اعتبر معلقو الصحف العبرية، أمس، أن العملية العسكرية الإسرائيلية ضد لبنان، هي محاولة لرئيس الوزراء ايهود أولمرت لتصحيح"أخطاء"سلفه أرييل شارون، وخصوصاً سماحه ل"حزب الله"ب"السيطرة"على جنوبلبنان وإمتلاك ترسانة صاروخية، لافتين الى أن الدولة العبرية قد تستغل هذه الحرب لشن هجوم استباقي على ايران بغية منعها من امتلاك سلاح نووي. وأظهر استطلاع للرأي العام في اسرائيل أن 81 في المئة من الاسرائيليين يطالبون الحكومة بمواصلة حربها على لبنان، في حين دعا 58 في المئة الى استمرارها حتى القضاء على"حزب الله". وأجمع كبار المعلقين الاسرائيليين في الشؤون السياسية على أن خطاب أولمرت في الكنيست البرلمان الاسرائيلي أول من أمس توّجه"زعيماً حقيقياً"على الاسرائيليين منحه الثقة والاعتماد عليه في إدارة شؤون الدولة العبرية. وكتب المعلق السياسي في صحيفة"هآرتس"ألوف بن أن أولمرت أراد من خطابه، فضلاً عن الرسائل السياسية، إثارة المشاعر من خلال مطالبته الاسرائيليين بإبداء القدرات على الصمود والعزيمة والاعصاب الباردة"حتى يتحقق دحر حزب الله وحماس". وتابع الكاتب أن الرسالة السياسية التي انطوى عليها كلام رئيس الحكومة"بعيدة المدى"لرؤيته أن تهديد اسرائيل بالصواريخ والقذائف يتعدى بكثير قذائف القسم وصواريخ"فجر"و"زلزال"التي في حوزة"حزب الله"وعملياً، يرى بن أن"اولمرت ألزم نفسه بالتحرك والعمل ضد صواريخ سكود السورية وشهاب الايرانية". وأضاف بن أن أولمرت في نظر القريبين منه يصحح الآن الأخطاء الناجمة عن قصور سلفه شارون في مواجهة تهديد صواريخ حزب الله"وهذا ما يستدعي تساؤلات عما اذا كان في هذه الانتقادات اقتراحات من مستشاري أولمرت، بوجوب شن هجوم على ايران قبل ان تحصل على سلاح نووي. وختم المعلق مقاله المعنون ب"الطريق إلى إيران"بالإشارة الى حقيقة أن موقف المجتمع الدولي الداعم العمليات الإسرائيلية العسكرية هو ما يتيح لأولمرت مواصلة الحرب. ولفت المعلقون الى حقيقة أن اولمرت في"خطابه الى الأمة"عزف على المشاعر، لا على شعارات سياسية فضفاضة، وأن جل ما أراده هو كسب ثقتهم، مطالباً الاسرائيليين بالتحلي بالجلد وطول النفس وتوقع أياماً صعبة قبل أن تكون الأمور على أحسن ما يرام، كما كتب المعلق في الشؤون الحزبية في صحيفة"هآرتس"يوسي فرطر. وأشار فرطر الى أن الهدوء الذي ساد قاعة الكنيست أثناء القاء اولمرت كلمته عكس حقيقة أن"الخطاب كان لزعيم وقائد في الحرب"،. وتابع هذا المعلق أن"حرب سلامة الجبهة الداخلية"هي أيضاً حرب الاستقلال الخاصة باولمرت، قائلاً:"كان هذا اعلان الاستقلال. لقد تحرر اولمرت نهائياً من الظل الثقيل لارييل شارون... كل ما قام به الأخير، يفعله أولمرت الآن بشكل أكبر وأقوى وأكثر دراماتيكية". وأضاف أن قريبين من رئيس الوزراء الاسرائيلي يتذمرون منذ مدة من"الإرث الصعب"الذي تركه شارون بتمكينه حزب الله من امتلاك آلاف الصواريخ. وفي ظل مديح كبرى الصحف العبرية لأداء أولمرت وأجواء مشبعة بالكراهية ضد العرب والمطالبة بضربهم، عكست نتائج استطلاع للرأي العام نشرتها صحيفة"يديعوت أحرونوت"هذه الأجواء، فطالب 81 في المئة من الإسرائيليين الحكومة بمواصلة حربها ودعا 58 في المئة منهم الى استمرار الحرب حتى القضاء على"حزب الله"في مقابل 17 في المئة فقط دعوا الى وقف النار والشروع في مفاوضات. وأبدى 78 في المئة رضاهم عن أداء أولمرت و72 في المئة عن أداء وزير الدفاع عمير بيرتس في مقابل 8-12 في المئة لم يعجبهم أداء قطبي الحكومة. وحاز"أداء الجيش الإسرائيلي"على اعجاب 87 في المئة من الإسرائيليين، وقال 86 في المئة إن العملية العسكرية التي أطلقتها إسرائيل قبل أسبوع هي"عادلة ومحقة".