بفضل جهود الشركات الصغيرة مثل "مالودي"، والكبيرة مثل "اريكسون"، يبرز دور السويد الطليعي في عالم "تكنولوجيا المعلومات" IT، ويتركز الجهد الآن على الانترنت النقالة، مع تركيز على السوق الاوروبية قبل الانطلاق الى الاسواق الاخرى. وتستند "اريكسون" اعرق الشركات السويدية في عالم تكنولوجيا المعلومات، الى تاريخ عمره 125 سنة، اذ ركزت منذ العام 1900 على السوق الدولية ،التي شكلت 95 في المئة من حجم اعمالها، ماجعلها تتميز بأفضلية تنافسية على شركات اخرى مثل "نوكيا" الفنلندية و"الكاتيل" الفرنسية. وصرح يانغه ريدلنع مسؤول قسم التعاون والتنسيق في "اريكسون" الى "الحياة" ان عدد العاملين في الشركة بلغ 105 آلاف منهم 40 الفاً في السويد، والباقون موزعون حول العالم في 23 مركزاً اقليمياً منتشراً في 123 دولة. وحققت "اريكسون" العام الماضي نمواً قدره 30 في المئة، وباعت 420 مليون جهاز نقّال، ما يعني انها نالت 12 في المئة من حصة الاجهزة في العالم. وبعدما نالت الشركة 50 في المئة من الجيل الثالث للهاتف النقال، تركز جهودها الآن على الانترنت النقالة في ضوء تقديرات لدى خبرائها بارتفاع عدد المشتركين الى 600 مليون شخص في العام 2004. شجعت هذه الأرقام المتفائلة الشركات الصغيرة على التركيز على هذا القطاع. وخرج بعض الخبراء من "اريكسون" لتأسيس شركاتهم الخاصة. وبين هؤلاء فادي فرعون الذي اسس مع اربعة اشخاص شركة "مالودي" برأسمال اولي قدر ببضعة آلاف من الدولارات، ارتفعت بعد سنتين الى اكثر من عشرة ملايين دولار. وصرح فرعون، اللبناني الاصل، الى "الحياة" ان شركته بدأت بتصميم مواقع في الانترنت ثم ركزت على الانترنت النقالة "اذ افدنا من علاقتنا مع اريكسون ونوكيا ومن البحوث القائمة في وادي تشيستا قرب ستوكهولم". ويطلق على منطقة تشيستا اسماء عدة بينها "قلب الموبيلتي" و"الوادي اللاسلكي" و"وادي سيلكون الاوروبية" تيمناً بوادي سيلكون الاميركية. واوضحت جانكيه تشولمان، من جامعة تشيستا، ان الوادي تضم 30 الف خبير وعامل موزعين على 700 شركة بينها "اريكسون" و"نوكيا" و"اي بي ام" و"مايكروسوفت" و"اوراكل" و"انتل". ورأت "ان تجاور الجامعة ومصنعيّ التكنولوجيا يعطي فرصة فريدة للتعاون في مجالي التعليم والبحث". والى الانترنت النقالة، حصلت "مالودي" على اولوية في برمجة "سوفت وير" لتوفير خدمة جديدة يطلق عليها ISMS Interrnet Short Masseging Service. وقال فرعون، نائب رئيس الشركة، ان 2 في المئة من الناس في اوروبا وآسيا لديهم خدمة ال"واب" WAP في حين ان 15 بليون رسالة ارسلت عبر "اس ام اس" في كانون الاول ديسمبر الماضي. ومن المتوقع ان يصل عدد الرسائل القصيرة الى 200 بليون، العام الجاري. واضاف: "ان جهدنا تركز على الوصول الى الانترنت من دون فتح الخط الهاتفي، الامر الذي توفره خدمة آي اس ام اس على عكس خدمة واب". وللتمييز بين "اي اس ام اس" وخدمة البريد الالكتروني العادية، ضرب فرعون مثلاً : اذا اردت الذهاب الى السينما يمكنك البعث برسالة عبر الهاتف النقال الى عدد من الاصدقاء، مع ذكر حرف امام كل فيلم تختاره. ولدى اجابة المعنيين عن الدعوة، تتضمن الرسالة اوتوماتيكياً اي فيلم يحظى بالغالبية، كل ذلك في رسالة واحدة من دون الحاجة الى عدد من الرسائل، بحسب خدمة البريد الالكتروني. وزاد :"يمكن ايضاً قراءة الاخبار والوصول الى الانترنت عبر النقال، ونركز راهناً على سوق اوروبا قبل الانتقال الى الشرق الاوسط". في المقابل، فان "انجاز" اريكسون هو "بلو توث" الذي يوفر خدمة الاتصال اللاسلكي بين النقال واي جهاز آخر. وفصّل جميل شعراوي، مدير قسم "العالم الخلاق" في "اريكسون"، طرق التنسيق مع شركة "الكترولوكس" في تصميم "بيت المستقبل" القائم على عالم الاتصال بحسب ميزة "بلو توث". وسيكون المطبخ في "بيت المستقبل" مركز الاهتمام وخصوصا الثلاجة، اذ ان واجهتها تتضمن شاشة كومبيوتر مع امكان الوصول الى الانترنت عبرها واجراء كل الاتصالات وعمليات التسوق وارسال رسائل الكترونية بل و"طبخ" بعض وجبات الطعام، عبر وصل الكومبيوتر بباقي اجهزة المطبخ من غاز وفرن. ويتضمن "بيت المستقبل" ايضاً ساعة يد لقياس نبض القلب والضغط، وهي توفر للشخص حصول اتصال آلي بالاسعاف في حال اصابته باي طارئ، وفتح باب المنزل عبر النقال من اي مكان في العالم "في حال جاء الطفل ووجد الباب مغلقاً"... عبر خدمة "بلو توث". ولكن كيف حققت السويد هذا التقدم في تكنولوجيا المعلومات؟ عزا شعراوي وفرعون ذلك الى "تزاوج الحاجة والمهارة"، فانخفاض الكثافة السكانية في السويد التي لا يتجاوز عدد سكانها تسعة ملايين يعيشون في 450 الف كيلومتر مربع، ولد حاجة اساسية للاتصال. ورأى فرعون ان "الاهم" ان الحكومة السويدية سعت الى "ازالة الفوارق الطبقية في مجال التكنولوجيا الالكترونية" عبر توفير اجهزة كومبيوتر لكل الطلاب والناس، وتقديم مساعدات وقروض، وكذلك الزام الشركات تسهيل شراء الموظفين حواسيب.