دمشق، نيقوسيا - «الحياة»، ا ف ب - رويترز - تواصلت الاشتباكات امس بين قوات الجيش السوري ومسلحين يعتقد بانهم جنود منشقون في ريف حمص اسفرت عن مقتل سبعة جنود، فيما اعلن مصدر رسمي ان السلطات قبضت على «ارهابيين» وصادرت اسلحتهم في حمص. واصدر «الجيش السوري الحر- كتيبة عمر بن الخطاب» بيانا نشره امس على صفحته في «الفايسبوك» جاء فيه «ان مجموعة من الكتيبة قامت بتدمير مدرعة على الحدود السورية - اللبنانية في قرية جوسية» (المجاورة للقصير في ريف حمص). واضاف البيان ان 30 عنصرا من الجيش انشقوا مع أربع دبابات وتم تبادل إطلاق نار بينهم وبين الجيش، ما أدى إلى سقوط نحو 40 قتيلا من الجيش، على طريق تل النبي مندو - حاجز صوامع القمح عند مدخل جوسية. وشهدت حمص خلال الايام الثلاثة الماضية اشتباكات عنيفة بين الجيش ومنشقين، ارتفع خلالها عدد القتلى إلى 38 شخصا على الاقل. وذكر نشطاء ان الآلاف من أفراد الحرس الجمهوري وقوات الفرقة الرابعة التي تخضع لقيادة ماهر الاسد شقيق الرئيس السوري قامت بتمشيط الضواحي الشرقية لحمص في عملية واسعة لضبط المنشقين عن الجيش والنشطاء. وسبق عملية حمص هجوم على بلدة الرستن القريبة. وقالت مصادر المعارضة ان مئة من المتمردين والمنشقين عن الجيش قتلوا ووقعت خسائر فادحة في صفوف قوات الجيش. في هذا الوقت سارت صباح امس في وسط مدينة حلب تظاهرة وصفها الاعلام الرسمي ب «المسيرة الميلونية». واحتشد المتظاهرون في ساحة سعد الله الجابري وسط المدينة، ليعلنوا «رفضهم للتدخل الخارجي ودعمهم للاصلاح ولمواقف روسيا والصين الداعمة لسورية». وحملوا صورا للرئيس بشار الاسد واعلاماً سورية. واخذت الانباء عن زيادة الانشقاقات في صفوف الجيش تزداد في الفترة الاخيرة وتؤكدها مصادر اعلامية ووكالات انباء مختلفة، في الوقت الذي يصعب التأكد من حجمها في ظل منع السلطات الوسائل الاعلامية من القيام بتغطية مستقلة للاحداث في سورية. ويقول ديبلوماسيون ومحللون عسكريون إن الخطوات التي يتخذها النظام السوري لمواجهة الاحتجاجات تزيد حجم الانشقاقات في صفوف الجيش. اذ اعلن العديد من الضباط انشقاقهم في الاونة الاخيرة، لكن معظم الانشقاقات هي لجنود من رتب متدنية يحرسون عادة حواجز الطرق. ولم تصل الى مستويات عليا من القيادة على نظاق واسع. وقال ناشطون إن أحدث الانشقاقات في صفوف الجيش شملت 20 جنديا تركوا مواقعهم في بلدة الحراك الواقعة على بعد 80 كيلومترا جنوبدمشق، واشتبكوا مع قوات الجيش بعد مقتل ثلاثة محتجين تظاهروا ضد اعتقال الشيخ وجيه القداح إمام مسجد ابو بكر الذي اصبح مركزاً لاحتجاجات منتظمة تطالب بتنحي الاسد. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان اربعة جنود موالين للنظام قتلوا في محافظة ادلب قرب الحدود مع تركيا. وفي ريف درعا، التي انطلقت منها الحركة الاحتجاجية ضد النظام في منتصف آذار (مارس) الماضي، اكد المرصد وقوع اشتباكات عنيفة ليل الثلاثاء - الاربعاء بين الجيش ومسلحين يعتقد بانهم منشقون في مدينة داعل وفي بلدة الحراك حيث سمع اطلاق رصاص كثيف من رشاشات ثقيلة. وافاد احد سكان درعا ان «المحال في المدينة كانت مغلقة بالكامل باستثناء الصيدليات». وقال ديبلوماسي أوروبي كبير في دمشق ان «الانهاك زاد في صفوف الجيش، ما بدأ يمثل مشكلة للنظام». وأضاف: «تحتاج القوات الموالية للاسد إلى المزيد والمزيد من الوقت للسيطرة على مناطق الاحتجاجات. أجزاء كبيرة من إدلب خارج نطاق السيطرة بالفعل كما أن السيطرة على بلدة صغيرة مثل الرستن استغرق عشرة أيام.»