تفاءل أكثر مشجعي نادي الوحدة تشاؤماً برئاسة الاقتصادي الكبير صالح كامل للمجلس الاعلى لتطوير النادي المكي، واستبشر اكثر محبيه يأساً برئاسة علي داود للنادي العريق الذي كان يوماً حارساً لمرماه في زمن الكؤوس والبطولات. ونادي الوحدة اعتاد أخيراً على تقديم المفاجآت للوسط الرياضي كما اعتاد على تقديم افضل اللاعبين في المواسم الماضية لاندية الرياضوجدة. فدخول شخصية بحجم صالح كامل للوسط الرياضي عن طريق الوحدة يعد مكسباً للوسط ككل الذي يحتاج بشدة لدماء تطويرية تبث الحياة في عروقه واصحاب فكر جديد يحركون الماء الراكد في بحيرات الاندية، التي يدار بعضها منذ زمن بفكر عتيق ورتابة مطلقة ونمطية لا تبشر بخير وتقدم وازدهار للرياضة السعودية. وقد تمكن كامل بمكانته الاجتماعية الكبيرة ان يملأ الفراغ الذي كان حاصلاً في كيان نادي الوحدة التي افتقدت لفترة من الزمن ل «كبير» فظهرت صراعات وخلافات ما انزل الله بها من سلطان، حملت رائحة العنصرية والكراهية المقيتة وتسببت في تراجع الكيان المكي الكبير تدريجياً حتى سقوطه لمصاف اندية الدرجة الاولى. وقد تمكن كامل في وقت قصير من لمّ شمل اكبر عدد من الفرقاء الذين اجتمعو قبل ايام في منزله العامر بجدة وتعاهدوا على التكاتف والوحدة من اجل نادي الوحدة. والذي يراقب شخصية كامل يعلم انه امام كيان رجل غير عادي ابداً، ولا يملك سوى ان يتفاءل ويستبشر خيراً بإذن الله ليس بمستقبل نادي الوحدة فحسب بل بمستقبل الاستثمار الرياضي والخصخصة الرياضية في السعودية ككل. فقد وعد كامل في مجلسه بحضور اعضاء مجلس ادارة الوحدة الجديد والمستقيل واعضاء شرف النادي ومحبيه ان يقدم نموذجاً استثمارياً غير مسبوق في نادي الوحدة وان يوسع مداخيل النادي الريعية لتكون رافداً دائماً للنادي الذي عانى كثيراً من غياب المال فلجأ الى بيع اللاعبين البارزين. وقطع وعداً بأن يقدم الدعم الكامل لمجلس الادارة الحالي بقيادة علي داود ونفذ جزءاً من هذا الوعد امام الجميع بتقديم ثلاثة رواتب للاعبين والاداريين والفنيين من الرواتب المتأخرة والمتراكمة. والذي يعرف عقلية هذا الرجل يعلم انه قادر على تقديم نموذج استثماري ناجح في النادي المكي ولا شك ان الوحدة ومحبيها امام لحظات تاريخية بوجود شخصية مثل كامل يلتف حولها الفرقاء، شخصية تقدم الدعم وتحقق الاستقرار، شخصية قادرة على تقديم المال والفكر عصب كل عمل ناجح، وقادرة على احتواء الخلافات وتجميع الفرقاء. ومن عاصر سنوات الضياع وسمع التنابذ والسباب وعايش المكائد والدسائس التي كانت في الزمن السابق يدرك ان الوحدة امام فرصة قد لا تتكرر ويدرك ان الوحدة ان لم تتقدم وتنجح مع رجل مثل كامل قد لا تتقدم مع غيره أبداً...فهو بمثابة الفرصة الاخيرة للنجاح التي نتمنى جميعاً ان يستفاد منها. [email protected] twitter | @hishamkaaki