جاءتنا من منظمة "مجاهدين خلق" الايرانية الرسالة الآتية رداً على التحقيق المنشور في العدد 626 بقلم ديانا مقلد: نشرت "الوسط" في عددها تاريخ 26 كانون الثاني يناير الماضي تحقيقاً بعنوان "منظمة مجاهدين خلق تشق العراقيين شيعة ضدها وسنة معها والاميركيون بلا قرار" بقلم دينا مقلد تضمن كثيراً من الاخطاء حول المقاومة الايرانية، وعلى رغم ان ارقام هواتف مكاتب المقاومة الايرانية في بريطانيا وفرنسا معروفة لدى الجميع فلم يتم الاتصال بها حتى يتم تأكيد وجهة نظرها في المواضيع المطروحة ضدها في المقال. اولاً وقبل كل شيء يخطئ المقال عندما يقول ان الشيعة والسنة منقسمون حول المجاهدين، لأن كل العراقيين من السنة والشيعة كانوا دائماً، خصوصاً بعد سقوط النظام العراقي السابق، يدعمون المجاهدين كقوة معارضة للنظام الايراني. وقام اكثر من عشرين الفاً من ابناء عشائر ديالى بتظاهرة دعما للمجاهدين في 20 حزيران يونيو الماضي. وطيلة الشهور التسعة الماضية اعرب عشرات الآلاف من ابناء العشائر ومختلف اطياف الشعب العراقي عن دعمهم للمجاهدين وذلك بحضورهم الى معسكر اشرف التابع للمجاهدين. وزار خلال الشهر الماضي وفد عشائري كبير لندن ضم مختلف اطياف المجتمع العراقي، من الشيعة والسنة والاكراد والمسيحيين، وذلك بدعوة من البرلمان البريطاني حيث شاركوا في اجتماع في البرلمان واعلنوا في بيان "اننا وكشهادة تاريخية نريد ان نؤكد انه خلافاً لما تنشره ابواق الاجهزة الاستخباراتية الايرانية فإن المجاهدين لم يتدخلوا ابدا في شؤون العراق الداخلية وهدفهم الوحيد هو النضال من اجل الحرية والديموقراطية في بلدهم". والمحسوبون على النظام الحاكم في ايران هم الوحيدون المعارضون لتواجد المجاهدين في العراق، وخير دليل على ذلك انه وعلى رغم عشرات آلاف العملاء الذين ادخلهم الملالي الى العراق للتدخل في الشؤون العراقية غير انهم لم يتمكنوا من تنظيم تظاهرات ضد المجاهدين في العراق. ويحاول النظام الايراني ان يبرر طلباته المتكررة خصوصاً على لسان الرئيس محمد خاتمي نفسه من الاميركيين من اجل "تسليم المجاهدين" الى الجزارين. وهذا الطلب واجه فعلاً استنكاراً واسعاً على الصعيد الدولي ونفياً قاطعاً من قبل السلطات الاميركية جاء حتى في مقالكم، كما أشرتم الى معارضة العشائر والشعب العراقي له. ويدعي المقال أن "ثمة نظرة تجاه مجاهدين خلق على انهم مجموعة خونة" و"لدى العراقيين القليل من الوقت والجهد للتفكير في وضع مجاهدين خلق" واميركا ايضاً تعتبرها منظمة ارهابية، ومن غير المعروف لماذا اذن تخلق مثل هذه الجماعة المكروهة هذا القدر من الخوف لدى النظام الايراني حيث يحاول بكل جهده تسلّم عناصرها؟ الى حد ان المقال يقول ان قرار طرد المنظمة من العراق يعتبر "خطوة من شأنها تغيير توازن القوى في المنطقة". هناك فارق كبير بين واقع المجاهدين واثرهم في المعادلات وبين ما يحاول المقال ان يرسمه. ان السياسة الوطنية التي انتهجها المجاهدون هي التي ادت الى فشل العدوانية والتوسعية الخمينية التي رفعت شعار "فتح القدس عن طريق كربلاء" طيلة الثمانينات, وادت هذه السياسة الى ارتفاع شعبية المجاهدين لدى الشعب الايراني الذي فقد مليوني قتيل ومعاق والف بليون دولار من الخسائر