سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرئيس الصومالي يدعو العرب لمساعدة بلاده وينفي وجود وساطات لاقتسام السلطة مع بارونات الحرب . صلاد ل"الوسط": لا علاقة لي بالمتطرفين وحكومتي ستراعي اختيار الكفاءات والتوازن القبلي
سجل الصومال غياباً تاماً منذ انهيار نظام الرئيس الراحل محمد سياد بري في نيسان ابريل 1991. بل سجل أول سابقة في العالم باختفائه عن الخارطة السياسية لتظهر فيه تنظيمات وفصائل متخندقة وراء العصبية والقبلية. وكانت سنوات الحرب الأهلية الأسوأ في تاريخ المنطقة، إذ فقد الانسان الصومالي آدميته وجعلت الفئات الصومالية المتناحرة البلاد بؤرة للتدخلات. وحدثت تجاوزات كثيرة، وعمّ دمار شامل، ونهب على أوسع نطاق، وبيعت ممتلكات الدولة بأسعار زهيدة ولجهات غير معروفة. أما عن الجرائم الأخرى فحدث ولا حرج إذ ان الانسان لا يساوي ثمن الرصاصة التي يقتل بها. ومعاناة الصوماليين تفوق جميع ما يواجهه الانسان في عصرنا الحديث، فالمجتمع الدولي تخلى عن الصومال، وتركه ليواجه مصيره. حتى المحاولة التي قامت بها الأممالمتحدة جاءت بنتيجة عكسية ودفع الشعب ثمن أخطاء أمراء الحرب وتجارها. غير أن الأمل بدأ يعاود الصوماليين في اعقاب انعقاد مؤتمر المصالحة الذي عقد في عرتا. فقد اسفر عن انتخاب رئيس للبرلمان ورئيس للجمهورية الصومالية. وقد التقت "الوسط" الرئيس الجديد عبدالقاسم صلاد أثناء جولة قام بها من عرتا لمقديشو والقاهرة. والرئيس الجديد 58 سنة هو الرئيس المنتخب الثالث، فقد كان الرئيس آدن عبدالله أول رئيس صومالي منتخب ولا يزال يعيش في مزرعته الواقعة في ضواحي مقديشو. وانتخب بعده الرئيس عبدالرشيد علي في 1967، ولقي مصرعه على يد حارسه الشخصي في 1969. وبعد ذلك الحادث تولى سياد بري الحكم في الصومال عبر انقلاب عسكري. وجرت محاولات عدة لإعادة الدولة في الصومال، اذ اختير علي مهدي في 1991 رئيساً في أول مؤتمر مصالحة عقد في جيبوتي، إلا أنه لم يجد الاعتراف والقبول من الفئات الصومالية المختلفة... وفي عام 1995 أعلن الجنرال محمد فارح عيديد نفسه رئيساً، غير انه لم يعترف به أحد. وفي 1991 اعلنت "جمهورية أرض الصومال" انفصالها. وواجهتها مشكلة الاعتراف، على رغم توافر شروط الاستقرار والسلام. ونهجت ولاية "البونت لاند" النهج ذاته، إلا أن مصيرها كان مصير "أرض الصومال". لكن الرئيس صلاد وجد منذ يومه الأول تأييداً اقليميا ودولياً، فقد شارك رؤساء السودان واريتريا واثيوبيا واليمن وممثلو 16 دولة في مراسم تنصيبه في آب اغسطس الماضي. يحمل صلاد درجة الدكتوراه، تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مقديشو ونال درجة البكالوريوس من الجامعات الايطالية. وحصل على الماجستير من روسيا، وعلى الدكتوراه من أميركا. وهو ابن سياسي سابق قتل في الانتخابات البرلمانية في العام 1964، وينتمي الى قبيلة هوية والى قبيلة داروت من ناحية أمه. ظهر صلاد لاعباً سياسياً في عهد بري حيث تولى على مدى 20 عاماً منصب وزير الاعلام ووزير الاشغال والصناعة وعمل وزيرا لشؤون الرئاسة، وكان آخر منصب تولاه في عهد بري نائباً لرئيس الوزراء وزيراً للداخلية. ويعتبر صلاد أول رئيس صومالي يجيد العربية اضافة الى تمكنه من لغات عدة أهمها الانكليزية والايطالية والروسية والفرنسية، هنا نص الحديث: ماذا كان شعوركم وأنتم تزورون مقديشو وبيداوا بعد مؤتمر عرتا؟ - شعوري بزيارة مقديشو وبيداوا وشعور الوفد المرافق من أعضاء مجلس الشعب الصومالي كان شعور كل مواطن صومالي من غبطة وفرحة عارمة وذلك بنجاح ما توصل اليه مؤتمر عرتا. ورأينا في الأفق صباحاً مشرقاً للشعب الصومالي من كل نواحيه، ونحن نعتز بشعبنا وبالتغيير الشامل الذي جرى في الصومال الجديد. والشعب الصومالي يحتاج للأمن والاستقرار والتقدم والرقي، ولهذا السبب خرج بمئات الألوف لاستقبال الوفد البرلماني والرئيس المنتخب. وكل الشعب الصومالي في الداخل والخارج كان وما زال مسروراً بما تم في عرتا في جمهورية جيبوتي الشقيقة. جزاهم الله كل الجزاء، رئيساً وحكومة وشعباً، لما بذلوه من جهود في إنجاح تلك المهمة لصالح الشعب الصومالي. أثناء زيارتك لمقديشو، ما هي أهم الانجازات التي حققتموها على الصعيد الأمني والاقتصادي والسياسي والخطة التي وضعتموها؟ - أهم الخطوات إجماع الشعب بفئاته المختلفة، بما في ذلك الميليشيات، على الترحيب بالحكومة وأعضاء مجلس الشعب والرئيس، والوعد بأن يعملوا تحت لواء واحد ألا وهو اللواء الصومالي والشرعية الصومالية. ألم يراودك الشك وأنت تسير وسط الحشود التي كان عدد كبير منها يحمل السلاح أن تكون هناك مصادمات أو على الأقل اطلاق النار؟ - لم أكن عدواً لأحد، وانما جئت حاملاً لواء السلام، وأردت لهذه الأمة الكرامة وبسط الأمن، فلم أتوقع ان يتخذ ضدي أي اجراء، والدليل على ذلك ان بعض أمراء الحرب الذين اعلنوا الحرب ضدي وضد البرلمان الانتقالي التحقوا بركب السلام. وقبل وصولي مقديشو ب24 ساعة اعلن أحد مسؤولي مجموعة عثمان عتو الذي روج تصريحات ضد مؤتمر عرتا، انضمامه لمسيرة السلام وأصدر بياناً بأن عثمان عتو لا يمثل مجموعته وهذا يعتبر تغييراً في مفهوم أمراء الحرب أنفسهم واعلاناً عن رغبة ميليشياتهم في السلام. انهيار الحدود الوهمية تعلمون ان مقديشو تخضع لأمراء الحرب، وهناك فواصل بين الميليشيات، لكن لوحظ ان تلك الميليشيات كسرت القاعدة وتجمعت لاستقبالك. باعتقادك ما الشيء الذي جمعهم؟ - استطيع ان أقول لك بكل صراحة ان موكب المستقبلين لممثلي برلمانهم وحكومتهم الجديدة كسر الخطوط والفواصل التي وضعها أمراء الحرب، ولأول مرة تجمعت الميليشيات المتقاتلة في مكان واحد ليس للقتال، بل لشيء جمعهم وهو حبهم للسلام وشوقهم إليه. وأحمد الله الذي فتح كل المعابر وأزال الحواجز لتصبح مقديشو مدينة موحدة من أقصى شمالها الى أقصى جنوبها أمام الشعور الوطني القومي الذي انهارت أمامه الحدود الوهمية. وستعمل الحكومة المنتخبة على اعادة تدريب هذه الميليشيات وتجنيدها لخدمة الشعب الصومالي بعد انخراطهم في عدد من المؤسسات الأمنية لا سيما قوات الشرطة، وفي هذه السانحة أتقدم بالشكر للرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي تعهد تقديم العون اللازم لقوات الشرطة وتجهيزات الأمن الداخلي. بخصوص الميليشيات وتقسيم العاصمة، هل أصبح ذلك شيئاً من الماضي ام لا تزال لذلك ذيوله؟ - ان تقسيم العاصمة صار شيئاً من الماضي، فنحن والحمد لله هبطت بنا الطائرة في الجنوب في منطقة تسمى "بلى دوقلي"، وكان الشعب طوال فترة سفرنا على الطرقات والأرصفة من المطار الى الفندق أو من الفندق الى المطار لوداعنا حين توجهنا الى بيداوا. وهذا ان دل على شيء فإنه يدل على أن الشعب موحد في مقديشو ويرحب بالحكومة والرئيس والبرلمان المنتخب. الميليشيات التي يتم تدريبها للقيام بعمل الشرطة والجيش، وتأسيس هذه المؤسسات يحتاج الى الامكانات. هل هنالك ترتيبات معينة وضعتموها لتنفيذ هذه الخطة؟ - قبل كل شيء نعتمد على الله، فهنالك اخواننا من رجال الأعمال والتجار الذين وعدوا بالدعم اللازم، ونحن بدورنا نتوقع ونطلب من اخواننا الملوك والرؤساء العرب ان يقوموا بواجبهم تجاه الصومال وان يقدموا الدعم المادي والمعنوي والديبلوماسي اللازم الى الشعب الصومال والى حكومته ورئيسه وبرلمانه المنتخب لكي يخرج الصومال مما كان فيه. هل أنتم قادرون على تنفيذ قانون الدولة حتى يلتزم المواطنون دفع الضرائب وكل ما يترتب عليهم من الواجبات والحقوق؟ - أذكر لك حديثا جرى بيني وبين أحد تجار مقديشو الذين اجتمعوا معنا اذ قال انه حاول التهرب من دفع الضرائب للحكومة، والآن بعدما حدث من دمار ومشاكل وحروب أهلية وعد بأن يقوم بواجبه كاملاً بدفع الضرائب. هذا شعور التجار عامة لأنهم فهموا ان الضرائب هي التي تساعد الحكومة في تنمية البلد أمنياً واقتصادياً وسياسياً وغير ذلك. هل هنالك خطط معينة لإعادة المؤسسات المدنية والوزارات بصورة عاجلة؟ - هناك حاجة ماسة لإعادة المؤسسات بصفة عاجلة وسنقوم بذلك وسنختار الأولويات. وهناك أشياء لا بد من دراستها وهذا سيأخذ وقتاً لذا سنختار لإعادة هذه المؤسسات حسب الظروف وحسب الأولوية. العملة الصومالية طبعت بصورة عشوائية من قبل قادة الفصائل. كيف ستتعامل مع هذه القضية؟ - أصدرت أوامري لدراسة انشاء بنك مركزي موقت وبامكاناتنا المتاحة سنقوم بتجديد العملة الصومالية بحيث لا يكون بوسع أحد تزويرها، وعلى البنك المركزي أن يقوم بسحب هذه العملات من السوق تدريجاً وتبديلها بالعملة الوطنية. هناك بعض الجهات الاقليمية والدولية تتوسط بينكم وبين رموز الحرب. هل يعني ذلك أن السلطة ستوزع على أسس قبلية؟ - لدينا الآن شرعية تتمثل في البرلمان والرئيس والميثاق الوطني، ونحن سنتصرف وفق هذا الميثاق الوطني وعن طريق البرلمان وما يراه وفقاً للميثاق. أما الوساطات فنحن نشكر لمن يريد للصومال الأمن والاستقرار ولكننا أدرى بأمورنا، وقد اخترنا طريق الحوار كما فعلنا في عرتا ونحن جاهزون للحوار مع من يريد أن يحاور، لكن لن نقبل أي شروط مفروضة علينا. لن يقبلها البرلمان ولن أقبلها أنا كرئيس للجمهورية. ولن يقبلها الصوماليون الذين نبذوا أمراء الحرب. من أين ستسيرون دفة الحكم في الصومال... من الداخل أم من الخارج؟ - نحن في البرلمان والحكومة سيكون عملنا الحكومي من داخل الصومال وهذا بمباركة شعبنا في الداخل، وسنكون وسطهم سواء في مقديشو أو بيداوا أو في المناطق الأخرى كالذين كانوا ينتظروننا مثل شعب كيسمايو وشعب بلدوين. التشكيل القادم للوزارات هل سيخضع للمعايير والتوازنات كما تم في مؤتمر عرتا؟ أم سيكون الاختيار حسب الكفاءات والامكانات بغض النظر عن المرجعية القبلية؟ - أظن كلا الشيئين سيكونان في الاعتبار: الكفاءات أولا والتوازنات القبلية ثانيا. هذه الحكومة للوحدة الوطنية والوفاق والمصالحة والأمن والاستقرار، فلا بد أن تكون متوازنة وأن تكون حكومة الكفاءات وليست حكومة السياسيين فقط، بل حكومة اناس لديهم الكفاءات والخبرة والمعرفة لإعادة الأمن والتعمير في الصومال. مؤسسات لضمان الديمقراطية والجيش هل سيخضع للمعايير والتوازنات القبلية أم سيتم تحويل الميليشيات جيشاً فحسب؟ - هنالك طرق تقليدية في تكوين الجيش والشرطة في الصومال، وهناك مدارس تدريب في الاقاليم المختلفة، فمثلا في كيسمايو أو الاقليم الشمالي أو الأوسط وبعد التدريب خلال ستة أشهر أو سنة، سيندمج أفراد هذه القوة في وحدات تكون نواة للمؤسسة العسكرية أو الشرطة. ورجال الشرطة سيكون وضعهم حسب وضعية الحكم الذاتي، أما الجيش فسيكون جيشاً وطنياً موحداً. وبعد عملية الحكم الذاتي التي ستكون مدتها ثلاث سنوات سنطبق الفيديرالية وسيكون لكل منطقة اتحادية شرطتها الخاصة. عند ذكر التجربة الديموقراطية، نحن نعلم أن القادة في افريقيا عندما يأتون الى الحكم لا يفون بعهدهم لشعوبهم، فما هي الضمانات لهذه التجربة الوليدة؟ - هذا السؤال جيد. ضمان الديموقراطية في العالم كله يتمثل في المؤسسات وليس الأفراد، ففي الصومال أيضاً ستكون المؤسسات الضمانة القوية لهذه الديموقراطية، وأول مؤسسة للديموقراطية هي البرلمان الذي اختار الرئيس وبموافقته سنختار رئيس الوزراء، وهو الذي يحاسب الحكومة، ومن خلاله أيضاً تصدر التشريعات. فهذه هي المؤسسة التي ستواكب عمل الحكومة فليس هناك مجال للديكتاتورية ولا لحكم الفرد. وهناك أيضاً سلطة القضاء وهي مستقلة. هذه المؤسسات التنفيذية والتشريعية والقضائية هي الضمان الحقيقي لإرساء دعائم الديموقراطية في الصومال، وفوق كل هذا وذاك سيكون الشعب نفسه الضمان الشامل لهذه العملية كلها. ما هو الضمان في الظرف الحالي لاستتباب الأمن والاستقرار، باعتباركم كنتم وزيراً للداخلية في نظام سياد بري الذي يتهمه الشعب بأنه نظام ديكتاتوري؟ - كثير من دول العالم مرت بمرحلة الديكتاتورية، في أوروبا وآسيا وافريقيا واستفادت من هذه التجربة. نحن في الصومال من الذين استفادوا من تلك التجربة، والوزراء في النظام السابق استفادوا من أخطاء الماضي، والمناخ الآن تغير ومفاهيم الشعب تغيرت ولم يعد هناك مجال للديكتاتورية في الصومال. لقد تجاوزنا ما يسمى بالاشتراكية والحرب الباردة. هذا المناخ لم يكن في بلدنا فقط، فكل القوى المثقفة كانت مسؤولة في تلك البلدان، فنحن في وقتها لم نقدم الخدمة للقبيلة أو للفرد، بل كانت مسؤوليتنا تجاه البلد ككل، ومن أخطأ على الشعب أن يحاكمه وهنالك من لم يرتكب جرائم والشعب يختاره، وأعضاء البرلمان الجديد منهم من كان في جيش سياد بري لكن هذه الصفوة اختارها الشعب ومنهم ستخرج الحكومة. نحن نقيس هذه الأمور من هذه الزاوية. ما هو تصوركم لمستقبل العلاقات مع شمال الصومال؟ - حقيقة لدينا علاقة خاصة بشعب شمال الصومال، وأتألم لما جرى لهذا الشعب من دمار وخراب من قبل الحكومة السابقة، وأريد أن أثني على ما قام به الشعب في الشمال من أمن واستقرار. لذا نأمل كل الخير للمناطق الشمالية في الصومال. أما بالنسبة الى الوحدة فإن الصومال واحد أرضاً وشعباً، ولن يقبل التجزئة والتشتت. نحن نريد للشمال حكماً ذاتياً أو فيديرالياً في اطار الصومال الموحد. هناك أراض مملوكة لبعض القبائل تم الاستيلاء عليها من جانب قبائل الجنوب، فهل ستعملون على إعادتها لأصحابها؟ - نعم، أنا أقسمت بذلك من خلال الميثاق الوطني. سيكون لكل ذي حق حقه، سواء كان ذلك الحق للدولة أو الأفراد، فالميليشيات الموجودة في المناطق المنخفضة سواء كانت في الجنوب أو الشمال سنعيد تشكيلها وتدريبها، وأفراد هذه الميليشيات سيكونون ضمن رجال الأمن أو الجيش. في ما يتعلق بالسياسة الخارجية للصومال، ما هو تصوركم لطبيعة سياستكم الخارجية ومستقبلها؟ - الصومال دولة افريقية وعربية افريقية بحكم موقعها الجغرافي في شرق القرن الافريقي ولها جيران اثيوبيا وكينيا وجيبوتي. نريد لجيراننا كل الأمن والاستقرار، ونريد أن يتكامل بيننا التعاون السياسي والاقتصادي والاجتماعي. والصومال سيكون بعون الله عضواً نشطاً في منظمة "ايغاد" وسنتعاون مع اخواننا في اثيوبيا وكينيا وجيبوتي. كما ان الصومال بلد وشعب عربي أصيل، فنحن نعتز بعروبتنا وسنقوم بواجبنا تجاه الأمة العربية، وما ارجوه من اخواننا العرب مساندة الشعب الصومالي العربي في هذه المرحلة اقتصادياً ومعنوياً وديبلوماسياً. تحول الصومال في سنوات الحرب وكراً لبعض الجماعات مثل "الاتحاد الاسلامي". وهناك مخاوف من دول الجوار، خصوصاً اثيوبيا. - في غياب الحكومة المركزية حصل ما حصل. وفي وجود الشرعية لا بد أن تأخذ الحكومة بزمام الأمور ولن نسمح لأي شخص أو منظمة دينية أو غير دينية أن تقوم بالتخريب داخل البلاد أو ضد جيراننا. وشخصياً لا أرى وجوداً لهذه المشكلة في المستقبل لأن الكل بايع الحكومة وسيمتثل للقانون والسلطة. هناك مساع لتقسيم السلطة بينك وبين زعماء الحرب، ما صحة ذلك؟ - نحن نعتبر مؤتمر عرتا آخر مؤتمرات المصالحة وأي تقسيم للسلطة سيخضع للميثاق الوطني والبرلمان، ونقلنا هذه المواقف الى جامعة الدول العربية حتى تخطر الدول الأعضاء بموقف السلطة الشرعية في الصومال، وأؤكد ان الآمر الأول والأخير هو الشعب الصومالي الذي قال كلمته التاريخية متجاوزاً مجرمي الحرب وتبنى خيارات التحاور والتفاهم في حل مشاكله، مقدماً تجربته الفريدة في حل مشاكله بصورة ديموقراطية. هنالك بعض الاشاعات تقول انكم على صلة بالجماعات الاسلامية المتطرفة فما حقيقة ذلك؟ - لست بصدد المناقشة حول عقيدتي. أي انسان في العالم له عقيدته. والعلاقات بين الدول لا تحكم بالعقائد ولسنا في القرون الوسطى، وعلاقات الدول الاقتصادية والسياسية مبنية على الواقعية. أنا مسلم، أؤمن بالله. لكنني ضد التطرف، فالاسلام حسب المفهوم الصحيح هو دين الاعتدال والتسامح، والرسول صلى الله عليه وسلم قال خير الأمور أوسطها، فأنا من المعتدلين وليست لي أي علاقة مع المتطرفين ولا أحب التطرف ولا أشجعه. ولا توجد في الصومال أي قوة متطرفة، ربما هنالك أفراد لهم مزاج تطرفي. ما هو مفهومكم لأمن البحر الأحمر؟ - أمن البحر الأحمر لا يتأتى إلا من خلال تعاون دول المنطقة العربية منها وغير العربية، وتأمين الساحل الصومالي الطويل أمر سابق لأوانه، وإن شاء الله سنلتفت اليه بعد استتباب الأمن والاستقرار في ربوع الصومال. لكن الشيء المؤكد ان أمن البحر الأحمر مسؤولية كل الدول المطلة عليه