بعد اثنتي عشرة ساعة من المداولات والنقاش الحاد تمكّن البرلمان الصومالي الانتقالي الاسبوع الماضي من اختيار رئيس له. وشارك في التصويت 194 عضواً انتخبوا عبدالله ديرو بغالبية 156 صوتاً اول رئيس للبرلمان الانتقالي الصومالي. وتنافس على رئاسة البرلمان عبدالله ديرو والمحامي محمد راجس محمد علي الذي نال 22 صوتاً، وعبدالعزيز عبدو الذي نال اربعة عشر صوتاً. وقاطع التصويت 36 عضواً من اعضاء البرلمان الانتقالي بينما لم يتمكن عشرون من اعضاء البرلمان الانتقالي التوجه الى جيبوتي لاسباب وظروف مختلفة. واستغرقت عملية الانتخاب وفرز الاصوات ثلاث ساعات وتمت في حضور عدد من المراقبين العرب والاجانب والسفير الايطالي لدى كينيا الذي يتابع المستجدات الصومالية بأوامر موجهة من حكومته، وكما تابع العملية ممثل منظمة الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف ايغاد. وعبّر عبدالله ديرو عن ارتياحه الشديد في الكلمة التي ألقاها اثر اعلان فوزه عن شكره لناخبيه على الثقة التي أولوها اليه، وتعهد ان يكون عند حسن ظنهم. كما ابدى ارتياحه بالاعتراف الذي ابداه البرلمان الالماني الذي يزور بعض اعضائه عرتا حيث يعقد مؤتمر المصالحة الصومالي تعبيراً عن تضامن المانيا مع الشعب الصومالي ودعمهم للبرلمان الصومالي الانتقالي. وقال ان ما تم التوقيع عليه في مؤتمر "عرتا" في مصلحة جميع الاطراف الصومالية موضحاً ان كل الفئات الصومالية اختارت عضواً يمثلها في البرلمان الانتقالي، وناشد الجهات الدولية ان يكون تعاملها في الوقت الراهن مع خيار الشعب الصومالي عبر السلطة التشريعية الى حين اختيار السلطة التنفيذية. وكشف انه سيجعل توطيد العلاقات مع المؤسسات التشريعية العربية والافريقية من اولى مهامه في المرحلة المقبلة واعادة عضوية البرلمان الصومالي الى اتحاد برلمانات الدول الافريقية والعربية. واشاد باستعداد كل من السودان ومصر واليمن لمساعدة الصوماليين ودعم خياراتهم المستقبلية مناشداً الجهات الدولية والاقليمية تقديم كل انواع الدعم اللازم لاعادة الصومال الى المجتمع الدولي ودعم دوره الاقليمي والقاري، مؤكداً قدرة الصوماليين على اعادة دولتهم الى خارطة الوجود. وناشد جامعة الدول العربية دعم الصومال سياسياً ومادياً وادبياً والاضطلاع بمسؤوليتها في حشد التأييد الاقليمي والدولي لدعم الجهود الصومالية لايجاد مظلة دولية ترعى السلطة التنفيذية التي سيتم انتخابها في الايام المقبلة، مشيداً بقرار مجلس الامن الدولي المساند لمؤتمر عرتا والنتائج التي تمخضت عنها. وسيتم اختيار الرئيس الصومالي الجديد وفقاً لما أقرّه الدستور الانتقالي للصومال أخيراً. ويشترط الدستور ان يكون المرشح لمنصب الرئاسة صومالياً بالميلاد ومسلماً حاصلاً على شهادة جامعية، ولم تتم ادانته بأي جريمة تخلّ بالأمانة والشرف، ولم يشارك في أي نشاط مُخلّ بالقانون، ومشهوداً له بالايمان والتقوى، وان يكون عمره 40 سنة وما فوق، وذلك لسد جميع الطرق حتى لا يتمكن امراء الحرب من الوصول الى كرسي السلطة. وعلمت "الوسط" ان الرؤساء اليمني علي عبدالله صالح والسوداني عمر البشير والكيني دانيال آرب موي ورئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي والرئيس الاريتري اساياس افورقي تلقوا دعوات للمشاركة في مراسم أداء القسم التي سيؤديها الرئيس الصومالي الجديد.