كانت وظيفة جهاز الهاتف تقتصر حتى الماضي القريب على المحادثة مع شخص آخر مهما اقترب أو ابتعد جغرافياً. أما هواتف الغد فستحتل المحور الأساسي في تقنية الاتصالات المتعددة، وبدأت هذه الرحلة التي افتتحتها اليابان بالانتشار التدريجي لبعض الخدمات، كإمكان تبادل نظرات خاطفة مع المحاور على الخط الآخر عبر الشاشة الملونة بانتظار أن يصبح بمقدور المستهلك أن يشاهد فيلماً كاملاً على شاشة هاتفه النقال. واقتضت هذه التقنية الجديدة في الاتصالات قيام مصنعي الهواتف النقالة بابتكار جيل جديد متعدد الوظائف. وقد افتتحت شركة "نوكيا" بجهاز 7650 القابل للتعديل مستقبلياً طبقاً للخدمات التي ستوفرها لاحقاً شركات الاتصالات وموزعوها. وتحتل الشاشة الملونة في هذا الجهاز الحيز الأكبر كي يستطيع المستهلك عرض الصور التي التقطها أو تلك التي يتلقاها من مواقع الانترنت أو هواتف نقالة أخرى. وعمدت الشركة إلى جعل اللوحة الرقمية جرارة تختفي وراء الشاشة في حال عدم الحاجة إلى استخدامها. وعلى غرار الأجهزة النقالة التي تنتجها "نوكيا"، فإن هذا الهاتف قابل لتعديل واستيعاب وظائف أخرى يمكن شحنها من مواقع الموزعين على الشبكة، فإذا تم تزويده بنظام الاستخدام Symbain الموجود في بعض المفكرات الالكترونية، سيصبح قادراً على مواكبة آخر التطورات التقنية النقالة بسهولة. وتتيح له بوابة الأشعة تحت الحمراء والاتصال بنظام "بلو توث" تحويل الصور إلى جهاز "الكومبيوتر الشخصي" أو مفكرة الكترونية وشحن البرامج المعلوماتية كي تواكب محتوياته آخر التطورات. شركتا "سوني" و"ايركسون" انتجتا بدورهما الهاتف النقال T68i الذي يحتوي على آلة تصوير قابلة للعزل أو التركيب على الهاتف حسب الطلب. ويقوم هذا الهاتف إما بتخزين الصور في الذاكرة أو بتحويلها إلى جهاز كومبيوتر نقال أو مذكرة الكترونية أو هاتف نقال آخر من الطراز نفسه بفضل نظام "بلو توث". أما شركة "ال جي" فإنها اقتحمت ساحة الهواتف النقالة المتعددة الاتصالات بقوة عن طريق اطلاقها "ال جي 8000" الذي يمكن طيه والمزود بشاشتين وبكاميرا صغيرة جداً موجودة في المفصل الرئيسي، يمكن استخدامها كآلة تصوير عادية ويمكن نقل ما تم التقاطه في ما بعد إلى الكومبيوتر الشخصي وسحبه عن طريق الطابعة أو عرض الصور الملتقطة على شاشة الهاتف لارسالها إلى جهاز آخر. غير أن هذا الجهاز لن تبدأ الشركة بتسويقه على الساحة الأوروبية إلا في النصف الثاني من العام 2003