مع ماغنا الجديدة، تكون ميتسوبيشي اليابانية دعمت موقعها في قطاع سيارات السيدان العائلية المتوسطة والمترفة. وهذه الخطوة التي ستبدأ ثمارها الإيجابية على حد قول مسؤولي الشركة في الظهور على شكل ارتفاع ملحوظ في المبيعات في شتى الأسواق، أدت بجريدة "الحياة" إلى تجربة هذه السيارة التي يبدو أنها ستكون عمود الأساس الذي ستعتمد عليه ميتسوبيشي في مسيرتها الهادفة إلى استعادة أمجادها. تعد سيارات ميتسوبيشي من أعرق السيارات اليابانية، إلا أن مشكلتها تمثلت خلال الثمانينات وبداية التسعينات في كونها حملت طابعاً كلاسيكياً بحتاً حصر مبيعاتها في مواجهة منافساتها وبالأخص اليابانيات. ومع مرور الأيام، دخلت ميتسوبيشي في مسيرة المتاعب المادية التي طاولت عدداً كبيراً من شركات صناعة السيارات وليبدأ إنتاجها بالتناقص قبل أن يعود الى الارتفاع مجدداً. أما اليوم، ومع المنافسة العاتية التي يشهدها سوق السيارات وبالأخص تلك التي تنتمي الى مجموعة السيارات العائلية المتوسطة والمترفة، فقد قدمت ميتسوبيشي سيارةً جديدةً من الحجم المتوسط الكبير تبدو وكأنها عبارة عن فئة مطورة من طراز ديامانت تم تصميمها تبعاً للاستفتاءات التي قامت بها الشركة اليابانية عبر وكلائها في مختلف بقاع العالم وهدفت الى معرفة آراء مستهلكي السيارات العائلية المتوسطة في سياراتهم. وقد أقيمت هذه الاستفتاءات بالتناغم مع دراسات خاصة أجراها مختلف أقسام الهندسة والتطوير التابعة لميتسوبيشي التي قررت في النهاية أن تركز مع سيارتها الجديدة هذه على تطوير المميزات الإيجابية التي تتحلى بها سيارات ميتسوبيشي عموماً وطراز ديامانت على وجه التحديد، وعلى تزويد السيارة الجديدة - القديمة التي حملت تسمية ماغنا بدلاً من ديامانت أفضل ما توصلت إليه التكنولوجيا اليابانية. كذلك ستعمل ميتسوبيشي على توفير ماغنا الجديدة بأسعار منافسة. وفي هذا الإطار، وفرت ميتسوبيشي سيارتها هذه مع محرك واحد وثلاثة مستويات تجهيز تبدأ بطراز القاعدة المزود علبة تروس يدوية وتمر بطراز الوسط المتوافر مع علبة تروس أوتوماتيكية وتنتهي بطراز القمة الذي يتوافر قياسياً مع علبة التروس الأوتوماتيكية، ولكن بعد إضافة مقصورة مبطنة بالجلد الفاخر وفتحة سقف تفتح باتجاهين مع عجلات معدنية رياضية وعدد كبير من تجهيزات الترف. كلاسيكية وعصرية في آن قبل إخضاع ماغنا للتجارب الفعلية، بدأ مهندسو ميتسوبيشي بحملة تجارب عبر أحدث برامج الكمبيوتر شملت كل ما يتعلق بالسيارة الجديدة. وقد انتهت هذه التجارب بقرارات عدة، منها اعتماد الفولاذ المقوى في المناطق الحساسة من الهيكل والبنية التحتية وخفض عدد قطع المعدن الملحمة واستبدالها بلوائح معدن أحادية كبيرة الحجم أسهمت في رفع مرونة الهيكل من دون التضحية بصلابته لضمان أفضل ديناميكية ممكنة لسيارة سيدان عائلية متوسطة تتمتع بعزل فاعل لارتجاجات الطريق، ولتنعكس هذه القرارات في شكل إيجابي على مقومات السلامة في