طالما حلم هواة ألعاب الفيديو الالكترونية بتحويل مقود السيارة إلى علبة يتم التحكم بها تماماً كأي مقبض ألعاب الكترونية، وها هي كبرى شركات صناعة السيارات والمعدات الالكترونية تتحد في مجمع لتطوير نظام قيادة كهربائي يستند إلى إلغاء العلاقة الميكانيكية نهائياً بين العجلات والمقود، ما يعني الاستغناء عن العمود الذي يحتوي المقود لتجنيب السائقين خطر الصدمة القاتلة أحياناً لدى تعرض العربة لحادث. ويؤدي إلغاء محور المقود إلى غياب التفاعل بين العجلات والمقود ويفتح الطريق أمام طرق جديدة للتحكم وتعديل اتجاه السيارة بشكل آلي، وهو نظام يلتصق على العجلات ويقوم بحساب تعديل التوجه لدى المرور في مكان منعطف من دون أن يتعارض ذلك مع حركات السائق الميكانيكية، ويسمى هذا النظام Steer wire أي المقود الكهربائي، ويقوم على مبدأ بسيط يتمثل في تأثير المقود على المحرك الذي يتولى بدوره تحريك العجلات، وهو جهاز مماثل تماماً لبعض مقابض التحكم بألعاب الفيديو الالكترونية، مع فارق أساسي ان القيادة لا تتم في عالم افتراضي، بل في الواقع. ويحتاج هذا النظام إلى جهاز كومبيوتر صغير داخل السيارة له وظيفة مزدوجة، أولاها جمع المعلومات حول وضعية العجلات والسرعة وحالة الطريق. والثانية تتمثل بالتحكم بالمحركات الكهربائية ومضاعفة الحركة والتأثير على عمل العجلات. ولدى قيام السائق بتوجيه العجلات يتلقى المعلومات الأساسية التي يحتويها الكومبيوتر الواردة أصلاً من اللاقط الالكتروني الخاص بالتموضع في جهاز التحكم بالاتجاه، ويدله على الزاوية التي يتخذها مقارنة بوضع الراحة. وبمجرد أن يحرك السائق جهاز التحكم Joystick يتولى الكومبيوتر عكس تقلبات المسار وردها إلى العجلات، إضافة إلى أن لاقط التموضع الموجود في علبة القيادة الشبيهة هندسياً بمتوازي الأضلاع يسهر باستمرار على التحقق من أن حركة العجلات مطابقة تماماً لما هو متوقع، وبعد مقارنة المعطيات يأمر المحركات بمضاعفة الحركة بتوجيه العجلات. كما يقدر الضغط الذي تتعرض له العجلات. وطبقاً للسرعة والقوة اللتين سيطلبهما من العجلات في عملية التوجه، يستطيع جهاز الكومبيوتر حساب العمل الذي ستؤديه الإطارات ويتوقف عن العمل قبل بلوغ حدود الالتصاق. وعلى غرار الأنظمة التي تعدل الفرملة لتجنب توقيف العجلات، يقوم نظام القيادة الكهربائية Steer wire بتعديل اتجاه السير للحيلولة دون انحراف العربة. أما لضمان عودة القوة إلى المقود، فيلجأ جهاز الكومبيوتر إلى التحكم بالمحرك مضاعف الحركة المكلف تنفيذ قوة معاكسة تتناسب مع القوة التي تبذلها محركات التوجه في العجلات، وهذا ما يشكل محاكاة للعلاقة المادية الموجودة تقليدياً بين المقود وعجلات السيارة. ويؤكد مدير قسم استراتيجيات أبحاث الأنظمة المتقدمة في شركة "موتورولا" المشاركة في تطوير هذا النظام، أن إدارة مثل هذا النظام وتشغيله لا يمثلان مشكلة على الصعيد الالكتروني البحت بفضل توافر البراغيث الالكترونية اللازمة وادماج المزيد من الذرات الالكترونية التي مكنت الخبراء من تزويد السيارة قوة حسابية مساوية لتلك التي تملكها طائرة من طراز "ارباص". أما النقطة التي لا تزال بحاجة إلى مزيد من التطوير الدقيق فهي الربط بين العناصر المختلفة بواسطة حزمة من الأسلاك الكهربائية تسمى بالاصطلاح المعلوماتي "الباص" وتم تزويد بعض السيارات بهذه الشبكة التي تربط بين أجهزة التحكم الالكترونية، مثل الأضواء والغمازات ومنظفات الزجاج وغيرها. ولا يتعدى الفارق بين اطلاق الأوامر والتنفيذ سوى أجزاء قليلة من عُشر الثانية. لكن هذا الفارق يعتبر خطيراً عندما يتعلق الأمر بالمقود، لأن الاستجابة في هذه الحالة يجب أن تكون فورية. وتأمل كبريات شركات تصنيع السيارات بعرض هذا المقود الكهربائي قبل العام 2005 في الأسواق التجارية. وحتى ذلك الحين يسعى اتحاد تكنولوجيا السيارات والدراجات إلى تغيير القانون القاضي بضرورة وجود علاقة ميكانيكية مباشرة بين المقود والعجلات، وإلا كانت السيارة مخالفة للشروط المطلوبة