شنت قوات الجيش السوري هجوماً عنيفاً بالمدفعية على مدن ريف حمص، خصوصاً الرستن والقصير ما أدى إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح. وقال ناشطون إن قوات الجيش «تلاحق بلا هوادة» الناشطين والمعارضين في مدن ريف حمص لإنهاء كل أشكال الاحتجاج في المدينة. يأتي ذلك فيما قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن فريقي الصليب الأحمر والهلال الأحمر بدآ توزيع المساعدات في قرية قرب حمص وإنهما عازمان على التحرك إلى حيين آخرين يؤويان عائلات فرت من حي بابا عمرو، مع استمرار تعثر دخوله لليوم الثالث على التوالي. في موازاة ذلك أفاد ناشطون بأن دبابات الجيش السوري اقتحمت أمس أريحا بمحافظة إدلب إثر قصف عنيف، في وقت انشقت مجموعة من الجيش بعد مقتل 47 جندياً حاولوا الانشقاق أول من أمس. وترافق ذلك مع تعزيز قوات النظام بدير الزور. وعن التطورات الأمنية في حمص وريفها، قال ناشطون إن سبعة مدنيين سقطوا في قصف للجيش على مدينة الرستن بعدما بسط سيطرته على حي بابا عمرو في حمص الذي لا يزال ينتظر دخول المساعدات الإنسانية التابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر. وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن «سبعة أشخاص قتلوا في قذيفة سقطت على منزل في الرستن»، موضحاً أن بين الضحايا «ستة من أسرة واحدة بينهم سيدة وأربعة أطفال». وتعرضت المواقع التي تتمركز فيها مجموعات المنشقين في الناحية الشمالية من مدينة الرستن لقصف عنيف منذ ساعات الفجر الأولى، بحسب المرصد. كما تعرضت مدينة القصير في ريف حمص أيضاً إلى هجمات من الجيش. ويتوقع كثير من الناشطين أن تكثف قوات الجيش النظامي هجومها على الرستن وعلى القصير التي يسيطر المنشقون على جزء كبير منها وخصوصاً بعدما سيطر الجيش على حي بابا عمرو في مدينة حمص الخميس. وأوضح المرصد أن «هاتين المدينتين مركز للمنشقين في وسط البلاد حيث من المتوقع أن تكونا مسرح المرحلة المقبلة من عملية استهداف النظام للمنشقين». وأشار المرصد السوري إلى أن «أحد الضباط المنشقين أعلن في الخامس من شباط (فبراير) أن الرستن مدينة محررة». وفي هذه المنطقة أيضاً، ذكر المرصد أن قريتي جوسية والنزارية «تعرضتا لسقوط قذائف عدة من قبل القوات السورية التي تمركزت بالمنطقة وبدأت حملة مداهمات بحثاً عن عناصر منشقة». وأضاف: «كما تعرضت قريتا الصالحية والنهرية لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة»، لافتاً إلى عدم سقوط ضحايا «حتى اللحظة». ويأتي ذلك بالتزامن مع بدء اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتوزيع المساعدات الإنسانية على قرية نزح إليها بعض سكان حي بابا عمرو في حمص. وأفاد الناطق باسم اللجنة صالح دباكة أن «اللجنة بدأت توزيع المساعدات في قرية ابل الواقعة على بعد ثلاثة كيلومترات من حي بابا عمرو والتي نزح إليها عدد كبير من سكان هذا الحي». وتضمنت هذه المساعدات المواد الغذائية وأدوات النظافة والأغطية. وتوقع الناطق أن «تمتد عمليات توزيع المساعدات إلى حي الإنشاءات» المجاور لبابا عمرو»، مشيراً إلى أن «المناقشات لا تزال جارية لدخول بابا عمرو». كما أفادت مصادر بالصليب الأحمر والهلال الأحمر إلى أنهما يعتزمان التحرك إلى حي الإنشاءات في حمص لتوزيع حمص مساعدة للسكان المحليين والعائلات التي نزحت عن بابا عمرو. وتابعت المصادر أن المساعدات تشمل أغذية وبطاطين