باريس، بروكسيل - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل، امس، أنه سيتم تشكيل الحكومة الانتقالية الليبية «خلال أسبوعين»، وان المجلس سيناقش الأسبوع المقبل من سيرأس الحكومة الجديدة خلفاً لمحمود جبريل. واوضح ان كلامه الأحد عن «أن الإسلام مصدر التشريع في ليبيا» لا يعني تعديل أو إلغاء أي قانون». وقد يكون تشكيل الحكومة «امرا معقداً» بسبب الصراع على السلطة بين الليبراليين والاسلاميين والتوتر بين المناطق والعداوات القبلية والطموحات الشخصية من اجل السيطرة على موارد النفط. وحاول عبدالجليل، في مؤتمر صحافي في بنغازي، طمأنة المجتمع الدولي على «أننا كليبيين مسلمون لكننا من الوسطيين، لماذا لم يركزوا على قولي إن أموال ودماء وأعراض البعض محرمة على الآخرين، هذه أساسيات الدين الإسلامي، وهذه سلوكيات المسلم، وإذا التزم المسلمون بهذه المبادئ الثلاثة، فلن يكون هناك خطر على أي تيارات أخرى». وقال: «عندما ضربت مثلاً بقانون الزواج والطلاق أردته مثلاً فقط لأن ذلك القانون (الحالي) لا يجيز تعدد الزوجات إلا بإجرءات إذا لم تتوافر لتعذر ذلك الأمر. بينما بنص قرآني الشريعة تجيز التعدد». واثارت تصريحات عبد الجليل عن ان الشريعة ستكون مصدر التشريع في ليبيا، القلق ودعا الاتحاد الاوروبي وفرنسا امس الى احترام حقوق الانسان في ليبيا. وقالت مايا كوسيانسيتش، الناطقة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون، لوكالة «فرانس برس» اننا «ننتظر من ليبيا الجديدة ان تستند الى احترام حقوق الانسان والمبادىء الديموقراطية». وفي باريس، قال الناطق باسم الخارجية برنار فاليرو ان فرنسا ستكون «متيقظة في شأن احترام حقوق الانسان والاناث والتنوع الثقافي والديني والمساواة بين الرجال والنساء التي تتمسك بها فرنسا بثبات». واضاف «ان ليبيا تعيش اليوم فترة انتقالية تبعث على امل كبير. وستحدد القوانين المقبلة اثر انتخابات حرة، ويعود الى الشعب الليبي تحديد مبادىء ديموقراطيته». واعلن عبد الجليل انه تم الشروع في تشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات مقتل معمر القذافي، لكنه كرر القول بانه قتل خلال اشتباك بين انصاره ومقاتلي النظام الجديد. واعلن رئيس الجهاز الوطني للطب الشرعي، الذي تولى تشريح الجثة الطبيب عثمان الزنتاني ان القذافي «قتل بالرصاص»، رافضا تقديم مزيد من التفاصيل، وموضحا ان تقريره «لم ينجز بعد». وفي بروكسيل، شرح قائد عمليات الحلف الاطلسي في ليبيا الجنرال تشارلز بوشارت بعض ما جرى في سرت والغارة التي ادت الى ضرب موكب كان يتخفى فيه القذافي. وقال «ان المراقبة الجوية كشفت ان 175 سيارة كانت تتجمع للخروج من سرت صباح الخميس لنقل من تبقى من انصار النظام السابق». واضاف: «صدرت الاوامر بقصف القافلة بعدما ان اعتقدنا ان المغادرين سينضمون الى مجموعة اخرى غادرت بني وليد للتجمع في منطقة صحراوية والاستمرار بمقاومة قوات المجلس الانتقالي». واوضح «ان الحلف يتشاور مع قيادة المجلس لخفض العمليات علماً ان طلعات الرقابة في الاجواء الليبية ستستمر حتى اتخاذ قرار غداً الاربعاء في شأن المهمة الاطلسية».