كانت موضوعة على جانب الطريق في هذا الحي التجاري. وفي الموصل (شمال)، قتل ثلاثة من عناصر الأمن بهجمات منفصلة استهدفت حواجز للتفتيش. وقالت مصادر في الشرطة ان «مسلحين مجهولين اطلقوا النار على حاجز تفتيش في منطقة الفيصلية (وسط) ما اسفر عن مقتل شرطي». وفي هجومين مماثلين قتل مسلحون شرطياً وجندياً في حيَي الميدان والجزائر (وسط). إلى ذلك، قال ضابط عراقي رفيع المستوى، رفض كشف إسمه في لقاء مع صحافيين ان «جهاز مكافحة الإرهاب تمكن خلال آب (اغسطس) من تدمير 18 شبكة ارهابية في عموم العراق». وأوضح ان «التنظيمات تابعة لحزب البعث المنحل ودولة العراق الإسلامية (ائتلاف بقيادة القاعدة) والجماعات الخاصة الخارجة عن القانون (في اشارة الى الميليشيات الشيعية) والنقشبندية». وتابع ان القوة التي تنتشر عناصر استخباراتها في عموم البلاد «تمكنت من القبض على 66 ارهابياً خلال الشهر ذاته بينهم عرب من جنسيات مختلفة في بغداد والموصل وديالى». وأكد « تفكيك خلايا ارهابية نائمة اثر تسلم معلومات عنها». وشكلت اول نواة «لجهاز مكافحة الإرهاب» بعد اجتياح العراق، وكانت تحمل اسم «قوة العمليات الخاصة» التي تتولى القوات الأميركية تسليحها وقيادتها. لكنها تحولت الى قوة عراقية خالصة، على رغم مواصلة الدعم الأميركي لها نهاية عام 2006. وتابع الضابط ان «اختراق هذه التنظيمات تم بواسطة مصادرنا العراقية»، مؤكداً في الوقت ذاته «عدم تلقي اي دعم لوجستي اميركي». وأضاف ان «الدول التي تتبنى الإرهاب معروفة. وقد اعتقلنا عرباً متورطين بجرائم كثيرة وتم التمكن من تفكيك شبكات تمويلهم التي يتلقونها من دول مجاورة للعراق، ودول اخرى». وأكد ان هذه العمليات أجريت قبل تفجيرات الأربعاء الدامية التي اتهم بتنفيذها قياديون في حزب البعث مقيمون في سورية. ويدير هذا الجهاز المستشار العسكري لرئيس الوزراء نوري المالكي الفريق طالب الكناني. من جهة اخرى، اعلن الجيش الأميركي ان قوة عراقية خاصة اعتقلت ضابطاً رفيع المستوى في الحرس الجمهوري السابق يقود حالياً «خلية ارهابية» في تكريت، معقل الرئيس الراحل صدام حسين. وأوضح بيان للجيش الأميركي ان «قوة من العمليات الخاصة بالتعاون مع مستشاري القوات الأميركية تمكنت من اعتقال اللواء نجم عبد الله زوين العجيلي، وهو ضابط في فرقة حمورابي المدرعة التابعة للحرس الجمهوري في زمن صدام حسين». وأكد ان «العجيلي مطلوب لقيادته خلية ارهابية متورطة في أعمال عنف، بينها تقديم الدعم المالي واللوجستي للنشاطات الإرهابية. ونقل البيان عن آمر قوة المهمات في الشمال التابع للعمليات الخاصة المقدم في الجيش الأميركي ميتشل فرانكس ان «اعتقال العجيلي يعد صفعة في وجه الإرهاب ليس في محافظة صلاح الدين فحسب بل في عموم الجزء الشمالي من العراق كذلك». وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حذر السبت الذين «يحتضنون المجرمين» بأنهم «سيدفعون الثمن حتماً» موجهاً في الوقت ذاته انتقادات الى دول الجوار من دون تحديدها بالإسم. واستدعت بغداد قبل فترة سفيرها لدى سورية على خلفية التفجيرات الدامية، وطالبت بتسليمها اثنين من كبار قادة حزب البعث المنحل تتهمهما بالوقوف وراء تلك العمليات. وطلب المالكي رسمياً من الأممالمتحدة تشكيل لجنة تحقيق دولية في الاعتداء المزدوج الذي استهدف بغداد في 19 آب (اغسطس) اوقع 101 قتيل ومئات الجرحى، كما اظهرت وثائق نشرت الخميس في مقر الأممالمتحدة في نيويورك.