قالت ابنة العقيد الليبي الهارب معمر القذافي امس أن أباها حي وبصحة طيبة. وقالت عائشة في رسالة بثت على قناة "الراي" التليفزيونية ومقرها دمشق، إن أباها في حالة معنوية مرتفعة ويقاتل إلى جانب "القوات الثورية". وأضافت عائشة في أول رسالة لها منذ هروبها إلى الجزائر مع أمها وأقربائها أواخر الشهر الماضي أن قادة ليبيا الجدد "خائنون" . ويتردد ان القناة تدار من قبل أنصار القذافي. ويتواصل القتال حول آخر معقلين لأنصار القذافي في جنوب شرق البلاد. وقال مقاتلون من الثوار الجمعة إنهم يعتزمون شن هجوم جديد على بلدة "بني وليد"، حيث يواجهون مقاومة قوية على مدار أسبوعين من أنصار القذافي. الى ذلك قال الطبيب مبروك كرناف امس ان ثلاثين مقاتلا تابعين للمجلس الانتقالي لقوا مصرعهم منذ بداية المعارك قبل أسبوعين للسيطرة على بني وليد الواقعة الى الجنوب الشرقي من العاصمة الليبية. وقال قائد الجبهة الشمالية ضو صالحين الجدك ان خمسين من الثوار أصيبوا في المعارك. وفي تلك الأثناء قال مراسل لفرانس برس ان القوات الموالية للقذافي اطلقت صواريخ من بني وليد الى خارجها على موقع للثوار على بعد نحو خمسة كيلومترات من وسط المدينة التي تبعد 180 كيلومترا جنوب شرق طرابلس. وقال مراسل فرانس برس ان القصف مستمر. وكان مقاتلو المجلس الانتقالي شنوا هجوما واسعا على بني وليد في العاشر من ايلول سبتمبر لكنهم انسحبوا في الليلة نفسها بعد مواجهة مقاومة شرسة. ومنذ ذلك الحين يدور القتال بشكل متقطع غير ان المجلس يحجم عن شن هجوم جديد. من جهة أخرى، وجهت اذاعة بني وليد المحلية الموالية للعقيد معمر القذافي رسالة الى المواطنين سكان المدينة دعتهم فيها الى المشاركة في مسيرة في ميدان النصر بعد صلاة عصرالسبت. وطالبت الاذاعة العائلات التي غادرت منازلها بالعودة اليها. وقال المذيع ان "جبهتنا طيبة جدا وأمورنا ممتازة ونحن على أهبة الاستعداد لنصرة الدين والوطن". ودعا الى "عدم استخدام الذخيرة الا في الحدود التي تعود علينا بالخير"، مؤكدا ان "المعركة قد تطول لكن لدينا امكانية لاستخدام الذخيرة طوال مدة المعركة". وقد وجه سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي رسالة مماثلة في الصباح دعا فيها الى هذه المسيرة والى تحرير الموقع الذي يتمركز عنده هؤلاء الثوار، حسبما ذكرت مصادر المجلس. من جهة أخرى، اكد ليبي موال للقذافي في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "صدينا هجوما من محاور عدة ويجب ان نحيي الاهالي الذين قدموا الكثير الكثير من ابنائهم شهداء". واضاف "لن نستسلم وستبقى بني وليد مركز المقاومة ضد العدو وسندفعهم نحو ترهونة (50 كلم شمالا) وطرابلس". من جهتهم قال مراسلون من رويترز إن طوابير من المركبات العسكرية التابعة لحكومة ليبيا المؤقتة تتقدم صوب سرت معقل الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي امس في الوقت الذي حلقت فيه طائرات حلف شمال الأطلسي في الأجواء. وسمع دوي انفجارات داخل البلدة وهي إضافة إلى بلدة بني وليد الصحراوية آخر معقلين متبقيين للقذافي. وشاهد مراسلو رويترز قوات تابعة للمجلس الوطني الانتقالي الحاكم في ليبيا تتقدم من ناحية الغرب ومن ناحية جنوب سرت. وعند البوابة الغربية أطلق مسلحون نيران مدفعية في اتجاه البلدة. وتبادل الجانبان المؤيد للقذافي والمناهض له اطلاق الصواريخ فيما حلقت طائرات حلف شمال الأطلسي في الأجواء. وتصاعدت أعمدة من الدخان الأسود في سماء البلدة. وكانت قوات الحكومة تراجعت من قبل من سرت مسقط رأس القذافي ومن بني وليد بعد أن قوبلت هجمات لم تكن منظمة بشكل جيد بمقاومة شرسة من المؤيدين للقذافي.