أين هو أسامة بن لادن بعد مرور أكثر من عامين على أحداث 11 أيلول سبتمبر 2001؟ هل تبخر أو هاجر إلى "كوكب" آخر على رغم إعلان العالم أنه العدو الأول الذي تتهافت الأجهزة الأمنية والاستخباراتية على القبض عليه، حياً أو ميتاً؟ أسئلة يطرحها المواطن العادي ويحاول محمد صيفاوي في كتابه "في إثر بن لادن" الصادر بالفرنسية عن دار Le Cherche Midiالإجابة عنها وتحديد موعد محتمل للقبض على بن لادن. يبدأ الكتاب بنشأة تنظيم "القاعدة" وكذلك الأمر بالنسبة إلى زعيمه بن لادن الذي يشبهه بقصة "الشيخ والجبل"، هذا الرجل الذي كان يقود في القرن الحادي عشر جماعة "الحشاشين" المنشقة عن المذهب الشيعي، حيث كان يرسل اتباعه بعد تعاطيهم المخدرات ليقتلوا كل من لا يعتنق مبادئهم وايديولوجيتهم، وكان الجميع يدرك حينها أن هذه الجماعة كان يقودها رجل معتصم في قلعة حصينة على شواطئ بحر قزوين ومع ذلك لم يستطع أحد القبض عليه، وعلى غرار زعيم جماعة "الحشاشين"، أصبح بن لادن موضوعاً لحياكة الأكاذيب والتكهنات، فقد أعلنت وفاته، حسب مصادر عليمة، مرات عدة كان آخرها في منتصف العام الماضي، حين أكد "الاخصائيون الفرنسيون" أن زعيم "القاعدة" توفي إثر عملية استئصال ذراعه اليسرى بسبب تفاقم الجروح فيها التي أدى التهابها إلى الغنغرينة. لقد شاعت تكهنات كثيرة تناقلها الإعلام وسمعها الناس ما خلا معلومة واحدة تتعلق بتحييد وتكبيل بن لادن الذي نفذ من ثقوب الشبكة التي نصبتها له الأجهزة الاستخباراتية، والسؤال الذي يطرحه صيفاوي في كتابه هو: هل يقوم زعيم "القاعدة" بتهزيء الرئيس جورج بوش والقوة العالمية الأعظم؟! ويضيف: مهما كان الجواب على ذلك لا بد من القول إن الجيش الأميركي والاستخبارات كانا على درجة استثنائية من اللافعالية والضعف في هذه القضية، حيث لم يفلح رجال البنتاغون في كسر نواة تنظيم "القاعدة" أو تحييد القادة الذين يحيطون بزعيمه وشلهم أمثال المصريين أيمن الظواهري وسيف العدل والكويتي سليمان أبو غيث وغيرهم، ممن هم أقل شهرة. حتى أن القوات الأميركية، على رغم إمكاناتها الكبيرة لم ليس فقط عجزت عن إلقاء القبض على بن لادن، بل وعن تحديد مكان وجوده مع مساعديه، وعدم التأثير على نشاط "القاعدة" التي تستمد قوتها وفعاليتها من بنيتها غير المنظمة. وبعد التحقيق والمعاينة الميدانية توصل الكاتب إلى نتيجة مفادها أن قمة منظمة بن لادن تخضع للقواعد الهرمية التي تضبط المنظمات الأخرى، لكن "القاعدة" مرنة البنية وتتمتع بكثير من الاستقلالية، لأن المجموعات الاقليمية التابعة لبن لادن حالياً كانت موجودة في البلدان العربية، ولم تستطع الأنظمة تفكيكها بشكل كامل حتى جاء تنظيم "القاعدة" وجمعها واحتوى أيضاً بعض الفعاليات الشخصية التي فقدت تأثيرها على المسرحين المحلي والوطني. وعلى رغم اعترافه بالتعقيدات والصعوبات التي تحيط بمحاربة الإرهاب، يقول المؤلف إن هناك بعض التساؤلات والشكوك حيال قضية مطاردة بن لادن لا بد للإدارة الأميركية من الإجابة عليها. والواضح أن إدارة بوش بعيدة عن الصدقية، لأن الكذب والتحريض باتا، حسب المؤلف، السمة الثقافية