بدأت أمس في مدينة عرتا الجيبوتية انتخابات الرئاسة الصومالية التي تراجع عدد المتنافسين فيها من 45 مرشحاً إلى 16 من أبرز الشخصيات الصومالية. وبث التلفزيون الفضائي الجيبوتي وقائع عملية الانتخابات مباشرة، وشاهدها سكان مقديشو مرتقبين إعلان اسم أول رئيس لبلدهم منذ سقوط نظام الرئيس محمد سياد بري قبل نحو عشر سنوات. ويتوقع أن تكون انتهت عملية الاقتراع وفرز الأصوات في وقت متقدم من مساء أمس، قبل إعلان اسم الرئيس الجديد في حال لم يحصل أي طعن في الانتخابات التي تجري في عملية تصويت عبر ثلاث جولات. ويعتبر كل من علي مهدي محمد والدكتور عبدالقاسم صلاد حسن وعبدالله عدو أشد المتنافسين للفوز بثقة البرلمان، ورجحت مصادر قريبة إلى المؤتمر احتمالات فوز الدكتور عبدالقاسم صلاد حسن أو علي مهدي محمد. وحظي الدكتور عبدالقاسم حسن صلاد باعجاب أوساط الصوماليين عندما عرض برنامجه الانتخابي أول من أمس مع ثمان وعشرين مرشحاً آخر. وركز معظم المتنافسين على سبل إعادة الأمن ونزع الأسلحة من الميليشيات المختلفة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والحريات السياسية وحماية حقوق الإنسان. ورحب أئمة المساجد في مقديشو بالانتخابات الرئاسية في خطب الجمعة أمس، ودعوا الله "أن يوفق أعضاء مجلس الشعب اختيار رئيس عادل ينقذ البلاد من الفوضى". ولليوم الثاني أمس يحتفل سكان مقديشو ويستمتعون للمرة الأولى في تاريخ الصومال بمشاهدة وقائع انتخابات رئاسية والاستماع إلى كلمات المرشحين عبر الاذاعات والتلفزيونات المحلية التي تنقل عن برامج القناة الفضائية الجيبوتية مباشرة. وارتفعت أسعار أجهزة "الراديو" في المحلات التجارية. وعلمت "الحياة" أنه في حال فوز أي من عبدالقاسم أو علي مهدي محمد أو عبدالله عدو، سيُعين رئيس الوزراء من اقليم "بلاد بونت"، في شمال شرقي الصومال التي تقطنها غالبية من قبائل الدارود. وفي القاهرة، علمت "الحياة" ان مصر ستشارك في احتفالات تنصيب الرئيس الصومالي التي تجري غداً الاحد في جيبوتي بوفد رسمي رفيع المستوى برئاسة مساعد وزير الخارجية للشؤون الافريقية السفير ابراهيم حسن. وصرح حسن بأن مصر تلقت دعوة لحضور هذه الاحتفالات و"ان مشاركتها فيها تعكس مدى اهتمامها وحرصها على دعم جهود المصالحة الصومالية وتحقيق التسوية الشاملة في الصومال وعودة الامن والاستقرار لهذا البلد الشقيق في اطار الحفاظ على وحدته وسلامته الاقليمية". واضاف ان مشاركة مصر في هذا الاحتفال تعد تأكيداً جديداً على تأييدها ودعمها لمبادرة الرئيس الجيبوتي اسماعيل عمر غيللي ولمؤتمر المصالحة الوطنية في مدينة عرتا والنتائج التي تمخضت عنه. ويذكر ان مؤتمر عرتا كان قد انتخب برلمانا موقتاً للصومال الاسبوع الماضي، ويضم 245 عضوا يمثلون مختلف الاقاليم الصومالية. وركز كل المرشحين على ضرورة انشاء قوة شرطة وتأمين العاصمة مقديشو واقامة نظام يسوده القانون وحل الميلشيات والحصول على الاعتراف الدولي للحكومة الجديدة.