بدأت نتائج القضاء على الزعيم الشيشاني الأبرز شامل باسايف تظهر بعد اقل من 24 ساعة على إعلان مقتله، وسعت روسيا إلى استغلال"الانتصار الكبير"سريعاً ، فقام وزير الدفاع الروسي سيرغي إيفانوف بزيارة العاصمة غروزني تحدث فيها عن"نهاية جمهورية اتشكيريا المزعومة"، في غضون ذلك تعززت نظرية تعاون أجهزة أجنبية في عملية قتل باسايف من خلال فرضيات عدة ظهرت في موسكو أمس. وفي مسعى إلى استغلال نتائج العملية الخاصة سريعاً، بدل وزير الدفاع الروسي خططه، وتوجه إلى القوقاز بعدما كان متوجهاً إلى المشاركة في افتتاح معرض للسلاح في منطقة الأورال، وفيما شكلت غروزني محطته الأولى، أعلنت وزارة الدفاع أن ايفانوف سيقوم بجولة واسعة تشمل كل القواعد العسكرية الروسية في منطقة القوقاز، ما اعتبره مراقبون تحركاً سريعاً لإعادة ترتيب الأوليات في المنطقة بعد غياب"عدو روسيا الرقم واحد"الأكثر تأثيراً ونفوذاً هناك. وقال ايفانوف انه"لا توجد أي شكوك في أن القتيل هو باسايف بالذات"، واصفاً تصفيته بأنها"عمل بارز"و"انتصار كبير للأجهزة الروسية ..انه بن لادن روسيا". وأضاف انه"لم يبق بعد الآن أي من قادة ما يسمى بأتشكيريا"و"إذا تذكرنا فترة التسعينات فلم يبق أحد من قادة هذه الجمهورية المزعومة: دودايف، يندرباييف، مسخادوف وباسايف. انتهى كل شيء". لكن ايفانوف لفت في الوقت ذاته إلى أن"الحرب على الإرهاب مازالت متواصلة ، ولا يمكن إبداء أي قدر من التراخي فيها". إلى ذلك فتح نجاح عملية القضاء على باسايف شهية الأجهزة الأمنية الموالية لموسكو، إذ أعرب رئيس الحكومة الشيشانية رمضان قاديروف عن ثقته بأن مسلسل التصفيات سيتواصل ويطاول قادة ميدانيين آخرين في الشيشان، مشيراً إلى أن"الخطوة المقبلة هي القضاء على الرئيس الأتشكيري الجديد دوكا اوماروف". وزاد انه بحسب معلوماته"يوجد أخ شقيق لباسايف يعيش حاليً في دولة أجنبية اسمه شروان باسايف، وأنا على ثقة بأنه سيموت قريباً فسنجده ونصفيه". واللافت أن جهات أمنية تحدثت أمس، عن"لائحة موت"أعدتها الأجهزة الخاصة الروسية أخيراً، وضمت عشرات الأسماء من الملاحقين الذين تتمركز غالبيتهم في المناطق الجبلية الشيشانية. لكن الجديد أن أوساطاً روسية بدأت تتحدث بقوة عن القيام بعمليات خارج أراضي روسيا لاستهداف الزعماء الشيشانيين الذين حصل بعضهم على صفة لاجئين سياسيين. فرضيات الاغتيال وفتحت الفرضيات التي أعلنت حول تفاصيل عملية القضاء على باسايف الباب لتعزيز نظرية التعاون مع أجهزة أجنبية. وبعد مرور ساعات على إعلان جهات في الأجهزة الخاصة أن القافلة التي أقلت باسايف وأعوانه تعرضت لقصف صاروخي موجه، ذكر مصدر أمني أن باسايف حصل أخيراً من خارج روسيا على كمية من المواد الناسفة جهزت للانفجار في اللحظة المناسبة إثناء تحركه لتنفيذ هجوم. ونقلت وسائل إعلام روسية عن المصدر قوله إن الشحنة الناسفة تم تفجيرها عبر اتصال على هاتف محمول. وفي فرضية أخرى نقلتها صحيفة"كومسومولسكايا برافدا"عن مسؤول أمني أن الاستخبارات الروسية أعدت للعملية شهوراً وقامت بشراء عميل بمبلغ قدر بزهاء 500 ألف دولار للصق عبوة ناسفة بالشاحنة التي كانت محملة بكميات كبيرة من المتفجرات. واعتبر مصدر تحدثت إليه"الحياة"أن حقيقة العملية الخاصة التي نفذت ستظل سراً لن يكشف عنه قريباً، لكنه أشار إلى أن كل الفرضيات المتداولة تشير إلى قيام موسكو بعملية واسعة وتعاون قوي مع أجهزة أجنبية. في الجانب الشيشاني، اعترف الانفصاليون ب"جسامة"الخسارة التي تعرضوا لها. واعتبر موقع إلكتروني قريب منهم أن باسايف"انتقل إلى جوار جوهر دودايف واصلان مسخادوف وكبار رموز المقاومة الشيشانية". ظهور اودوغوف ونشر الموقع بياناً أصدره وزير الإعلام في حكومة الانفصاليين التي لا تحظى بالاعتراف مولادي اودوغوف، تعهد فيه بمواصلة القتال. وقال إن"الموت مكتوب علينا لكن لدينا القوة الكافية لمتابعة الجهاد وتوسيع رقعته"متوعداً موسكو بالانتقام لمقتل الزعيم الشيشاني. وقال اودوغوف:"سيحل جيل جديد من المسلمين لن يمل من الجهاد ويعرف من العدو، مكان الذين سقطوا. والجهاد مستمر". وقللت مصادر روسية من أهمية هذه التهديدات، مشيرة إلى عدم توافر شخصية شيشانية قادرة على توحيد صفوف المقاتلين وشن هجمات جديدة. وقال خبير في الشأن الشيشاني تحدثت إليه"الحياة"أن كل أعوان شامل باسايف الذين كان يمكن أن ينوبوا عنه، قتلوا معه في العملية الأخيرة"ما يترك الانفصاليين الشيشان عملياً من دون رأس". وأضاف أن دوكا اوماروف الرئيس الحالي ل"أتشكيريا"لا يحظى بتأييد واسع ولا بالقدرة على جمع المقاتلين حوله. لكن مصادر أخرى، نظرت باهتمام بالغ إلى ظهور اودوغوف الذي واكب الحركة الشيشانية منذ انطلاقتها، ويعتبر على دراية واسعة بالوضع الداخلي، إضافة إلى علاقات خارجية لا بأس بها.