في حكم الرؤساء الأميركيين. فعندما نتحدث عن سياسة واشنطن لا يمكننا تجاهل فضيحة "ووترغيت" و"إيران غيت" وأخيراً أكاذيب بوش حول أسلحة الدمار الشامل العراقية. وفي العام 1998 روجت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي ايه" في تقرير سري أن بن لادن مريض جداً ولن يعيش أكثر من ستة أشهر. وقد كذب زعيم "القاعدة" محتويات التقرير عندما هاجم الأميركيين في عقر دارهم وأمر بتنفيذ اعتداءات إضافية في مناطق أخرى من العالم. ويرى الكاتب من وجهة نظر شخصية، كما يقول هو نفسه، انه ليس مستغرباً أن يكتشف العالم ذات يوم ما يسميه ب"بن لادن غيت"، وهو كذبة كبيرة جداً عن ملاحقة الإرهابي المطلوب حياً أو ميتاً، وهو الشعار الذي أطلقه جورج بوش غداة 11 أيلول 2001 لتنفيذ العدالة، وحتى الآن لم يأخذ العدل مجراه، ولا أحد يعرف بالدليل القاطع إذا كان بن لادن حياً أو ميتاً. حاول محمد صيفاوي في هذا الكتاب إعادة بناء مسيرة بن لادن منذ هروبه من جلال آباد في أفغانستان في تشرين الأول اكتوبر 2001، عبر سلوك الطريق الذي اتبعه ومقابلة الأشخاص الذين عرفهم من مؤيديه. ولا يدعي الكاتب أنه سيعثر على الرجل الأكثر مطاردة في العالم، لكنه يحاول أن يستخدم مسيرته الجغرافية في محاولة لفهم كيف استطاع الافلات من رجال النخبة الذين يطاردونه للقبض عليه أو قتله. ويؤكد صيفاوي بعد هذا التحقيق الصحافي المطول أن زعيم "القاعدة" كان رجلاً متنقلاً ويحظى بدعم ومساعدة مطلقة من قبل العديد من رؤساء القبائل الأفغانية، وكذلك من مسؤولين باكستانيين. ومن هنا يصعب عليه التصديق أن الاستخبارات الأميركية بكل فروعها وإدارة الرئيس بوش واجهت صعوبات في القبض عليه أو حتى تحديد مكان وجوده. انطلاقاً من هذه الرؤية وزع المؤلف كتابه على قسمين، خصص الأول لنشأة بن لادن وطفولته في وسط من الرخاء والبحبوحة بين 54 اخاً واختاً من زيجات والده مع أربع نساء. ويأتي ترتيبه في المركز السابع عشر. وخلافاً لما ورد في قصاصات الصحف الغربية، فإن بن لادن، بشهادة أساتذته، كان تلميذاً خجولاً جداً ولم يكن هناك ما يوحي بأنه سينتهج الطريق الذي سلكه. ويتوقف الكتاب مطولاً في المحطة الأفغانية التي شهدت ظاهرة "الأفغان العرب" وعلى رأسهم بن لادن. في القسم الثاني من الكتاب الذي يحمل عنوان عودة الى المطاردة العالمية يتناول صيفاوي الضغوطات التي مارستها ادارة بوش على زعيم حركة "طالبان" الملا عمر لتسليم بن لادن ومحاكمته أمام القضاء الاميركي، على رغم توسط جهات سياسية باكستانية، فقد رفض الملا عمر التسليم علناً بأن بن لادن متورط في اعتداءات 11 ايلول. وكثف رئيس الاستخبارات الباكستانية الجنرال أحمد محمود حركة الذهاب والإياب بين روالبندي وقندهار لحث زعيم "طالبان" على تسليم بن لادن مخافة ان ينهار نظام "طالبان" ويتولى تحالف الشمال مقاليد الأمور في كابول، خصوصاً انه مقرب من العدو التقليدي الهند. وكان الجنرال أحمد محمود يؤمن بضرورة التضحية ببن لادن لضمان بقاء "طالبان" في الحكم، وفي 18 ايلول 2001 شهدت اسلام اباد وكراتشي وعدد من المدن الاخرى تظاهرات