قلة من البشر تعرف الموت مرتين... أحد أولئك هو الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة الذي فقد الحكم في 7 تشرين الثاني نوفمبر 1987 بعدما قضى على رأس السلطة في تونس 31 سنة و6 اشهر و20 يوماً بالتمام والكمال، وذلك بمناسبة التغيير الذي حصل في تونس ورفع الى قمة السلطة الرئيس زين العابدين بن علي وأنهى حكماً طويلاً هرماً للرئيس بورقيبة، الذي تحول الى ظل شاحب باهت لنفسه بسبب الشيخوخة وتدهور حاله الصحية وتراجع مداركه العقلية التي كانت في يوم من الأيام خارقة والتصرف بعيداً عن الحكمة ومستلزمات الوضع. وبفقدان الحكم يمكن القول ان بورقيبة مات وقتها، فمنذ تولى رئاسة الوزراء في عهد الملكية في تونس في 17 نيسان ابريل 1956 قبل انقضاء شهر على اعلان استقلال البلاد في 20 آذار مارس من تلك السنة، ومنذ تولى رئاسة الجمهورية بصورة موقتة في 25 تموز يوليو 1957 ثم بصورة دورية انتخابية منذ 2 تشرين الثاني 1959 على اثر اعلان الدستور ثم مدى الحياة في سنة 1976، عاش الرئيس التونسي السابق بالحكم وعاش للحكم. ألم يقل يوماً في حديث نشرته له مجلة "الإكسبريس" الفرنسية في الأول من ايلول سبتمبر 1960: "النظام السياسي؟ أنا هو النظام السياسي". واعتبر المحللون آنذاك تلك المقولة لبورقيبة الذي كانت قد مضت عليه أكثر من أربع سنوات في الحكم، عبارة عن تصوره لدوره، فهو من وجهة نظره يختزل النظام التونسي والدولة في البلاد، لذلك فإن هذه المقولة ليست الا انعكاساً لتفكيره وللفكر السياسي الذي قاد خطواته على مدى تربعه على عرش القرار في تونس بين 17 نيسان 1956 عند تسلمه رئاسة الوزراء في ظل حكم الملك التونسي الأخير محمد الأمين باشا باي، وصبيحة السابع من تشرين الثاني 1987 عندما أنهيت سيطرته تلك وتم إبعاده عن المنصب الخاص برئاسة الجمهورية الذي لم يكن يتخيل انه سيقع ابعاده عنه في حياته، بل كان يتفنن في تحضير مراسم دفنه وهو في ذلك المنصب ويعد العدة لتعبئة وتجنيد أجهزة الدولة لتنظيم تشييعه الى مثواه الأخير في قبر ضمن روضة رائعة أعده خصيصاً بين أقربائه المتوفين في مسقط رأسه مدينة المنستير، وكان في ظل حكمه مزاراً ضرورياً من مزارات الوافدين من الشخصيات على المدينة. لذلك السبب اعتبر إبعاد بورقيبة عن الحكم بمثابة موت مجازي له، بل لقد توقع كثيرون بأنه لن تطول به الحياة خارج منصبه الرسمي، لكن قدرته على الصراع مكنته من ان يستمر سنوات اخرى طوال، فيما يقول الآخرون انه لم يشذ عن بقية أفراد عائلته المشهورين بأنهم كانوا كلهم من المعمرين الذين امتدت بهم الحياة الى ما يقارب المئة أو تجاوزوها. ويمكن القول اليوم ان بورقيبة الذي توفي سياسياً في 1987 أدركته المنية بيولوجياً فغادر الحياة الدنيا تاركاً إرثاً كبيراً فيه السلبي ولكن فيه ايضاً الكثير من الإيجابي. الذين عرفوا بورقيبة منذ طفولته والذي يؤرخ له رسمياً بأنه من مواليد 3 آب اغسطس 1903 أقوال اخرى تؤكد انه من مواليد 1900 وربما حتى 1898 يؤكدون انه كان شعلة من الذكاء وانه خلال طفولته ثم شبابه كان متسلطاً الى حد بعيد، وهو ما سنراه يلجأ اليه في حياته السياسية ولكن بصورة مكثفة. كانت له دوماً سلطة كبيرة على محيطه، فعندما كان مجرد زعيم سياسي ليس له نفوذ وسلطة الا النفوذ الأدبي للزعيم، استعمل قدراته الكبيرة على الاقناع مستنداً في ذلك على طاقة كبيرة في سوق الحجج ومعتمداً على عينين نفاذتين ما كان للكثيرين قدرة على مواجهتهما أو عدم غض البصر أمام إلحاحهما... وعلى رغم ان السلطة أعطته في ما بعد قدرات اضافية كبيرة على "الإقناع بقوة الدولة لا قوة الحجة" فإنه كان يستمرئ في كثير من