السيارة التي تحسنت قدراتها على امتصاص الصدمات الأمامية والخلفية والجانبية. وبالعودة إلى التصميم الخارجي للسيارة، يجد المرء أنه يتحلى بكلاسيكية عصرية. فتصميم الهيكل حافظ على العناصر التي تؤكد هوية السيارة، ولكن بعد وضعها في قالب متطور مرده توجه شركات صناعة السيارات إلى إنتاج طرازات تتحلى بانسيابية مرتفعة من دون الابتعاد من الكلاسيكية التي طالما ميزت سيارات ميتسوبيشي. فالخطوط الجانبية لماغنا مثلاً، تذكر بخطوط الجيل الأسبق منها ديامانت لتصميم المصابيح الأمامية التي زيدت درجة ميلانها وفتحة التهوئة الأمامية الوسطية المزينة بالكروم اللماع وتصميم نافذتي البابين الخلفيين اللتين تضمان زجاجاً كاملاً ألغيت فيه المثلثات الصغيرة، التي حافظت من خلالها ميتسوبيشي على العناصر التصميمية التي ميزت سياراتها بعد رسمها بطريقة عصرية ابتعد معها التصميم العام من الخطوط الحادة والزوايا القاسية واعتمد خطوطاً أكثر إنسيابيةً تتخللها زوايا مستديرة طاولت كل أجزاء الجسم، باستثناء الواجهة الخلفية وتحديداً غطاء صندوق الأمتعة الذي زود زاوية قاسية على شكل عاكس هواء مدمج بغطاء صندوق الأمتعة عملت ميتسوبيشي من خلاله على تأكيد الطابع الرياضي لسيارتها هذه ودعمته بعجلات معدن رياضية خفيفة الوزن مع إطارات عريضة المداس بجوانب مخفوضة. شخصية فريدة وأمان كلي في إطار عمليات خفض التكاليف، وبالتالي توفير سيارات بأسعار مقبولة، قررت ميتسوبيشي ألا تدخل في متاهات تصميم قاعدة عجلات جديدة لماغنا وتأمين الموازنة اللازمة لها، مفضلة استعارة قاعدة العجلات التي تعتمدها لسيارتها ديامانت والتي أثبتت جدارتها في كل الأسواق التي تصدر إليها. ومع هذه القاعدة، أولت ميتسوبيشي مهمة "تجديد" ديامانت الى فريق عملها الذي قام بإجراء تعديلات طفيفة طاولت الشكل الخارجي وركز جهوده على تحسين كل ما لا تراه العين المجردة من مقصورة ركاب ومكونات ميكانيكية مفضلاً الإبقاء على التصميم الخارجي العام بكلاسيكيته المحببة. وفي خضم التطور التكنولوجي الذي يطاول صناعة السيارات، كان لا بد لميتسوبيشي من أن تشحن سيارتها هذه بجديدها على هذا الصعيد. فوفرت لطراز القمة من ماغنا جهاز استماع موسيقياً متطوراً مع قارئ كاسيتات وآخر لقراءة الأسطوانات المدمجة ومكيفاً إلكترونياً للهواء مع مقصورة مبطنة بالجلد الفاخر. وتشمل لائحة التجهيزات المتوافرة لماغنا أيضاً، مخدتي هواء أماميتين قياسيتين وأخريين جانبيتين تتوافران إضافياً. ومن ناحية أخرى، جهزت ميتسوبيشي سيارتها هذه بشاشة عرض أخذت لنفسها مكاناً في أعلى الكونسول الوسطي وهي تعمل على نشر المعلومات الخاصة بعمل السيارة التي زودت أحزمة أمان بثلاث نقاط تثبيت مع قدرة شد تدريجي مع مقعد للسائق يمكن تحريكه في كل الاتجاهات بما فيها التحكم بارتفاعه. وفي مقابل تجهيزات الرفاهية، لم تنس ميتسوبيشي عوامل السلامة. فزودت البنية التحتية والجسم الخارجي لماغنا مناطق هشة