مؤيدة لبن لادن والملا عمر. وفي 23 ايلول أعلن الملا عمر ان بن لادن اختفى، وبعد مفاوضات ديبلوماسية مكثفة دامت شهراً وباءت بالفشل قررت واشنطن شن الحرب ضد "طالبان" وبدأت مقاتلاتها بإلقاء أطنان من القنابل على معسكرات التدريب ومنزل بن لادن ومراكز قوات "طالبان". وفي اليوم نفسه هدد بن لادن، في بيان الولاياتالمتحدة وأعلن مسؤوليته بشكل مبطن عن اعتداءات 11 أيلول عندما أشاد بمنفذي العمليات. وفي شهر تشرين الأول من العام 2001 كان زعيم "القاعدة" في مدينة جلال اباد وكان يعلم ورجاله ان نظام "طالبان" لن يصمد طويلاً. وبدأ عناصر "القاعدة" يعدون للهروب. ويقول صيفاوي ان جميع الشهادات التي استمع اليها من الأفغان والباكستانيين تطابقت حول ان المقاتلين العرب غادروا المدينة على عجل مع سلاحهم، وأموالهم ومن كان منهم متزوجاً فقد أودع زوجته وأطفاله على الجانب الآخر من الحدود، كما جمع بن لادن زعماء قبائل البشتون في المركز الاسلامي في جلال اباد وحثهم على مقاومة الاميركيين ورجال تحالف الشمال، وهذا آخر ظهور علني لبن لادن في 25 تشرين الأول 2001 تقريباً، وغادر مع 300 عنصر من قواته متوجهين الى جبال تورا بورا في اقليم كونار على متن 30 شاحنة صغيرة بيك آب، وكانوا يسيرون ليلاً ويختبئون نهاراً لتمويه السيارات، ويتلقون الزاد والمعونة من الفلاحين البشتون. وتبلغ المسافة بين جلال أباد وجبال تورا بورا حوالى مئة كيلومتر، لكن الوصول اليها يحتاج الى ما لا يقل عن أربعة أيام بالنسبة الى الخبير بهذه الطريق. وفي اوائل تشرين الثاني نوفمبر لاحظ الاميركيون وجود حركة مشبوهة في هذه المنطقة، فخططوا لقصف الجبل، وكان بن لادن قد نصب مقره على ضفة نهر تحيط به المغاور، كما كان يعلم ان الأميركيين سيقصفون هذه المنطقة، وعلى الفور انتشرت معلومات اميركية بأن بن لادن ورجاله يعيشون في مغاور فاخرة تتكون من أربع طوابق على شكل سراديب تحت الأرض، وحسب مشاهدات الكاتب ومعاينته الميدانية فإن هذه المغاور التي حفرها التآكل الطبيعي بدائية جداً ولا تمت بصلة إلى مواصفات قدمها الاميركيون. وفي 17 كانون الأول ديسمبر اكدت الشهادات التي حصل عليها الكاتب في باكستان ان بن لادن وصل مع رجاله الى باراشينار - أولى القرى الباكستانية بعد جبل تورا بورا - كما أكد البروفسور عبدالغفور خان أنهم مروا في قريته ورآهم بأم عينه ولم يستطع الاميركيون الوصول الى هذه المنطقة إلا بعد فترة طويلة. وبدا وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد في تلك الفترة محرجاً جداً حين اعترف بأنه لا يعرف أين يختبئ بن لادن مع ان وزير الدفاع الافغاني الجنرال فهيم اكد ان زعيم "القاعدة" ورجاله عبروا الحدود ويتواجدون في باكستان. وفي الفترة نفسها أثارت تصريحات رئيس مكتب التحقيقات الفيديرالية الاميركية "اف بي اي" ان بن لادن قد توفي، ضجة كبيرة ما لبث المعني بالموت ان كذبها بتصريح مسجل نشرته قناة "الجزيرة". وبدوره رجح الرئيس الباكستاني برويز مشرّف ان يكون بن لادن قد قضى نحبه في القصف الاميركي في جبال تورا بورا. ويرى الكاتب ان هذه التصريحات كانت