كانت المفاجأة كبيرة حينما قررت الممثلة سهير البابلي سنة 1993 اعتزال التمثيل وارتداء الحجاب. مفاجأة لأنها ظلت لسنوات طويلة من أخلص المدافعات عن الفن، وأكثر الممثلات نشاطاً سينمائياً ومسرحياً وتلفزيونياً. كانت مفاجأة لأن قرارها بالاعتزال جاء قبل أيام من إعادة افتتاح مسرحيتها الاخيرة "عطية الارهابية" وفي غمرة الانهماك في بروفاتها. على اية حال اختارت سهير ان تولي ظهرها لخمسة وثلاثين عاماً هي عمرها الفني المليء بالنجاح. صحيح انها بدأت مشوارها بمجموعة من الادوار الصغيرة على شاشة السينما أولها في العام 1957 في فيلم "إغراء"، وظلت هكذا حتى بدأ المشاهد يشعر بوجودها مع فيلم "يوم من عمري" سنة 1961. وصحيح ان مشاركاتها السينمائية المهمة لم تأت إلا في الثمانينات في أفلام مثل: "حدوتة مصرية"، و "ليلة القبض على بكيزة وزغلول"، و "دقة زار"، و "السيد قشطة"، و "يا ناس يا هو"، الا انها في المقابل كانت تحقق على خشبة المسرح نجاحاً لافتاً منذ نهاية الستينات سواء في تراجيديات مسرح الدولة او كوميديات مسرح القطاع الخاص. ومن اعمالها في هذا المجال: "الفرافير"، و "نرجس" و "مدرسة المشاغبين"، و "ريا وسكينة" و "ع الرصيف"، و "العالمة باشا". و "عطية الارهابية" الذي لم تكمل عروضها. ولا تفوت سهير البابلي حالياً أي فرصة للتعبير عن آرائها في امور الدين، سواء كان ذلك في جلسات خاصة او عبر القنوات الفضائية، في الوقت الذي تمارس فيه بعض اعمال التجارة، خصوصاً بيع العباءات. ومع ذلك فقد تردد قبل اشهر انها تريد العودة للتمثيل من خلال اعمال دينية. وانها أرادت المشاركة في مسرحية "زيارة للجنة والنار" لكن مؤلف المسرحية الدكتور مصطفى محمود اقنعها بأن هذا لن يكون لائقاً، ومن الأصوب لها ان تكتفي بما قدمته للفن.