في الأمام والخلف تعمل عند حصول اصطدام على التشوه بطريقة يتم معها امتصاص قوة الصدمة وإبعادها من مقصورة الركاب. أما جوانب هذه الأخيرة، فتم تجهيزها بعوارض معدن مدمجة في الأبواب تعمل على إبعاد قوة الاصطدامات الجانبية من مقصورة الركاب. مقصورة رحبة شأنها للتصميم الخارجي، تتحلى مقصورة الركاب ولوحة القيادة بشخصية مستقلة يغلب عليها طابع الترف الذي يبدو جلياً من خلال الجلد الفاخر والخشب المصقول اللذين يبطنان المقصورة. وتقوم لوحة القيادة على تجويف كبير يمتد حتى الكونسول الوسطي ويحتوي على تجويف لعدادات السرعة ودوران المحرك ومستوى الوقود المتبقي في الخزان ودرجة حرارة المحرك، مع مجموعة من المؤشرات الضوئية التي توفر كل المعلومات التي يحتاج اليها السائق. أما الكونسول الوسطي المتصل بتجويف العدادات، فيمتد نزولاً حتى أرضية السيارة ويضم في أعلاه ساعة رقمية للدلالة الى الوقت مع مجموعة من المؤشرات الهادفة الى تنبيه السائق في حال حصول أعطال ما ويليها مخرجا هواء المكيف ومجموعة المفاتيح التي تشغل مكيف الهواء الذي يضم في وسطه شاشة زرقاء تشير الى معايير ضبط جهاز التكييف. وتحت هذا الأخير، ثبتت ميتسوبيشي جهاز الاستماع الموسيقي ومنفضة السجائر التي أخذت لنفسها وضعية مخفوضة أمام مقبض علبة التروس الذي يليه مسند يد وسطي تم استغلال القسم السفلي منه كجيب لتوضيب الحاجات الصغيرة شأن الكاسيتات والأسطوانات المدمجة. وهنا لا بد من الإشارة الى أن عملية الوصول الى مفاتيح تشغيل مختلف أجهزة السيارة سهلة للغاية، إذ يمكن السائق أن يستعمل هذه المفاتيح من دون الحاجة إلى رفع النظر عن الطريق، باستثناء مفتاح تعديل وضعية المرايا الخارجية الذي جرى تثبيته في لوحة القيادة الى يسار السائق في وقت كان وضعه في بطانة باب السائق ومباشرة أمام مفاتيح تشغيل النوافذ الكهربائية سهلاً جداً. ومن ناحية أخرى، لا يمكن إغفال وضعية القيادة التي يمكن وصفها بالمثالية في ظل إمكان تعديل وضعية المقعدين الأماميين في كل الاتجاهات بما فيها التحرك العمودي لمقعد السائق، ناهيك عن أن جهاز المقود الذي زود مساعداً متغير القوة تبعاً لسرعة السيارة، يتحلى بقدرة تحرك تسهم في توفير وضعية قيادة مثالية للسائق مهما كان حجمه. وهنا نشير إلى أن المساحات المخصصة لركاب المقدم رحبة شأنها لتلك المخصصة للقسم الخلفي من المقصورة الذي يمكنه استيعاب ثلاثة ركاب من أصحاب القامات الطويلة. وسيتمكن هؤلاء من الشعور بالراحة بسبب المساحات الكبيرة المخصصة لأقدامهم وأكتافهم ورؤوسهم، إضافة إلى أن مقعدهم يتميز شأنه للمقاعد الأمامية براحة جلوس متقدمة تبعد عناء الرحلات الطويلة من ركاب السيارة التي يضم طراز القمة منها لائحة كبيرة من التجهيزات القياسية، شأن جهازي منع إنغلاق المكابح وتوزيع قدرة الكبح الإلكترونية لكل إطار على حدة، إضافةً إلى عجلات معدن رياضية وجهاز إنذار ضد السرقة وفتحة سقف كهربائية يمكنها أن تفتح