مقديشو - أ ف ب، أ ب - توعدت «حركة الشباب المجاهدين» بشن هجمات في كينيا، رداً على توغل القوات الكينية داخل الأراضي الصومالية اليوم الاثنين لمطاردة مقاتلي الحركة المرتبطة بتنظيم القاعدة، بعد أن حملتها نيروبي مسؤولية خطف أجانب، في خطوة غير مسبوقة أثارت مخاوف من تصعيد إقليمي. ودخلت القوات الكينية تدعمها عمليات قصف جوي بإرشادات من القوات الصومالية الحكومية إلى داخل مناطق جنوب الصومال بعد يوم من إعلان نيروبي الحرب على «الشباب» وتأكيدها إرسال قوات عبر الحدود. وتردد وجود جنود كينيين قرب قرية قوقاني على بعد 50 ميلاً داخل الأراضي الصومالية، والتي تعد معقلاً للحركة. وقال ساليبان محمد أحد وجهاء قرية مجاورة إن «القوات الكينية تدعمها الدبابات وغيرها من المركبات العسكرية تمركزت قرب قوقاني... شاهدت نحو 32 شاحنة ودبابة ومئات الجنود». وأكد شاهد آخر يدعى عبدالله سيد آدم أن «الجنود الكينيين مدججون بالسلاح وبدأوا في حفر خنادق قرب قوقاني». ونقلت وكالة «أسوشيتدبرس» عن الناطق باسم «الشباب» علي محمد راجي تهديده بتنفيذ عمليات انتحارية في كينيا على غرار الهجوم الثلاثي الذي قتل 76 شخصاً في أوغندا العام الماضي. وقال راجي في مؤتمر صحافي أمس إن على كينيا سحب قواتها من الصومال. وأضاف أن على الكينيين تذكر ما حدث في كمبالا، مشيراً إلى أن هذه الهجمات حدثت «بسبب نشر أوغندا قوات في الصومال» في إطار قوة السلام الأفريقية. وقال القيادي في الحركة شيخ حسن تركي: «انتهكت كينيا أراضي الصومال بدخولها ارضنا المقدسة، لكنني أعدكم بأن جنودها سيغادرون خائبين إن شاء الله. سيرغمهم المقاتلون على مواجهة الرصاص». وأضاف: «أدعو جميع الصوماليين إلى الوحدة ضد العدو المتعطش للدماء الذي دخل أراضينا وضد الكفار الصوماليين الذين يساعدونه». وتردد أن مقاتلي «الشباب» كانوا يعززون أمس دفاعاتهم وأرسلوا «مئات» باتجاه مواقع القوات الكينية والحكومية. وقال عبدي جوميل أحد سكان مدينة كيسمايو الساحلية التي يسيطر عليها مقاتلو الحركة: «رأيت نحو 50 شاحنة كبيرة وشاحنة بيك أب مثبتاً عليها رشاشات وداخلها مئات المقاتلين تتوجه إلى الحدود الكينية». وذكر شهود أن مقاتلي «الشباب» صادروا مئة شاحنة على الأقل في وقت متقدم من ليل الأحد - الاثنين من منطقة شابيل السفلى على مشارف مقديشو، لنقل المسلحين جنوباً باتجاه منطقة المعارك. وقال أحد الشهود من منطقة أفغوي التي تسيطر عليها الحركة: «لقد جمعوا جميع الأسلحة قرب أفغوي وجمعوا مئات المقاتلين الشباب لمواجهة العدو. لقد خاطبوا المقاتلين وقالوا إن عدواً جديداً عبر حدود الصومال». وقُتل خمسة جنود كينيين في تحطم مروحيتهم العسكرية أثناء تقديمهم الغطاء الجوي للقوات البرية مساء أول من أمس بسبب «مشاكل فنية» قرب ليبوي داخل الحدود الكينية، وفق الناطق باسم الجيش ايمانيول شرشير. وجاء الهجوم بعد أن توعد وزير الأمن الداخلي جورج سايتوتي بمهاجمة حركة الشباب «أينما يكونون». وخطفت امرأة بريطانية وأخرى فرنسية من منتجعات على البحر في حادثين منفصلين الشهر الماضي، ما وجه ضربة كبيرة لقطاع السياحة الكيني، كما خطف مسلحون عاملتي إغاثة إسبانيتين من مخيم داداب المكتظ للاجئين. ولم تتضح بعد فترة بقاء القوات الكينية في الصومال، إلا أن نيروبي تتعرض لضغوط متزايدة للتحرك ومحاولة استعادة الثقة بقدرتها على حماية السياح وعمال الإغاثة نظراً إلى أن البلاد تضم أكبر عدد من عمال الإغاثة في العالم. ورغم أن القوات الكينية عبرت كثيراً الحدود الطويلة المليئة بالثغرات مع الصومال، إلا أنها لم تؤكد مسبقاً أي ضلوع لها في ذلك خشية تعرضها لعمليات انتقامية.