بني وليد (ليبيا)، طرابلس - أ ف ب، رويترز، أ ب - سيطرت قوات النظام الليبي الجديد على كامل مدينة بني وليد أمس الإثنين، بعدما تغلّبت على القوات الموالية للعقيد الليبي الفار معمر القذافي عقب ستة اسابيع من الحصار. وقال سيف اللاسي، وهو قائد لواء تابع لقوات المجلس الوطني الانتقالي وشارك في الهجوم على بني وليد الذي بدأ الاحد، إن «المدينة تحررت بالكامل». وأضاف في تصريح إلى «فرانس برس»، إن «الطريق أصبحت مفتوحة الآن شرقاً باتجاه سرت، وجنوباً باتجاه سبها وغرباً باتجاه طرابلس». كذلك نقلت وكالة «رويترز» عن العقيد عبدالله ناكر رئيس مجلس الثوار في طرابلس، أن قوات الحكومة الليبية دخلت بني وليد ووصلت إلى وسطها حيث رفعت علم الاستقلال، وأكد الأمر ذاته الناطق العسكري باسم المجلس الانتقالي العقيد أحمد باني لوكالة «أسوشيتد برس»، موضحاً أن 90 في المئة من بني وليد في يد قوات الحكم الليبي الجديد. وأوضح سالم غيد رئيس غرفة عمليات الجبهة الجنوبية، من جهته، أن مقاتلي المجلس الوطني هاجموا بني وليد الواقعة على بعد نحو 170 كلم جنوب شرقي طرابلس، من الجهتين الشمالية والجنوبية والتقوا في وسط المدينة، وأضاف: «كما سيطروا على القلعة التي تعتبر أهم معقل لكتائب القذافي ومن أبرز المراكز في المدينة ورفعوا العلم الليبي الجديد وهم يقومون بعمليات تمشيط». وأكد مقاتلون من المجلس عند المدخل الجنوبي للمدينة أنها «حُررت بنسبة 90 في المئة». وقالوا إنه لم يعد هناك قناصة في وسط المدينة، وإن ثمة جيوب مقاومة للموالين للقذافي في بعض القطاعات. وأفاد مراسل ل «فرانس برس» أن سحابة من الدخان الاسود كانت تتصاعد فوق المدينة، مشيراً إلى أن معارك تُستخدم فيها القذائف الصاروخية والاسلحة الخفيفة. وبعد معارك عنيفة صباح الإثنين تمكنت قوات النظام الجديد من طرد انصار القذافي من المطار الواقع جنوبالمدينة بحسب غيد، الذي افاد عن سقوط قتيلين على الاقل و70 جريحاً منذ مساء الأحد، وقال: «لم يعد هناك قوات موالية للقذافي في المطار»، مؤكداً أن مقاتليه اختاروا مواقع على الجبال المطلة على المطار وليس احتلال مبانيه لكي لا يكونوا هدفاً سهلاً لقوات القذافي. وكانت قوات المجلس الانتقالي التي تحاصر بني وليد منذ اكثر من شهر، شنت الأحد هجوماً على المدينة بعد تعليق المعارك لمدة اسبوع من أجل التحضير لشن هجوم جديد ورص الصفوف إثر تكبد خسائر كبيرة امام قوات القذافي التي يقدر المجلس عديدها داخل المدينة ب 1500 رجل. والأسبوع الماضي، بسبب قلة التنسيق بين الكتائب التي اتت من كافة انحاء الغرب الليبي، اضطرت قوات المجلس الانتقالي الى الانسحاب من المطار وفقدت 17 قتيلاً وأكثر من 80 جريحاً في صفوفها. وكانت قوات المجلس تراهن على سقوط سرت التي تبعد 360 كلم عن طرابلس لحشد قواتها على جبهة بني وليد، لكنها تواجه منذ أسبوع مقاومة شرسة في آخر جيوب هذه المدينة. وسُجّل أمس فرار عائلات مسؤولين سابقين في نظام القذافي من سرت ومن بينهم والدة موسى إبراهيم الناطق السابق باسم القذافي وشقيقه، وهو الأمر الذي أحيا آمال مقاتلي المجلس الوطني باستيلاء سريع على سرت. وصرح وسيم بن حميدي المكلف العمليات العسكرية على الجبهة الشرقية لسرت، بأن ست سيارات تنقل رجالاً ونساء وأطفالاً فرّت صباحاً من حيي الدولار ورقم 2 حيث يتحصن مقاتلو القذافي، لكنها لم تكن تنقل «مطلوبين». وقال قائد آخر في المجلس الوطني، إن الفارين أكدوا أن معتصم القذافي لا يزال في سرت. وتتناقل قوات المجلس الوطني بانتظام معلومات متناقضة حول وجود اقارب للقذافي في سرت وبني وليد، والاسبوع الماضي أُعلن عن القبض على معتصم القذافي في سرت قبل نفي هذه الانباء. وقال وسيم بن حميدي: «كما ترون، يبدو أن استراتيجية محاصرة الأحياء تأتي بنتيجة، لأن أسر مسؤولين في النظام (السابق) تفر». وبعدها بدقائق شن مقاتلو المجلس الانتقالي هجوماً بالأسلحة الرشاشة وقذائف الهاون على حيي الدولار والرقم 2 شمال سرت، حيث يبدي مقاتلو القذافي مقاومة شرسة منذ أيام. وصرح أحد قادة المجلس إلى مراسل «فرانس برس»: «نحاصر الحي من كافة الجوانب». ويتوقع المجلس سقوط سرت لإعلان «تحرير كامل البلاد» وتشكيل حكومة مكلفة ادارة المرحلة الانتقالية. في غضون ذلك، أكدت قناة الرأي الموالية لمعمر القذافي خبر مقتل خميس نجل الزعيم الليبي المخلوع الذي كان المجلس الوطني الانتقالي أعلنه نهاية آب (اغسطس) الماضي. وأفادت القناة التي تبث من دمشق مساء الأحد، أن خميس «لقي ربه في 29/8/2011 ببلدة ترهونة هو وابن خالته المجاهد الشهيد محمد عبد الله السنوسي وهم يتصدون لاعداء وطنهم على طريق المجد والنصر والمبادئ التي تصان لتحيا ليبيا مزهوة ببيرق الله أكبر». ومحمد السنوسي هو نجل عبدالله السنوسي رئيس جهاز المخابرات في عهد القذافي. وهذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها تأكيد لخبر مقتل خميس من جهة موالية للقذافي. وكان المجلس الانتقالي الليبي أعلن نهاية آب (اغسطس) ان خميس قتل في منطقة ترهونة على بعد نحو 80 كلم جنوب شرقي طرابلس وتم دفنه.