انتهى سالم الهنداوي من وضع اللمسات الأخيرة على رواية جديدة اسماها "ليلة الطوارئ"، وتحكي أحداث ليلة شكلت ذروة الصراع السياسي والاجتماعي بين نقائض عدة عرفتها الحياة العربية في نهايات القرن الماضي وتميزت بها. وإذا كانت الرواية تلامس الواقع السياسي العربي الراهن وتناقضاته، فإنها من منظور آخر تناقش ما هو أهم من أزمة التعايش السلمي مع نقائضه، وهو كشف أزمة الانسان العربي الأزلية في مسألة الحرية. ويقول القاص والروائي الليبي المقيم في قبرص ان روايات كثيرة حاولت الاقتراب من الأسرار الغامضة في الحياة السياسية العربية، لكنها لم تستطع تحديث لغتها لسبر أغوار مثل هذه الافكار. ويكشف ل "الوسط" أن شخصيات "ليلة الطوارئ" "من الفاسدين والمارقين في السلطة والمجتمع، هم ضحايا "الفكرة" قبل ان يكونوا ضحايا أفكار متواترة بالأساس توالدت مع نكوصات العقل العربي". ويضيف الهنداوي أن "اهمالنا تطوير لغة الرواية جعلنا نخشى فنياً من تناول مثل هذه المواضيع الفكرية التي ارتبطت في نشأتها بالهامشي غير الضروري وبالسطحي وبالانشائي... لذلك اقترحت في "ليلة الطوارئ" اللغة التي يمكنها ان تستوعب الموضوع السياسي، وترتقي بمستواه الى قيمة فنية تفترض باستمرار وعي الآخر وذائقته الجمالية". ويعتبر الكاتب أن تجربته السابقة في "خرائط الفحم" كانت تمريناً ناجحاً لكتابة جديدة تؤسسها المخيلة في واقعها الانساني. ويحذّر الهنداوي المشتغلين في مجالات الإبداع وانتاج الكتاب من استلابات "العولمة" لجهدهم الإبداعي الانساني، فحتى "الانترنت" برأيه "عليه دائماً ان يكون خادماً للكتاب وليس سيداً عليه". لسالم الهنداوي مساهمات ابداعيّة عدّة، منها "الجدران" مجموعة قصص، 1978،و"الأفواه" مجموعة قصص، 1986، "علاقة صغيرة" مجموعة حكايات، 1985، "الطاحونة" رواية، 1985، "أصابع في النار" مجموعة قصص، 1986، "خرائط الفحم" و"الزوال" روايتان، 1994... كما أصدر في أواخر العام 1999 مجموعة قصصية بعنوان "ظلال نائية"، عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" في بيروت.