لفَّ الحزن الشعب السعودي على وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله -، لكن من بين هذه الملايين الحزينة هناك ثلاثة أطفال لعلهم الأشد تأثراً بوفاة "سلطان الخير"، صاحب الأيادي البيضاء عليهم، ولسان حالهم يقول: "كيف لا نحزن على مَنْ ساعدنا على تحدي الإعاقة؟!". والأطفال الثلاثة هم: عبد الرحمن زيد الضبعان وعبدالله عادل الجريد والطفلة صفية الضبعان. وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - قد تبرع بعلاجهم على حسابه الخاص خارج الوطن عام 2005، كما تبرع بمبلغ مائة ألف ريال وسيارة من نوع "جيمس" لكل من الأطفال الثلاثة المعاقين. وقد ظهر الطفل الجريد بمقطع فيديو مع سموه وهو يداعبه بابتسامته المعهودة. وجاءت أول مقابلة لسموه - رحمه الله - مع المعاقين أثناء احتفال جمعية الأطفال المعاقين بحائل بوضع سموه حجر الأساس للمركز إبان زيارته الأخيرة لمنطقة حائل. زيد الضبعان والد الطفل عبدالرحمن قال ل"سبق": "لقد حزن الجميع على وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان - رحمه الله - إلا أن ابني وابنتي ما زالا متأثرَيْن من ذلك؛ ما حدا بعبد الرحمن الذي يدرس بالصف السادس الابتدائي إلى رفض الدراسة حزناً على وفاة سموه - رحمه الله –". وتساءل متعجباً: "فكيف له لا يحزن وسموه مَنْ اعتنى به - بعد الله تعالى - في ظل ظروف عصيبة مررنا بها، خاصة حين طلب الطب علاج ابني خارج البلاد؟!". من جهته عبَّر عادل الجريد، والد الطفل المعاق "عبدالله"، الطالب بالصف السادس، عن حزنه لوفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود. وقال: "الجميع حزن. لقد حزن ابني عبدالله اليوم حزناً عظيماً، وما زال الحزن مخيماً عليه فور نبأ وفاة الأمير سلطان". وأوضح الجريد أن سمو الأمير الراحل أمر بعلاج ابنه المعاق في ألمانيا، وتم استئصال إحدى الكليتين واثنتَيْن من فقرات الظهر نتيجة للإعاقة التي أُصيب بها ابني. وذكر الجريد أن ابنه قبل العلاج كان لا يتحرك، وبفضل من الله ثم بفضل العملية الجراحية التي تكفل بها الأمير سلطان - رحمه الله - أصبح يتحرك ويمارس عمله اليومي براحة ولله الحمد. وأردف الجريد بأن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان كان على تواصل دائم معه أثناء علاج ابنه بالخارج، "وكان يتصل مباشرة بجوالي الشخصي يسأل عن حالة ابني، ويقول: أنا بالخدمة، إن احتجت شيئاً ما عليك سوى الاتصال بي مباشرة".