لا تعتبر في ذلك الوقت تكتيكاً اميركياً وباكستانياً لدفع بن لادن الى الظهور لمعرفة مكان اختبائه، وقد تيقنوا في نهاية المطاف انه موجود في المناطق القبلية الممنوعة على الأجانب بمن فيهم الباكستانيون الذين لا يتحدرون من هذه المناطق. وأكدت الشهادات التي حصل عليها الكاتب من سكان هذه المناطق ان المسؤولين الأميركيين والباكستانيين كانوا يعلمون حق العلم ان بن لادن كان موجوداً في مناطق القبائل بين نهاية كانون الأول 2001 وكانون الثاني يناير من العام 2002. وأدلى اسلاميون باكستانيون بالمعلومات نفسها مؤكدين ان زعيم "القاعدة" كان يقيم في بيت احد مسؤولي "طالبان"، واكد العديد من الشهود ايضاً ان عناصر الاستخبارات الباكستانية كانت تستقبل عناصر المنظمات الاسلامية وتساعدهم على الهرب وتعرض لهم ملاجئ آمنة. وفي شهر شباط فبراير من العام 2002، ترددت معلومات عن وجود بن لادن في منطقة وزيرستان القبائلية، ومع ان المعلومات كانت على كل لسان في باكستان، إلا ان الجيش لم يقم بنشر أي قوات في هذه المنطقة. وكذلك الأمر بالنسبة الى الأميركيين، مع ان قوات "طالبان" معززة بعناصر من "القاعدة" كانت منتشرة على الحدود الباكستانية - الأفغانية في المنطقة الجبلية التي تحيط بمنطقة خوست وغارديز وباكتيكا، واذا صدقنا الأميركيين والباكستانيين فإنه لا علم ولا خبر لهم عن بن لادن وأركان تنظيمه ولا حتى عن زعيم "طالبان" الملا عمر، لكنها أكاذيب يصعب بلعها. ومن هنا قامت القوات الاميركية في شهر آذار مارس2002 بعملية عسكرية شاركت فيها الطائرات والقوات الأوروبية لتشتيت مجموعات ارهابية. ولم تكن هذه العملية اكثر من ذر الرماد في عيون الرأي العام الاميركي، وعلى رغم فشل هذه العملية التي تكررت واصل الرئيس بوش وصقوره التبجح بنجاح هذه العمليات في افغانستان وانتهى رامسفيلد الى الاعتراف أمام الصحافيين بأن الحرب ضد الارهاب ستستغرق اكثر من الوقت المتوقع. الى ان جاء يوم 28 آذارمارس 2002 الذي تم فيه القبض على أبو زبيدة، أحد أركان "القاعدة"، حيث كشفت هذه العملية عن أمر بالغ الخطورة، وهو ان عناصر من "القاعدة" يتخذون من المدن الباكستانية الكبرى ملجأ لهم. ويرى الكاتب أنه لا يمكن لعناصر "القاعدة" الإقامة في مدن باكستانية كبيرة من دون تواطؤ الاستخبارات الباكستانية، ما يفسر نشاطات هذا التنظيم فوق الأراضي الباكستانية وخارجها، كتفجير السيارة المفخخة في المعبد اليهودي في مدينة جربة التونسية. لقد شاعت أنباء في صيف العام 2002 تقول ان الاستخبارات الاميركية على علم بمكان وجود بن لادن، وجمع الكاتب عدداً من الشهادات حول هذه النقطة اظهرت ان الاميركيين غالباً ما فضلوا عدم استغلال المعلومات التي يحصلون عليها حول حركات زعيم "القاعدة" وكيف لهم ان يتأكدوا ميدانياً من هذه المعلومات وكيف لهم ان يشرحوا للرأي العام ان لدى الاستخبارات الباكستانية معلومات عن تحركات وسكنات زعيم تنظيم "القاعدة"، وهم يؤكدون في المقابل انهم على جهل تام بتنقلاته. وكيف يشرحون انهم كانوا على علم بعبور بن لادن الحدود بغية العودة الى افغانستان وهم لم يقوموا