على رغم خوف الكاتبة المسرحية الفلسطينية رزان الكرمي من التطرق إلى الموضوع الفلسطيني والاكتفاء لسنوات طويلة بالكتابة عن المسرح الحياتي في بريطانيا وباللغة الإنكليزية، فإن ذكرى مجزرة «دير ياسين» دفعتها إلى البحث والكتابة عن القضية الفلسطينية. «كسرت حاجز الخوف في هذا النص المسرحي»، تقول الكاتبة البريطانية الفلسطينية الأصل التي تغير طريقها وقادتها إعادة الفهم لقضيتها إلى مسرحيتها الرابعة في هذا الصدد، الأمر الذي دفعها إلى تأسيس تجمع ثقافي فني عربي من اجل التواصل ودعم القضية والشعب الفلسطيني. تضيف: «في العام 2005 أنشأنا أنا ومجموعة من المثقفين العرب والفلسطينيين مسرحاً خاصاً يقدم القضية بالإنكليزية للجمهور الإنكليزي. سعينا لتأسيس مسرح متجدد وتقدمي ومعاصر. ودفعني هذا الموضوع إلى التعرف على كتاب وكاتبات عرب في أوروبا وأميركا، ما أدى إلى بناء حلف ثقافي فني من أجل القضية العربية وفلسطين على وجه الخصوص». أطلقت الكرمي أخيراً، موقعاً إلكترونياً يحمل اسم المؤسسة التي أنشأتها بعنوان «مسرح الخط الأول/ أو المواجهة». وتقول الكرمي: «نسعى من خلال جهودنا ومؤسستنا المسرحية التي تهدف إلى اكتشاف جوانب الحياة، إلى وضع قوانين وشروط فنية رائدة ومتنوعة لإنجاح هذا المشروع. وأنا تمسكت بأن تهتم المؤسسة بالفن المسرحي السياسي لأنني من أصول فلسطينية وأريد أن أقدم قضيتي إلى المجتمع الغربي والإنكليزي على وجه الخصوص، إلا أن المشروع سيضم كتاباً وفنانين عرباً من أوروبا والوطن العربي، وسيكون عملنا متنوعاً من حيث الفكرة والمضمون. كما حرصنا هذا العام على أن يكون موضوع النشاط عن الثورات العربية». القضية الفلسطينية عنوان لكل إنسان وتشير الكرمي إلى أن مشروعها سيضم كتاباً أجانب يكتبون عن القضايا العربية والفلسطينية. وتعتبر أن «القضية الفلسطينية عنوان لكل إنسان ومثقف وفنان وسياسي في العالم، ونعرف أن هناك بعض الكتاب الأجانب وهم قلة انتهازية في هذا الجانب ويحاولون الإساءة إلى الإنسان العربي والفلسطيني من خلال تسلقهم هذه القضية، والبحث عن الشهرة من خلال مأساة شعب قابع تحت الاحتلال، ما يجعلني أغضب من تعاملهم الأناني والجاهل مع قضايانا، ولذلك جاء مشروعنا ليقول كلمته فنياً ومسرحياً باللغة الإنكليزية، حتى يضع النقاط على الحروف». وتضيف: «قضيتنا ُتروى بألسنة أناس يجهلونها، فهناك يهود ليبراليون يكتبون من جانب جاهل عن القضية، يروننا من بعيد ويقدموننا إلى الجمهور الأوروبي على أننا أقل من شعوب عادية». وتنصح «الذين لا يعرفون الكثير عن العرب» بأن «يتعرفوا إلى الكتاب والفنانين العرب من اجل التواصل الذي يؤدي إلى معرفة اكثر للشعب العربي وقضاياه». أما الهدف الثاني من مشروعها، فهو «ربط مؤسستنا بالكتاب والفنانين العرب لفتح قنوات التواصل وتقريب وجهات النظر بين الكتاب العرب في أوروبا والكتاب العرب في الوطن العربي». قبل سنوات، بدأت الكرمي توطد علاقاتها مع كتاب عرب في أوروبا، لإقامة حوار بناء يؤدي إلى عمل مسرحي ابداعي. وتقول: «سنحدّد عنواناً محدداً سنوياً يناقش القضايا العربية، ونسعى للتآخي والصداقة بين الكتاب والفنانين المشاركين معنا»، ومن أبرزهم يوسف الجندي (مصري- أميركي)، ليلى سليمان (مصرية)، ونديم صوالحه (أردني). وتختم: «لدينا تحالفات مع عدد من المؤسسات الثقافية والفنية، ومنها فرقة «مسرح شكسبير» التي تعتزم تنظيم مهرجان أوائل 2012، احتفالاً بذكرى مولد الكاتب الإنكليزي. ورشّحنا فرقاً عربية عدّة للمشاركة فيه منها فرقة «عشتار الفلسطينية» التي ستقدم عملاً عن شكسبير».