الى الخلف وأن ترتفع الى الأعلى مع زجاج ملون يعمل على عكس أشعة الشمس عن المقصورة مع مقاعد ومرايا كهربائية وقفل مركزي مع تحكم عن بعد وغيرها. محرك واحد في تصرفها ما إن بدأ مهندسو ميتسوبيشي العمل على ماغنا، حتى وضعوا أمامهم هدفاً يتمثل بالتغلب على السيارات المنافسة وبالأخص اليابانية منها. ولم يكن هذا الهدف ليتحقق لولا اعتماد محرك الأسطوانات الست على شكل 7 الذي تبلغ سعته 3.5 ليترات. فهذا المحرك الذي زود أربعة صمامات لكل أسطوانة تعمل عبر أربعة أعمدة كاملة يجري التحكم بتوقيت عملها إلكترونياً مع جهاز بخاخ إلكتروني، يوفر قدرة 230 حصاناً عند 5000 دورة في الدقيقة مع عزم دوران يصل حده الأقصى إلى 33.8 م كلغ عند مستوى 4000 دورة في الدقيقة، يمكن معها لماغنا أن تنطلق من الصفر إلى سرعة 100 كلم/س في وقت قياسي مع علبة التروس سواء كانت يدوية بخمس نسب أمامية متزامنة أم أوتوماتيكية بأربع منها لا يتوافر طراز القمة بعلبة تروس يدوية. أما السبب، فيعود الى الليونة التي يتمتع بها هذا المحرك والعائدة الى التقارب في دوران المحرك عند محاولة استخراج القدرة الحصانية القصوى وعزم الدوران الأقصى الذي لا يتعدى 1000 دورة في الدقيقة. ومع هذا المحرك، يمكن ماغنا أن تصل الى سرعة قصوى تبلغ 210 كلم/س. وفي سياق الحديث عن علبة التروس الأوتوماتيكية، لا بد من الإشارة إلى أن ميتسوبيشي زودت هذه العلبة نظاماً إلكترونياً يعمل على دراسة أسلوب قيادة كل سائق ويبرمج عملية نقل النسب على هذا الأساس، الأمر الذي يبرر النعومة الهائلة في عمل علبة التروس التي لا يمكن الشعور بنقلها الى النسب إلا عند القيادة في طريقة هجومية. تعليق متطور مع انتقال قدرات المحرك إلى العجلات الأمامية وارتكاز قسم كبير من الوزن على المقدم، كان لا بد لميتسوبيشي من أن تولي التماسك عناية فائقة. فعملت على نقل قسم من الوزن الى الخلف بهدف إكساب السيارة مزيداً من التوازن. كما زودت ماغنا تعليقاً مستقلاً قوامه قائمة ماكفرسون الانضغاطية في الأمام وتقنية الوصلات المتعددة في الخلف. أما السبب في اعتماد هذا النظام دون غيره من أنظمة التعليق، فيعود إلى أنه سبق لهذا النوع من أجهزة التعليق أن أثبت جدارته، إضافةً إلى كونه يجمع مقومات الراحة وميزات التماسك في تعليق واحد لا يوفر أولوية للراحة على حساب التماسك أو العكس، إضافةً الى كونه يوفر التماسك المطلوب من السائقين الرياضيين والراحة الإضافية التي يرغب بها أصحاب العائلات. أخيراً، نشير الى أن نظام المكابح في ماغنا يعمل بالتناغم مع جهازي منع إنغلاق المكابح أيه بي اس والتوزيع الإلكتروني لقوة الكبح إي بي دي على كل إطار ليوفر قدرة كبح عالية حتى في حالات الاستعمال المتكرر. ويزيد من كفاية عمله أنه يعتمد على الصحون للإطارات الأربعة الأمامية منها مهوأة التي تختفي خلف عجلات معدن رياضية بقياس 16 إنشاً لطراز القمة و15 إنشاً لطراز القاعدة. [email protected]