بأي اجراء لنشر قواتهم على طول الحدود بهدف القبض عليه. انهم يفضلون غالباً ان يدبر الجيش الافغاني الجديد نفسه في الوقت الذي تقوم الوحدات الخاصة بتفتيش المنازل للقبض على أشخاص لا وزن لهم، ان كان في تنظيم "القاعدة" أو في حركة "طالبان". وقد تمخضت هذه العمليات عن مفعول معاكس حيث تفاقم لدى الشباب الاحساس بكره الأميركيين والباشتون لأن المواطنين الأفغان لا يفهمون كيف يقوم اجنبي بانتهاك حرمة منازلهم ورؤية زوجاتهم وأطفالهم. ويتوقف الكاتب عند الوضع الصحي لبن لادن واصابته بقصور كلوي، حسب مزاعم الأطباء، ويتوصل إلى استنتاج مفاده أن غسيل الكلى في هذه الحال لا يمكن أن يتم في منطقة نائية خالية من الطب والعلاج. ومن هنا لا يستبعد أن يكون بن لادن في باكستان نفسها أو في إحدى المدن الأفغانية، كما يتوقف مطولاً مع الصحافيين ورجال الشرطة والإسلاميين عند عملية إلقاء القبض على الرجل الثالث في التنظيم خالد الشيخ محمد التي تمت في مدينة روالبندي. وأجمع الشهود الذين استجوبهم الكاتب على أن خالد الشيخ محمد كان منذ شهر أيلول 2002 في قبضة الاستخبارات الباكستانية، وأوحى بعضهم بأنه كان يسكن بيت أحد مسؤولي الاستخبارات في روالبندي، وفي الواقع فإن من يعرف باكستان جيداً لا يمكن أن يصدق أن أي مطلوب يستطيع اللجوء والاختباء في روالبندي، المركز العصبي للنظام الباكستاني، من دون تغطية من الاستخبارات، لأن المدينة مزروعة مع ضاحيتها بالثكنات العسكرية وفروع ألاجهزة الامنية ورجالها المنتشرين على كل زاوية في الشوارع والحارات. أما العميل الرسمي المتواطئ مع خالد الشيخ محمد، فهو رجل مصاب بلوثة عقلية تم توقيفه لمدة شهر ثم اطلق سراحه. أما العائلة التي كان يقطن عندها فلم يتعرض أي من أفرادها للاستجواب. ويروي الكاتب فحوى لقائه مع ضابط كبير في الاستخبارات الباكستانية بواسطة المدعو أبو بكر، وهو إسلامي تدرب في معسكرات بن لادن وحارب في كشمير، ويظن أن صيفاوي صحافي مؤيد لتنظيم "القاعدة"، فاعترف الضابط بأن عملية القبض على خالد الشيخ محمد غريبة وغير واضحة. وأكدت الإدارة الأميركية أنه عثر في حوزة المعتقل على مخطوطات رسائل بن لادن فاضطرت باكستان للمرة الأولى للاعتراف بوجود بن لادن فوق أراضيها. ويعالج الكاتب أيضاً في مؤلفه الأسباب التي تدفع الرئيس الباكستاني برويز مشرّف إلى التكتم على وجود بن لادن في باكستان، وكذلك الأسباب الأخرى التي تحول دون موافقته على القبض عليه، ويعتبر ان هذا العام حاسم نظراً إلى استحقاقات الانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدة، ولا يستبعد أن توقت الإدارة الأميركية عملية القبض على بن لادن لتكون الهدية الانتخابية الثمينة لجورج بوش، بعيداً عن الجزم بكل تأكيد. ويشتمل الكتاب أيضاً على ملحقات تعِّرف بأقطاب "القاعدة" وبتسلسل الاعتداءات التي نسبت إلى التنظيم وغيرها مما يختص بالبلدان التي أقام فيها بن لادن وساهمت في دعم المقاتلين في الشيشان وتمويلهم وبعض الرسائل التي تبادلها الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون مع مستشاريه حول "القاعدة"