منذ الإعلان عن وفاة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز صباح أول من أمس، والدموع تغالب زيد وعبدالله وصفية. هؤلاء الأطفال من ذوي الحاجات الخاصة، لهم قصة تروى مع «سلطان الخير» الذي حنا عليهم في أشد لحظات حياتهم قسوة، وعالجهم في دول متقدمة. وتعود قصة الأطفال المعوقين عبدالرحمن زيد الضبعان (13 عاماً)، وعبدالله عادل جريد (12 عاماً)، وصفية الضبعان (17 عاماً) إلى العام 2005، عندما أمر الأمير سلطان بن عبدالعزيز بعلاجهم على حسابه الخاص خارج الوطن، وذلك بعدما شاهدهم خلال احتفالية جمعية الأطفال المعوقين في مدينة حائل ووضع حجر الأساس لمركز الجمعية. واشتهر الطفل عبدالله الجريد بعد ذلك بسبب مقطع فيديو ظهر فيه الأمير سلطان بن عبدالعزيز يداعبه. وقال زيد الضبعان والد الطفل عبدالرحمن ل«الحياة»: «إن الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله ترك بصمة في المجال الإنساني سيخلدها التاريخ، فأعماله الجليلة لا تعدُ ولا تحصى، ويدي سلطان الخير امتدت إلى اليتامى والأرامل والفقراء، وذوي الحاجات الخاصة». وأضاف أن عائلته شعرت بحزن شديد على وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وبدا ذلك واضحاً على ولديه عبدالرحمن وصفية، ما حدا بعبدالرحمن الذي يدرس في الصف السادس الابتدائي إلى التغيب عن الدراسة خلال اليومين الماضيين حزناً على وفاة الرجل الذي اعتنى به في وقت كانت عائلة الضبعان تمر بظروف عصيبة، خصوصاً حينما استدعت حال عبدالرحمن العلاج خارج البلاد. وتابع: «احتضن سلطان الخير الطفلين المعاقين بعطفه، وطيلة الأعوام الماضية وصورة الأمير سلطان وروحه تسكن منزلنا بحنان الأب الذي يشعر بأبنائه على امتداد الوطن». من جهته، قال عادل الجريد والد الطفل المعوق عبدالله الذي يدرس في الصف السادس: «شعرنا بحزن عميق، خصوصاً ولدي عبدالله، فالأمير سلطان خسارة كبيرة لن تعوض، ونسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته، فالحزن كبير، والفقيد له منزلة كبيرة في قلوب أبناء الوطن جميعاً، لأنه بسط يديه يلبي حاجاتهم، وينظر في حالهم». وأشار إلى أن الأمير سلطان بن عبدالعزيز أمر بعلاج ابنه المعوق في ألمانيا، فتم استئصال إحدى الكليتين وفقرتين في الظهر نتيجة الإعاقة التي أصيب بها، وبالتالي أصبح باستطاعة عبدالله أن يتحرك بعد أن كان عاجزاً عن ذلك بفضل من الله ثم بفضل العملية الجراحية التي تكفل بها الأمير سلطان. ولا ينسى عادل الجريد الحس الإنساني للأمير سلطان: «كان على تواصل دائم معي أثناء علاج ابني في الخارج، إذ كان يتصل على هاتفي النقال ليسأل عن حال ولدي، ويؤكد لي أنه في الخدمة إن احتجت إلى أي شيء».