مقديشو - رويترز، أ ف ب - قتل ثلاثة أشخاص على الأقل أمس في انفجار سيارة ملغومة يقودها انتحاري قرب مبنى يضم وزارتين في مقديشو في ثاني هجوم من نوعه هذا الشهر، فيما فرّ سكان من بلدة افمادو التي تسيطر عليها «حركة الشباب المجاهدين» مع دفع الأخيرة بتعزيزات استعداداً لمعركة مع قوات حكومية يدعمها الجيش الكيني. وقال ضابط الشرطة محمد آدم إن «انتحارياً يقود سيارة ملغومة فجرها أمام مبنى يضم وزارتي الشؤون الخارجية والتخطيط». وأشار فرح حسين وهو صاحب متجر إلى أنه شاهد ثلاث جثث «بينها جثة المفجر الانتحاري التي كانت محترقة بالكامل وممزقة». وذكر أن بين القتلى بائعاً وأحد المشاة وأن الشارع الذي وقع فيه الانفجار مزدحم عادة وتنشط فيه حركة المرور، لكنه لم يكن حافلاً بالمارة وقت الانفجار. وأجلت سيارات الإسعاف الجرحى وأطلقت القوات الحكومية النار في الهواء لتفريق حشد من الناس تجمعوا في منطقة الكيلومتر 5 في العاصمة. وكانت شاحنة ملغومة يقودها انتحاري انفجرت في مجمع يضم وزارات عدة في مقديشو في الرابع من الشهر الجاري، ما أسفر عن مقتل أكثر من 70 شخصاً. وأعلن متمردو «الشباب» مسؤوليتهم عن ذلك الهجوم ونصحوا الصوماليين بالابتعاد عن المباني الحكومية والقواعد العسكرية متوعدين بمزيد من التفجيرات. إلى ذلك، حلقت أمس طائرات حربية على ارتفاع منخفض فوق بلدة افمادو التي تسيطر عليها حركة «الشباب» في جنوب الصومال، استعداداً لمواجهة. وشنت كينيا هجوماً مع القوات الصومالية الأحد الماضي في محاولة محفوفة بالمخاطر لتأمين حدودها المضطربة مع الصومال بعد موجة من عمليات الخطف التي قام بها مسلحون يعتقد أن لهم صلات بالمتمردين. والعملية تصعيد كبير يهدد بجرّ كينيا إلى الصراع في الصومال. وأشار قيادي كبير في ميليشيا متحالفة مع الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب إلى أن مقاتليه متمركزون على بعد نحو 12 كيلومتراً عن افمادو لأن هطول الأمطار الغزيرة أبطأ تقدمهم. وقال ساكن في افمادو يدعى حسين عثمان روبلي: «يفر معظم السكان باتجاه دوبلي» في إشارة إلى المنطقة الحدودية التي قالت مصادر عسكرية كينية إنه جرى تمشيطها للتأكد من عدم وجود متمردين فيها. وأضاف: «تحلق الطائرات الحربية على ارتفاع منخفض فوق افمادو وترعب السكان بينما يحفر الشباب الخنادق والأنفاق لتعزيز الدفاع داخل افمادو وحولها».