من الأناشيد الوطنية العُمانية هناك نشيد يسمى "صوت النهضة" أعيد توزيع موسيقاه أكثر من مرة بعدما قدم في السبعينات كواحد من أنجح الأناشيد أو الأغنيات التي عبرت عن تلك الفترة. في هذا النشيد مقطع يقول: "وأنا المرأة لي في العيد لسان، يلهج بالشكر لما أعطاني السلطان". وواصلت عُمان اعطاء هذا الصوت حقه على مراحل، فوصلت العُمانية إلى وكيلة وزارة وسفيرة، وإلى مقاعد مجلس الشورى. وبعد فوز مرشحتين في الانتخابات الأخيرة، فإن المتفائلين ركزوا على استمرارية وجود المرأة، إذ تقدم 21 صوتاً نسائياً مقابل 540 صوتاً رجالياً، بينما رأى المتشائمون أنه كان يفترض وجود أكثر من هذا العدد بحكم منطق التطور. رحيلة بنت عامر الريامي وللوقوف أمام هذه التجربة العُمانية - الوحيدة خليجياً - التقت "الوسط" رحيلة بنت عامر الريامي التي اكتسحت المترشحين في ولاية بوشر. وجودك عضوة في مجلس الشورى بعد فترة طويلة من ممارسة العمل النسائي، ماذا يضيف إليك؟ وماذا ستضيفين إليه؟ - قبل التحاقي بالعمل النسائي التطوعي كنت أعمل في وزارة التربية والتعليم لسنوات عدة وشغلت فيها وظائف ضمن العمل التربوي ووجودي عضوة في المجلس هو مواصلة لخدمة البلد من خلال هذا المنبر المهم، وآمل الاستفادة من خبراتي السابقة وأحاول الاستفادة من خبرة الذين سبقوني. ماذا عن توقعاتك للحصول على عضوية المجلس والتنافس مع أسماء رجالية لها حضورها في مجتمع تقليدي؟ - منذ فترة بعيدة حققت المرأة العُمانية الكثير وفي كل مجالات العمل، سواء في القطاع العام أم الخاص، وحظيت بالعناية نفسها في مجلس الشورى، لذلك فإن توقعاتي كانت كبيرة وتحققت بغض النظر عن المنافسة سواء كانت رجالية أم نسائية، فالتشجيع متاح للجميع من دون فواصل اجتماعية. هل ستكون قضايا المرأة حاضرة في ذهن المرأة/ العضوة أم أن صوت المرأة سيتناول كل القضايا حتى السياسي منها؟ - وجود المرأة في المجلس أمر طبيعي نتيجة للسياسة العُمانية التي تؤكد المساواة بين الجنسين باعتبار المرأة نصف المجتمع. وبالنسبة إلى القضايا المطروحة فلا شك ان قضايا المرأة لها أهمية كبيرة، ولكن لن يتم الاهتمام بها على حساب القضايا الأساسية التي تهم مجتمعنا، فلن أمثل في المجلس صوت المرأة فقط، بل كافة القضايا التي تدرس من قبل المجلس. يعاني المجتمع العُماني - كغيره - من مشاكل اجتماعية، واقترابك من المجتمع عن طريق العمل النسائي أعطاك قدرة على فهم هذه المشاكل، فما هي أولويات اهتماماتك؟ - لا يوجد مجتمع يخلو من مشاكل مهما وضعت الخطط أو البرامج للقضاء عليها، وفي عُمان لا نعاني من مشاكل متفاقمة أو ظواهر اجتماعية ذات خطورة نتيجة تمسكنا بديننا وعاداتنا وتقاليدنا، ومع ذلك فإن هناك قضايا مهمة يجب التعامل معها بموضوعية ومسؤولية بما يحقق المصلحة العامة كغلاء المهور والاسراف في النفقات الأسرية. عرف عن العضوتين السابقتين الجرأة في الطرح، فكيف تفكر رحيلة في ذلك؟ - الجرأة مطلوبة من أي عضو في المجلس، رجلاً كان أم امرأة، لأن الجرأة والصراحة لا بد منهما عند مناقشة الأمور المطروحة للوصول إلى أفضل النتائج والأهداف، شرط أن تكون الجرأة - في نظري - موضوعية وتهدف إلى تحقيق المصلحة العامة وليس الظهور الشخصي لإبراز القدرات الذاتية، وتابعت بتقدير كبير جهود العضوتين السابقتين طيبة المعولي وشكور الغماري. هل فكرت سابقاً في دخول انتخابات المجلس؟ - لم أفكر في هذا الموضوع لانشغالي بوظيفتي كمديرة للتخطيط التربوي لمدة 18 عاماً، علاوة على انشغالي في الأعمال التطوعية والأسرية. لجينة محسّن وحققت لجينة محسن حيدر درويش الزعابي نجاحاً كبيراً لحصولها على أكبر عدد من الأصوات، متفوقة على كل الوجوه النسائية التي دخلت المجلس. تقول لجينة إنها توقعت الفوز، لكنها لم تتوقع أن تكون الأولى في ولاية مسقط، وهي أصغر الأعضاء في المجلس الجديد. وتسعى لجينة، وهي سيدة أعمال تدير أعمال والدها رجل الأعمال المعروف محسن حيدر درويش. وللوقوف على التجربة الجديدة للجينة كان معها هذا الحوار: ماذا تمثل لك تجربة مجلس الشورى؟ - تجربة جديدة بكل المقاييس، ولديّ خلفية اقتصادية، لكن الدخول في عضوية مجلس الشورى تجربة سياسية ومسؤولية مختلفة، سأسعى إلى بذل ما استطيعه من جهد لأكون في مستوى المسؤولية التي حملني اياها أهل ولايتي. ما هي النقاط التي تشغل بالك في هذه المرحلة؟ - ثمة نقاط كثيرة، والأهم عندي طرح مشاكل الناس الذين اختاروني، وكوني امرأة لا يعني انني سأهتم بقضايا المرأة فقط، لكن الأولوية لقضايا المرأة، وهي مشاكل الطلاق والعنوسة وغلاء المهور والوظائف، خصوصاً ان الفتاة العُمانية تعاني من غياب مستقبل ما بعد الثانوية لعدد كبير منهن، واعتقد بأن هذه أهم المشاكل ولا نتوقع حلولاً سحرية، لكن لا بد من الاهتمام والتفكير في حلول جدية. كيف تقيمين تجربة العضوتين السابقتين؟ - لا أملك أن اقيم، لكنني أرى انهما أدتا دوراً كبيراً وقامتا بواجبهما على أحسن ما يرام. وجرأتهما؟ - لا اسميها جرأة بل صراحة. وهناك فرق بين الجرأة والصراحة. فالنفاق والمجاملة لن يوصلاننا إلى شيء وإنما يجعلاننا نرتدي أقنعة ليس أوانها لمواجهة قضايا القرن الحادي والعشرين، لا بد من مواجهة واقعية وصريحة كي نستطيع ان نفعّل دور المجلس. وما هي نظرتك للمجلس الجديد؟ - سيكون أفضل من كل الدورات السابقة، لأنه يضم أعضاء مثقفين ومتعلمين وأرى ان ثماره ستكون أفضل نظراً للوعي الكبير للأعضاء الذي سينعكس ايجاباً على مستوى الطرح، ولا بد من التغيير في اسلوب التعامل مع القضايا لأن الناس ملّت وتأمل في مواجهة أكثر واقعية للمشاكل وهذا لا يتأتى إلا باعضاء واعين لمسؤولياتهم