استحوذت السعودية على كل عمليات الاكتتابات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الربع الثالث من العام الحالي، وسجلت أسواق المال الإقليمية نمواً بنسبة 23.6 في المئة في قيمة الاكتتابات، لتصل إلى 218.9 مليون دولار، مقارنة ب177.04 مليون دولار خلال الفترة نفسها من عام 2010، فيما سجلت هذه الأسواق انخفاضاً بنسبة 39 في المئة مقارنة بالربع الثاني من هذا العام، الذي بلغت خلاله قيمة الاكتتابات 335.05 مليون دولار. وقال «إرنست ويونغ» في تقرير حول الاكتتابات في المنظقة خلال الربع الثالث، إن «المملكة كانت الدولة الوحيدة في المنطقة التي شهدت عمليات اكتتاب خلال الربع الثالث من عام 2011، مع قيام شركتين بطرح أسهمهما للاكتتاب في السوق المالية السعودية، إذ طرحت شركة اتحاد مصانع الأسلاك السعودية أسهماً للاكتتاب في آب (أغسطس) بقيمة 88.3 مليون دولار، وطرحت أسمنت حائل أسهماً بقيمة 130.5 مليون دولار في أيلول (سبتمبر)». وأوضح رئيس خدمات استشارات الصفقات في إرنست ويونغ الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فل غاندير، أن عمليتي الاكتتاب اللتين شهدتهما المملكة حالة استثنائية بعض الشيء في ظل غياب أنشطة الاكتتابات في أسواق المال الرئيسية في المنطقة، ولا يزال المستثمرون في المنطقة غير واثقين من استخدام القيمة العادلة، نظراً للتداعيات المستمرة لأزمة الديون التي يشهدها الاتحاد الأوروبي والتباطؤ الاقتصادي في أميركا، وبات الأمر ينطبق بشكل متزايد على جميع فئات الأصول تقريباً، بما في ذلك الأسهم وعروض الاكتتاب. وقال: «اضطرت الشركات لتأجيل طرح أسهمها في السوق منذ عام 2009، وستواصل السير على هذا النهج الحذر خلال ما تبقى من العام الحالي، ولا يزال المستثمرون يبحثون عن ملاذ آمن لاستثماراتهم في الوقت الذي من المتوقع أن تستمر فيه حالة عدم اليقين خلال الربع الرابع». وأضاف أن الأسواق العالمية للاكتتابات شهدت هبوطاً حاداً خلال الربع الثالث، إذ تم تسجيل 28.5 بليون دولار من 284 اكتتاباً خلال هذا الربع، مقارنة ب 65.6 بليون دولار من 383 اكتتاباً خلال الربع الثاني، بانخفاض بنسبة 26 في المئة من إجمالي عدد الاكتتابات، و57 في المئة في إجمالي رؤوس الأموال. من جانبها، قالت الرئيس العالمي لأسواق النمو الاستراتيجية في إرنست ويونغ ماريا بينيلي، إن النتائج التي تم تسجيلها خلال الربع الثالث تعكس أن أزمة الديون التي تعاني منها منطقة اليورو والولايات المتحدة كان لها تأثير عميق على سوق الاكتتابات العالمية، إذ أثرت سلباً في ثقة كل من الشركات والمستثمرين، ومع ذلك لا تزال هناك العديد من الشركات التي تتمتع بوضع جيد جداً بانتظار طرح أسهمها للاكتتاب العام. وأشارت إلى أن نظرة الشركات لفوائد الاكتتاب لن تتغير، باعتباره احدى الطرق التي يمكن من خلالها جمع رؤوس الأموال، إذ تواصل تلك الشركات التحضير لطرح أسهمها حالما تتحسن ظروف الأسواق. ولفتت بينيلي إلى أن الشركات الآسيوية واصلت تصدر الأسواق العالمية للاكتتابات في الربع الثالث، بطرحها نحو 138 اكتتاباً جمعت خلالها 13.5 بليون دولار مجتمعة (47 في المئة من إجمالي عائدات الاكتتابات عالمياً)، مشيرة إلى أن الشركات الأوروبية أكملت 69 صفقة تم خلالها جمع 8.8 بليون دولار (31 في المئة من إجمالي عائدات الاكتتابات عالمياً). وبقيت أنشطة الاكتتاب خلال الربع الثالث أعلى منها خلال الربع الأول من العام الحالي، إذ تم جمع 2.4 بليون دولار من 52 صفقة. وفي أميركا الشمالية، بلغت عائدات الاكتتابات 4.5 بليون دولار من 41 صفقة (16 في المئة من إجمالي عائدات الاكتتابات عالمياً) مقارنة ب11.6 بليون دولار من 55 صفقة خلال الربع الثاني. ورأت بينيلي أن آسيا ستواصل تصدرها أسواق الاكتتابات العالمية مع تزايد عدد الشركات المحلية والأجنبية التي تخطط لطرح أسهمها للاكتتاب العام، وأنه بمجرد أن يستقر وضع السوق سنشهد موجة كبيرة من الاكتتابات، إذ تخطط نحو ثلاثة آلاف شركة حالياً على المستوى العالمي لطرح أسهمها للاكتتاب وهو رقم قياسي.