الأحيان استعمال قدراته النفاذة وحججه التي يستلذ ترصيفها فيحاصر الأطراف المقابلة، وان كان لم يمتنع قط عندما لا يكون ذلك كافياً الى اللجوء الى حجة قوة الدولة "للاقناع" وإنهاء أي إشكال. وسواء ولد الحبيب بورقيبة قبل اطلالة القرن أو معها أو بعدها بقليل فإنه عاش عصره بكل كثافة وتشبع في شبابه بثقافة عربية راسخة عبر المعهد الصادقي الذي تخرجت فيه أكبر الأطر الوطنية، ثم بثقافة فرنسية مفتوحة على العصر عبر الليسيه الفرنسية ثم كلية الحقوق في باريس التي كانت وما زالت تعتبر منارة. بورقيبة سليل اسرة وافدة الى تونس من طرابلس على الأرجح سنة 1795، وهذه الأسرة كانت قد وفدت الى مدينة مصراته الليبية عبر الجند التركي الذي كانت الدولة العثمانية تسيطر بواسطته على الشمال الافريقي باستثناء المغرب الاقصى. والواضح ان بورقيبة هو من أصل الباني، ويقول العارفون ان كلمة "بورقيبة" تعني باللغة الالبانية "الأسير" فهل جاء جده الى طرابلس ضمن الأسرى ثم انخرط في الجيش العثماني؟ لا أحد يستطيع ان يجيب على السؤال. الحبيب بورقيبة هو أصغر 7 أخوة رزق بهم والده. كانت العائلة تعيش في حالة ضنك، لكن قبل قدوم الإبن الأصغر كانت حالها قد تحسنت بعض الشيء، فقد عين علي بورقيبة شيخاً "لحومة الطرابلسية" "مختاراً" في المنستير كما أصبح مستشاراً بلدياً. وهذا ما سيؤثر في حياة الطفل ويدفعه الى مواصلة تعلمه الى أبعد مدى في ذلك الوقت وعدم الاكتفاء بشهادة صغيرة توفر له فقط وظيفة متواضعة. واخذ الشاب يتساءل وقد شارف العشرين أو تجاوزها بقليل عن الأسباب التي تجعل تونس بكل تاريخها وعراقتها ترزح تحت نير الاستعمار، لذلك شغف بالفكر الفرنسي المعروف بسخائه وتقدميته ونهل منه، وإذ أعجب لفترة بالكفاح الذي يقوده الحزب الحر الدستوري برئاسة الشيخ عبدالعزيز الثعالبي، فإنه اعتبره عقيماً كما اعتبره حديث صالونات منقطعاً عن الشعب "الذي ينبغي تجنيده وتعبئته في كفاح وطني شبيه بما يقوم به الثوريون" على رغم مجافاته عادة للأساليب الثورية. ومن اطلاعه على تاريخ الثورة الفرنسية تعلم كيف يمكن تحريك الجماهير وآمن بدور الشعب، كما اكتشف قدرته على شد الانتباه اليه والتعبئة الجماهيرية. في هذه الأثناء وفي خضم انخراطه في الثقافة الفرنسية تزوج من سيدة فرنسية رزق منها بإبنه الأوحد الحبيب بورقيبة الإبن. بعد العودة اشتغل بالمحاماة وانخرط بقوة في العمل السياسي وآمن بدور الصحافة فأخذ يكتب المقالات الملتهبة وأصدر صحيفة "لاكسيون" التي اعتبرها وسيلته الى التأطير. كما انخرط في صحبة عدد من زملائه الشباب في الحزب الحر الدستوري الذي كان تأسس سنة 1920 والذي كان طليعة الحركة الوطنية وقتها. هل جاء ذلك الانخراط بهدف التحرك داخل اطار معين أم بهدف النفاذ اليه والسيطرة على جهاز جاهز بدل البدء من الصفر؟ سؤال لن يستطيع أحد الإجابة عليه. المهم انه سريعاً ما دب الخلاف بين القيادات التقليدية للحزب والقيادات الشابة التي وصل البعض منها الى مكتبه السياسي اللجنة التنفيذية فكان ان انشق الفريق الشاب واستحوذ على الفروع التي اغرتها اللهجة الجديدة الحماسية والمندفعة، فانعقد مؤتمر عام سنة 1934 بمدينة قصر هلال على مقربة من مدينة المنستيرمسقط رأس الزعيم، واختار الحزب الحبيب بورقيبة أميناً عاماً قبل ان يأتي مؤتمر لاحق ليصبح رئيساً للحزب الذي قاد الكفاح الوطني ثم تولى بناء مؤسسات الدولة بين ما بعد منتصف الثلاثينات وحتى ابعاده في 7 تشرين الثاني 1987 من سدة الحكم. منذ ذلك الحين وعلى مدى 53 سنة سنجد ان تاريخ تونس الذي يتجاوز 3 آلاف سنة سيمتزج بتاريخ بورقيبة ولا ينفصل عنه. وكانت تونس بالنسبة