تسببت التغيرات الاجتماعية والسياسية التي شهدتها بعض دول المنطقة بتأجيل طرح تسع اكتتابات اسهم، تبلغ قيمتها الإجمالية 4.7 بليون دولار، كان يُتوقع طرحها في أسواق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في آذار (مارس) الماضي، الأمر الذي كان سيشكل أكبر قيمة إجمالية للاكتتابات الشهرية منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2008. وأفادت شركة «إرنست أند يونغ» في تقرير حول الاكتتابات في الشرق الأوسط بأن أسواق المال الإقليمية سجلت اكتتابات بقيمة 21.7 مليون دولار فقط خلال الربع الأول من السنة، بانخفاض بلغت نسبته 95 في المئة مقارنة ب 420 مليون دولار خلال الربع الأول من العام الماضي، كما استقطبت الأسواق الإقليمية نسبة 0.45 في المئة فقط من الاكتتابات التي شهدتها أسواق العالم خلال الفصل الأول. ولفت التقرير إلى أن الاكتتابين اللذين أصدرتهما «شركة الشرق الأوسط للصرافة» السورية بقيمة 3.1 مليون دولار وشركة «بيت التأمين» الظبيانية بقيمة 18.6 مليون دولار خلال الربع الأول من السنة كانا الأدنى قيمة بين الاكتتابات الأولية التي طرحت في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال السنوات الخمس الماضية. وقال نائب رئيس مجلس الإدارة العالمي لشؤون أسواق النمو الاستراتيجي في «إرنست أند يونغ» غريغوري إريكسن ان الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط والكوارث التي عصفت باليابان، أحدثت الاضطراب في أسواق الأسهم عامة، وأثارت مشاعر الخوف لدى المستثمرين وأبطأت سرعة الاكتتابات في آذار (مارس) الماضي. وأضاف ان الأسواق لا تزال في انتظار طرح الاكتتابات من الشركات التي تحقق نمواً مشهوداً معززاً بالتقويم المناسب لقيمتها في السوق. وقال رئيس خدمات استشارات الصفقات في «إرنست أند يونغ» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فل غاندير، ان سوق الاكتتابات الإقليمية تراجعت إلى أدنى مستوياتها في خمس سنوات خلال الربع الأول من السنة، بسبب ضعف إقبال المستثمرين الناجم عن ضعف أداء أسواق الأسهم. وأضاف: «قد تعكس هذه التوجهات مسارها في الربع الثاني من العام الجاري، إذا قررت بعض الشركات المضي قدماً في طرح اكتتاباتها المعلنة في الأسواق». ويؤكد الاكتتاب الذي طرحته شركة «أبو ظبي الوطنية للتكافل» (وطنية) الإماراتية، الذي نال تغطية تساوي سبعة أمثال، أن لدى المستثمرين الرغبة في العودة إلى سوق الاكتتابات. وسجلت الأسواق العالمية للاكتتابات 290 صفقة بقيمة إجمالية بلغت 46 بليون دولار، بانخفاض 14 في المئة عن نتائج الفترة نفسها من العام الماضي. البورصات العالمية وقادت الاكتتابات في الولاياتالمتحدة النشاط العالمي للاكتتابات في الفصل الاول، إذ تصدرت «بورصة نيويورك» للمرة الأولى منذ سنتين البورصات العالمية كلها في حجم الاكتتابات، بتسجيل 13.8 بليون دولار، إي 29.8 في المئة من حجم الاكتتابات العالمية، تبعتها بورصة «شِنزن» الصينية ب 11.2 بليون دولار (24.3 في المئة) فبورصة سنغافورة ب 5.6 بليون دولار (12.2 في المئة)، ثم بورصة شانغهاي الصينية ب 4.5 بليون دولار (9.8 في المئة). وفي حين تقدمت البورصات الأميركية بردم الفجوة بينها وبين الهيمنة الصينية على قطاع الاكتتابات عالمياً، بنسبة 32 في المئة، استحوذت البورصات الصينية على أكثر من ثلث رؤوس الأموال التي تم جمعها عالمياً. وواصلت الشركات المستثمرة في الأسهم الخاصة، التخارج من استثماراتها السابقة، بما فيها شركة «إتش سي أي هولدنغز»، كبرى شبكات المستشفيات الأميركية، التي حصدت 4.3 بليون دولار من اكتتابها في آذار الماضي، في أكبر صفقة اكتتابات مدعومة بالتخارج من الأسهم الخاصة تاريخياً. وسجلت شركة «كِندر مورغان» الأميركية للطاقة، التي تحسن وضعها المالي مع ارتفاع سعر النفط العالمي، اكتتاب أسهم بقيمة 3.3 بليون دولار، شكَّل ثالث أكبر صفقة اكتتابات مدعومة بالتخارج من الأسهم الخاصة. وواصلت الشركات الصينية، لا سيما شركات هونغ كونغ، تصدّر الأسواق العالمية للاكتتابات بطرحها 111 اكتتاباً، بنسبة 38.3 في المئة من الاكتتابات العالمية، بقيمة 23.9 بليون دولار، شكلت 52 في المئة من عائدات الاكتتابات عالمياً. وشكل اكتتاب مجموعة «هَتشِنسون بورت هولدِنغز» العملاقة في «بورصة سنغافورة»، بقيمة 5.5 بليون دولار أكبر اكتتاب من حيث القيمة خلال الربع الأول، ليعكس الانتعاش الكبير للتجارة العالمية وحركة الشحن البحري بالحاويات. وكان اكتتاب مجموعة «سينوفِل وِند غروب» الصينية للطاقة النظيفة المنتجة للتوربينات الهوائية في «بورصة شنغهاي» بقيمة 1.4 بليون دولار ثاني أكبر الاكتتابات الأولية في آسيا والخامس عالمياً. وحققت البرازيل والأرجنتين والمكسيك عائدات بقيمة 2.7 بليون دولار من سبعة اكتتابات في الربع الأول من السنة، مدعومة بالمستويات المرتفعة لمعدلات نمو اقتصاداتها، واستهلاكها المحلي وتدفق رؤوس الأموال الأجنبية إليها. وطرحت البرازيل، التي تعتبر صاحبة أكبر اقتصادات أميركا اللاتينية، خمسة اكتتابات بقيمة 2.1 بليون دولار. وسجلت أوروبا 2.5 بليون دولار فقط عائدات اكتتابات من اصل 51 اكتتاباً، اي أقل بكثير عن عائدات الاكتتابات التي سجلتها في الفترة نفسها من العام الماضي التي بلغت 8.4 بليون دولار من 48 اكتتاباً، بسبب مخاوف المستثمرين من الديون السيادية لدول أوروبية والشكوك التي تحيط بآفاق انتعاش الاقتصاد العالمي. وهيمن القطاع الصناعي وشركات النقل وتصنيع الآلات بصفة خاصة على الحصة الأكبر من عائدات الاكتتابات، ب 12.6 بليون دولار، تبعه قطاع الطاقة ب7.9 بليون دولار وقطاع الرعاية الصحّية ب 6.2 بليون دولار. وتصدّر قطاع المواد الأولية عدد الصفقات بواقع 60 صفقة بقيمة 4.6 بليون دولار، تبعه القطاع الصناعي ب48 صفقة وقطاع التكنولوجيا ب35 صفقة ب 2.8 بليون دولار.