يبدأ اطراف النزاع الصوماليون اليوم محاولتهم السادسة عشرة لانهاء تنافسهم على السلطة ووقف الحرب الاهلية المستمرة في بلدهم منذ حوالي 11سنة. وهم يجتمعون اليوم في بلدة الدوريت الكينية على بعد 300 كيلومتر شمال غرب نيروبي للمرة الاولى في ظل وجود حكومة انتقالية كانت تشكلت في مؤتمر رعته جيبوتي في آب اغسطس 2000، وحظيت باعتراف الاممالمتحدة ومنظمةالوحدة الافريقية والجامعة العربية، لكنها فشلت في الحصول على اعتراف ابرز الفصائل المتنازعة داخل البلد، فاقتصر حكمها على العاصمة مقديشو، بل على اجزاء منها. وتبدو الخريطة السياسية -الجغرافية للصومال مع افتتاح مؤتمر المصالحة اليوم كالآتي، في شمال غربي البلاد خمسة اقاليم اعلنت انفصالها عن الصومال في آيار مايو 1991، واستقلت من جانب واحد مطلقة على الكيان الجديد "جمهورية ارض الصومال". وفي شمال شرقي البلاد المجاور ل"ارض الصومال" تأسست في 1998 منطقة حكم ذاتي من جانب واحد على بضعة اقاليم اطلق عليها اسم "بونت لاند" او بلاد بونت. ولدى كل من هذين الكيانين رئيس وحكومة وبرلمان وجيش وشرطة ومؤسسات تديرهما. وفي الشطر الجنوبي من مقديشو وانحاء من شمالها رئيس انتقالي للصومال ورئيس للوزراء ووزراء ونواب وجيش وشرطة. وفي جنوب غربي البلاد نشأ كيان "جوبا لاند"، كما أسست قبائل البانتو كيانها وجيشها "الرحنوين للمقاومة" جنوب وسط البلاد. وفي كل من هذه الكيانات ميليشيات قبلية معارضة باستثناء ارض الصومال تحاول الاستئثار بسلطة كيانها. لكن الاكثر تعقيداً هو وضع العاصمة حيث المرافق الحيوية الرئيسية للبلاد. وكان الرئيس الجيبوتي اسماعيل عمر غيللي نجح في العام 2000 في اقناع المجتمع الدولي والاقليمي بأن المؤتمر الذي رعاه آنذاك في منتجع عرتا تمخض عنه حكومة وحدة وطنية ضمت كل اطراف النزاع التي ستنهي الحرب، وبأن الرئيس عبدي قاسم صلاد حسن الذي ظهر في عرتا، هو اول رئيس صومالي سيعيد الاستقرار الى هذا البلد منذ اندلاع الحرب. لكن الحرب لم تنته وسلطة صلاد لم تمتد خارج العاصمة ... وسيحاول غيللي اليوم إعادة تثبيت سلطات الحكومة الانتقالية بوجود صلاد او غيره على رأسها، فهل ينجح هذه المرة؟