أفاد تقرير لمؤسسة «إرنست أند يونغ» بأن الاكتتابات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الربع الثالث من السنة، سجلت نمواً بنسبة 23.6 في المئة إلى 219 مليون دولار، مقارنة ب 177.04 مليون دولار خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، لكنها سجلت انخفاضاً بنسبة 39 في المئة مقارنة بالربع الثاني من السنة، حين بلغت القيمة 335 مليون دولار. وتزامن التراجع الفصلي مع تراجع قيمة الاكتتابات العالمية بمعدل النصف نتيجة أزمة الديون الأوروبية والتباطؤ الاقتصادي في الولاياتالمتحدة. وكانت السعودية الدولة الوحيدة في المنطقة التي سجلت عمليات اكتتاب خلال الربع الثالث، مع قيام شركتين بطرح أسهمهما في سوق المال الخاصة بالمملكة. وطرحت شركة «اتحاد مصانع الأسلاك» السعودية 88.3 مليون دولار من أسهمها للاكتتاب في آب (أغسطس)، أما شركة «إسمنت حائل» فطرحت 130 مليون دولار من أسهمها للاكتتاب في أيلول (سبتمبر). وأكّد رئيس خدمات استشارات الصفقات في «إرنست أند يونغ - الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، فِل غاندير، أن عمليتي الاكتتاب في السعودية «تمثلان حالاً استثنائية، في ظل غياب نشاطات الاكتتابات في أسواق المال الرئيسة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا». ولا يزال المستثمرون في المنطقة غير واثقين من القيمة العادلة لأي اكتتاب، وفق التقرير، نظراً إلى التداعيات المستمرة لأزمة الديون التي يشهدها الاتحاد الأوروبي والتباطؤ الاقتصادي في الولاياتالمتحدة. الأصول الأخرى وبات الأمر ينطبق في شكل متزايد على فئات الأصول كلها تقريباً، بما في ذلك الأسهم وعروض الاكتتاب. وأضاف غاندير: «اضطرت الشركات إلى تأجيل طرح أسهمها في السوق منذ عام 2009، وستواصل السير على هذا النهج الحذر خلال ما تبقى من السنة. ولا يزال المستثمرون يبحثون عن ملاذ آمن لاستثماراتهم في وقت يتوقَّع أن تستمر حال عدم اليقين خلال الفصل الرابع من السنة». وشهدت الأسواق العالمية للاكتتابات هبوطاً حاداً خلال الربع الثالث، مع تسجيل 28.5 بليون دولار في 284 اكتتاباً، مقارنة ب 65.6 بليون دولار من 383 اكتتاباً خلال الربع الثاني. وبلغ المتوسط العالمي لحجم الصفقة 100 مليون دولار خلال الفصل الثالث، مقارنة ب171 مليوناً خلال الربع الثاني. وفي وقت تراجعت الاكتتابات في معظم أسواق أوروبا، واصلت الشركات الآسيوية تصدر الأسواق العالمية للاكتتابات، بطرحها نحو 138 اكتتاباً جمعت خلالها 13.5 بليون دولار في الفصل الثالث، أي 47 في المئة من عائدات الاكتتابات عالمياً، لكن هذه الاكتتابات تعتبَر الأدنى قيمة من حيث رأس المال للشركات الآسيوية منذ الربع الثاني من 2009. وأكملت الشركات الأوروبية 69 صفقة جمعت فيها 8.8 بليون دولار، أي 31 في المئة من عائدات الاكتتابات عالمياً، وهو رقم أقل بكثير مقارنة بالفصل الثاني، حين أُبرمت 96 صفقة بقيمة 21.7 بليون دولار.