اياكم، ثم اياكم، اللجوء الى استعمال الهاتف المحمول عند ملاحظة أي بوادر تشير الى وقوع الرعد، لأن خطر الموت وارد جداً عند المهاتفة بالمحول اثناء وقوع الرعد. هذا التحذير الشديد اللهجة ورد في المجلة الطبية البريطانية"بريتش ميديكال جورنال"ممهوراً بشهادة ثلاثة من الأطباء وصفوا حال مراهق عمره 15 عاماً دهمته عاصفة رعدية بينما كان يتكلم في هاتفه المحمول في احدى حدائق لندن. لقد أسعف المصاب وقتها بنجاح ولكنه وبعد سنة على الحادث، ما زال يعاني آثاراً فيزيائية وإدراكية. عندما يتعرض الشخص لعاصفة رعدية فإن المقاومة التي يبديها الجلد أمامها تحول دون دخولها الى أعماق الجسم فتبقى آثارها محصورة على سطح الجسم، فيصاب صاحبه بحروق جلدية، قد تكون بالغة، إلا أن نسبة الوفاة تكون قليلة نوعاً ما. في المقابل، اذا كان الشخص يحمل أشياء ناقلة كالسائل، أو المواد المعدنية فإن آثار عاصفة الرعد، لا تقتصر على الجلد، بل تتعداه لتصل الى العمق، ملحقة أضراراً شديدة قد تودي بصاحبها الى العالم الآخر. وبما أن الهاتف المحمول يتألف من أشياء معدنية، ويكون قريباً من فتحة الأذن أو الفم، فإن هذا يعجل في اختراق موجة الرعد الى الاعماق وبالتالي الى زيادة خطر حدوث الوفاة. حتى الآن، أفادت مجلة"بريتش ميديكال جورنال"بوقوع 3 وفيات نتيجة استعمال المحمول خلال عاصفة رعدية، واحدة في الصين، والثانية في ماليزيا، والثالثة في كوريا الجنوبية.