تونس, يو بي أي، أشارت النتائج الأولية لعمليات فرز الأصوات في إنتخابات المجلس الوطني التأسيسي التونسي، على مستوى المحافظات ومراكز الإقتراع، التي تسربت اليوم الإثنين، إلى أن حركة النهضة الإسلامية ستفوز ب 40% من مقاعد المجلس. وقالت مصادر متابعة لسير العملية الإنتخابية، أن حركة النهضة الإسلامية التي يقودها الشيخ راشد الغنوشي، ستحقق إنتصاراً ملحوظاً على بقية الأحزاب المشاركة في الإنتخابات، وهي تقترب من الفوز بنسبة 40% من مقاعد المجلس التأسيسي. وأضافت المصادر أن هذه التوقعات ليست بالمفاجئة للذين تابعوا الحراك في المشهد السياسي التونسي خلال الأشهر الماضية التي تلت ثورة 14 كانون الثاني (يناير) التي أطاحت بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، حيث بدت حركة النهضة أكثر تأثيراً وحضوراً شعبياً في تونس العاصمة وبقية المدن الأخرى. غير أن المفاجأة التي قد تسفر عنها نتائج هذه الإنتخابات، ستكون تراجع حضور الحزب الديمقراطي التقدمي التونسي برئاسة المحامي أحمد نجيب الشابي، إلى جانب التحالف السياسي المعروف باسم "القطب الديمقراطي الحداثي"، حيث تشير التسريبات الى عدم حصولهما على أي مقعد لغاية الآن. ويتألف التحالف من 11 حزباً سياسياً يسارياً وقومياً، أبرزها حركة التجديد (الحزب الشيوعي سابقاً) والحزب الإشتراكي اليساري وحزب الطليعة العربي الديمقراطي وحزب العمل الوطني الديمقراطي والجبهة الشعبية الوحدوية. وكانت عدد من الإذاعات المحلية التونسية قد بثت نتائج أولية لهذه الإنتخابات بالإستناد الى تسريبات من بعض مراكز فرز الأصوات في مناطق مختلفة من البلاد. واعتبر أنور بن حسن عضو الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات، أن "تسريبات نتائج الإنتخابات من بعض مكاتب الفرز يعد أمراً عادياً باعتبار أن عمليات إحصاء بطاقات الإقتراع تجري بحضور ملاحظين وممثلين عن الأحزاب وصحفيين". يشار إلى أن الإعلان رسمياً عن النتائج النهائية لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي التونسي، سيتم الثلاثاء، على أن يتم مساء اليوم الإعلان عن النتائج الأولية الرسمية. وعزا سامي بن سلامة عضو الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات، هذا التأخير إلى ما وصفه ب"صعوبة عملية الفرز التي تستغرق وقتاً طويلاً باعتبار أنها تتم بصفة يدوية من بدايتها إلى نهايتها". وتعتبر إنتخابات المجلس الوطني التأسيسي، التي جرت الأحد، أول إنتخابات تنظم في تونس منذ ثورة 14 'كانون الثاني (يناير) التي أطاحت بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، وأشارت بعض التقارير الى أن نسبة المشاركة فيها بلغت ما بين 70 الى 80 %.