بسبب تلك الحرب التي يحاول اليوم قادة النظام القاء المسؤولية عنها على عاتق الخميني لأنهم يعرفون مدى نفور الشعب منها. كما ان الشعب العراقي يعرف جيداً ان المجاهدين هم العائق الرئيس امام تصدير "الثورة الاسلامية" ومجيء ديكتاتورية دينية عميلة للنظام الايراني في العراق. ولهذه الاسباب واجهت مؤامرات النظام الايراني من اجل تسلّم المجاهدين احتجاجات كثير من الاحزاب والشخصيات والتيارات السياسية والشعبية في العراق حيث تظاهر آلاف في بغداد وامام معسكر اشرف احتجاجا على مثل هذه العملية. واكد الاخصائيون في القانون الدولي وكذلك اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان اي انتقال او طرد للمجاهدين من العراق غير مسموح ومخالف لاتفاقية جنيف الرابعة. ان القول ان "التنظيم الذي تحكمه سيطرة تشبه تلك العائدة لجماعات دينية صغيرة ذات ممارسات خاصة على غرار الممارسات الماوية، الى حد العبادة للزوجين قائدي التنظيم، مسعود ومريم رجوي... والخوف الشديد السائد داخل دوائر هذه المجموعة..." وغيرها مثل عبارة "الماركسي الاسلامي" وهو التعبير الذي ابتدعه "سافاك" الشاه ضد المجاهدين، هي ادعاءات لا تحتاج الى رد. وتتهم الكاتبة المجاهدين بأنهم "تنظيم ماوي ماركسي وقائدها يتصرف كستالين" بناءً على قول سجين مضطهد او نقلاً عن امرأة تقول ان ابنها يحتفظ به المجاهدون غصباً عنه في معسكر اشرف، غير ان المقال يشير الى ان القوات الاميركية هي التي لا تسمح لهذا الشخص ان يخرج من المعسكر. وتم تسجيل اسماء جميع المجاهدين الموجودين في معسكر اشرف من قبل السلطات الاميركية حيث يتم الاشراف عليهم من قبل الاميركيين والمزاعم المتكررة لوزارة الاستخبارات الايرانية طيلة ال17 سنة الماضية حول"الاحتفاظ وسجن الاعضاء" من قبل المجاهدين في العراق خاصة بعد 9 اشهر من سقوط النظام السابق في العراق والسيطرة الاميركية الكاملة على معسكر اشرف، كل ذلك لا يمت الى الحقيقة بصلة. وفضلاً عن ذلك لا قيمة ل"شهادات" ول"اعترافات" السجناء السياسيين من حيث مبادئ حقوق الانسان او من حيث القوانين الدولية، حتى "وان كانت تطوعية" التي لا محل لها في النظام الايراني. ان قصة مجيد اميني الذي ادعت أمه بأنه متحفظ عليه من قبل المجاهدين كاذبة تماماً. ان مجيد عمره 19 سنة ومن ضمن القوات التي انضمت الى المجاهدين اخيراً وقضى بضعة اشهر فقط في معسكر أشرف، و ليس للمجاهدين اية مسؤولية تجاهه. وعندما راجعت امه معسكر اشرف بمرافقة موظفي وزارة الاستخبارات في ايلول سبتمبر الماضي استضافتها المجاهدون، من دون مرافقيها من عناصر الاستخبارات طبعاً، حيث امضت يومين مع ابنها واكد لها مسؤولو المجاهدين انهم لا يعارضون سفره الى ايران بمرافقتها. غير ان القوات الاميركية الموجودة امام معسكر اشرف عارضت خروج مجيد. ويمكن التحقق في الموضوع من القوات الاميركية الموجودة في المعسكر. ان المجاهدين مستعدون اليوم كما كانوا قبل 14 شهراً عندما قام عملاء وزارة الاستخبارات بترتيب تظاهرة امام مكاتب الاممالمتحدة في طهران بأن يستقبلوا عائلات الاشخاص الموجودين في المعسكر، وهم لا يعارضون عودة اي شخص الى ايران برفقة عائلته. د. علاء الدين توران مكتب المجلس الوطني للمقاومة الايرانية