ومستلزمات طبية وأن متطوعين من الهلال الأحمر يقدمون أيضاً إسعافات أولية. ولا يزال فريقا اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الهلال الأحمر السورية ينتظران منذ الجمعة الحصول على إذن للدخول إلى حي بابا عمرو في حمص الذي سيطر عليه الجيش السوري لتقديم المعونات الإنسانية. وأعرب المجتمع الدولي عن استيائه من عدم سماح السلطات السورية للشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية بدخول الحي، فيما تحدثت السلطات السورية عن أسباب أمنية وخصوصاً وجود قنابل وألغام على الطرقات في بابا عمرو. وكان رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرغر ندد بعدم تمكين قافلة اللجنة من دخول حي بابا عمرو في حمص الجمعة، على رغم الوعود التي قدمتها السلطات السورية بهذا الصدد. وإلى جانب التطورات الأمنية في حمص وريفها أفاد المرصد السوري في بيان أن شاباً قتل في بلدة الجلمة (ريف حماة) برصاص الأمن الذي نفذ حملة مداهمات واعتقالات في بلدة حيالين، كما استشهد شخص في دير الزور (شرق) وأصيب نجله بجروح اثر إطلاق الرصاص على سيارتهما. وفي ريف إدلب (شمال غرب)، ذكر المرصد: «دارت اشتباكات في بلدة كفرنبل بجبل الزاوية بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة هاجمت أحد الحواجز في البلدة تبعه إطلاق نار من رشاشات متوسطة وثقيلة» فجر أمس. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل مدني وجندي من الجيش النظامي وإصابة عناصر من المجموعات المنشقة، بحسب المرصد. كما استمرت الحملة العسكرية في ريف درعا (جنوب)، حيث انتشرت القوات العسكرية في بلدة المليحة الغربية وأطلقت الرصاص من الرشاشات الثقيلة خلال اشتباكات مع منشقين، بحسب ما ذكر المرصد السوري. وأشار المرصد إلى انقطاع الاتصالات واعتقال عشرات الأشخاص في هذه البلدة التي تقع شمال درعا. وأضاف إنه تم خطف أحد الضباط في أجهزة الاستخبارات كما توفي مواطن من بلدة انخل متأثراً بجروح أصيب بها الجمعة اثر إطلاق الرصاص عليه خلال كمين نصبته له قوات الأمن السورية. كما أطلقت قوات حفظ النظام قنابل مسيلة للدموع لتفريق أكثر من 1000 طالب كانوا يتظاهرون في كلية الزراعة بجامعة حلب (شمال). وفي دمشق، تجمع سوريون موالون للنظام أمام السفارة الروسية شاكرين لموسكو دعمها للرئيس بشار الأسد وداعين الروس إلى التصويت في الانتخابات الرئاسية التي أجريت أمس في روسيا لمصلحة رئيس الوزراء فلاديمير بوتين. وأظهرت صور بثها ناشطون سوريون على الإنترنت انشقاق قائد سريّة الهاون في الفرقة الرابعة عشرة الرائد المظلي أنس عبد الرحمن علو مع مجموعة أخرى من صف الضباط. وقال الرائد علو إنه انشق عن الجيش النظامي بسبب ما وصفه بزج القوات الخاصة في مواجهة الشعب السوري الأعزل، معلناً انضمامه إلى الجيش السوري الحر. وفي هذا السياق قالت سارة واتسون، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة هيومن رايتس ووتش، إن المنظمة وثقت عدداً من حالات الإعدام في صفوف المنشقين عن الجيش النظامي والمدنيين. وأضافت واتسون أن هذه الأعمال تعتبر جرائم ضد الإنسانية وسيحاسب عليها النظام السوري على حد تعبيرها. وكان ناشطون أعلنوا أول من أمس أن القوات السورية قصفت من جديد أجزاء من مدينة حمص. كما قالوا إن دبابات تابعة للجيش السوري نشرت في مدينة دير الزور لمواجهة قوات المعارضة هناك ودعم القوات والميليشيات الموالية للنظام.