تعتبر الفنانة سهير البابلي الوحيدة التي اعتزلت دون أي ضجيج يذكر أو إثارة أية مشكلات مثل التصريح بحرمانية الفن أو إعلان التوبة والاتجاه الى التكفير عن خطايا المرحلة الفنية السابقة. وكانت البابلي التحقت بعد حصولها على شهادة الثانوية العامة، في معهدي التمثيل والموسيقى، اشباعاً لموهبة فنية داخلها منذ الصغر. وبمجرد تخرجها عملت في المسرح المصري وصارت نجمته لحقب عديدة بدأت سنوات مجده في الستينات مع كبار المسرحيين المصريين: سعد أردش وكرم مطاوع وأحمد عبدالحليم ونبيل الألفي وألفريد فرج... ولعبت أدوارها المحفورة في الذاكرة في مسرحياتها الأولى الرائدة مثل "شمشون ودليلة" و"سليمان الحلبي" وأصبحت سيدة مسرح الستينات. وعند بداية عقد السبعينات بدأت تنهال عليها الاعمال التجارية. وكانت البداية مع المسرحية العلامة على هذه المرحلة: "مدرسة المشاغبين" والتي كتبها المسرحي علي سالم. ثم بدأ تدرجها نحو المسرح التجاري في "ريا وسكينة" مع عبدالمنعم مدبولي وأحمد بدير وشادية في دورها المسرحي الوحيد، ثم "على الرصيف" مع أحمد بدير عن نص نهاد جاد وإخراج جلال الشرقاوي الذي تعاونت معه مراراً، وكان آخر عمل مسرحي بينهما هو "عطية الإرهابية"، الذي تركته ما أغضب الشرقاوي، وعلى الفور صنع بطلة بديلة هي ابنته عبير، فنجحت في انقاذ والدها من ورطته نوعا ما. مسيرتها السينمائية حافلة، بدأتها العام 1957 بفيلم "إغراء". مثلت البابلي 22 فيلماً في 31 عاماً، وشاركت في هذه الأفلام نجوما كباراً امثال عبدالحليم حافظ وفؤاد المهندس وسعاد حسني وعادل إمام. وشاركت في ثاني أجزاء الثلاثية الذاتية الشاهينية حينما لعبت دور أم يوسف شاهين في "حدوتة مصرية" 1982 أمام نور الشريف ويسرا وماجدة الخطيب. وكان آخر أفلامها العام 1986"ليلة القبض على بكيزة وزغلول" مع إسعاد يونس، ولعبت في التلفزيون ادواراً عدة مثل مسلسلها الشهير"بكيزة وزغلول" و"عم حمزة".