لبورقيبة عبارة عن مخبر لتنفيذ آرائه في الكفاح الوطني فهو سليل الطبقة البورجوازية اعتمد في الكفاح التحريري أساليب أقرب لتلك التي يُنظّر لها الثوريون اليساريون. فقد أدخل معادلة المشاركة الشعبية والتعبئة العامة والتوعية ودور الطليعة والاتصال المباشر، وخرج بالعمل الوطني والحركة التحريرية من الصالونات وتحرك النخبة الى الشارع ب"توريط" الطبقات الشعبية وفئة المثقفين، وإن كان سيظهر لاحقاً ان بورقيبة لا يؤمن بدور تلك الطبقات الا بما يخدم أهدافه التي لا يعني ذلك في شيء أنها أهداف انتهازية أو مناقضة للمصلحة الوطنية. وهذه هي نقطة قوة بورقيبة وضعفه: ايمان مطلق بقدرات الشعب المنظمة على غلبة الاستعمار ثم التخلف وفي الوقت نفسه احتقار للشعب. ألم يقل مرة "انه لم يوجد قط شعب في تونس بل ذرات غبار"؟ ففي الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية برز بورقيبة كزعيم وطني يتمتع بخصال كبيرة ونادرة. فقد قاد التحرك من أجل اعلان الدستور ومن اجل قيام البرلمان ومن أجل الاستقلال وظهرت حنكته الكبيرة. ثم انه واثناء الحرب العالمية الثانية رفض بالمطلق الانضمام الى "المحور" والمانيا التي كانت تبدو منتصرة في البداية على رغم الموجة الشعبية المؤيدة لذلك الانضمام، واختار ما اسماه بحزب المنتصرين اعتماداً على التوجهات الليبرالية التي يحملها اي لأميركا والحلفاء، لذلك وبعدالحرب كان له ان يطالب بالجائزة أي بحق البلاد في التمتع بالاستقلال. واستمر في مد وجزر مع فرنسا فيما ترددت اميركا في الإيفاء بالعهود التي قطعتها سابقاً خوفاً من اغضاب حليفتها باريس وتنكرت حتى لمبادئ نيلسون. وظهرت آنذاك قدرات بورقيبة التفاوضية على المناورة ومعرفة كيفية انتهاز الفرص المتاحة وعلى احراج الخصم ودفعه الى ركن ضيق يفقد فيه قدراته على الإقناع، وهذا ما حدث لفرنسا الاستعمارية وما اضطره بعد مفاوضات تنعقد لتفشل ازاء تردد باريس في الاستجابة للمطالب الوطنية التونسية الى الدخول سنة 1952 في ما اسماه ب"المعركة الحاسمة". بين 1934 و1955 سنة عودته الظافرة الى البلاد كان بورقيبة قد قضى في السجون والمنافي سنوات طويلة من عمره، كان لا يخرج من سجن حتى يعود الى منفى. وفي الوقت نفسه كان يناور ليسجل نقاطاً على حساب سياسات فرنسية ينقصها الانسجام، وكان ايضاً بارعاً في تصفية المزاحمين وادخالهم أدغال التاريخ ان لم يكن القضاء عليهم ان هددوه مباشرة في زعامته، مثل صالح بن يوسف الزعيم السيئ الحظ الذي لقي مصرعه في أوروبا سنة 1961 على أيدي عملاء له وجههم اليه لقتله، واعترف هو نفسه بذلك في احدى خطبه. واذ كان كثير الاعتداد بنفسه فقد أقدم على اصلاحات تبدو اليوم صادرة عن رجل ذي بصيرة نفاذة. فمنذ الأشهر الأولى من الاستقلال في سنة 1956 وتوليه الحكم أصدر قانوناً للاحوال الشخصية ما زال يعتبر لليوم فتحاً في العالم العربي والاسلامي. وكان ذلك مثالاً أقصى، ولكن هناك أمثلة اخرى مثل تفطنه المبكر لأخطار التزايد الفوضوي للنسل، فأقر تشريعات للتنظيم العائلي وصفت بأنها كانت ثورية، وقال لنا احد الاعلاميين السوريين مرة عنها بمناسبة ندوة انعقدت في بيروت في الذكرى الثانية لمجزرة قانا: "لقد انطلقت سورية وتونس من نفس رقم عدد السكان في بداية الستينات، واليوم لم يتجاوز عدد سكان تونس 10 ملايين فيما أصبحنا 16 مليوناً ما يعيق جهدنا التنموي". وقد أبرزت سنوات الاستقلال قدرات الرجل التنظيمية وطاقاته على الحركة بصورة تسحب البساط من تحت أقدام الخصوم الذين يطاولونه على زعامته، مما دفع كثيرين للقول بأن بورقيبة ما هو إلا تلميذ نجيب ل"المكيافيلية"، وان كان يتمتع الى ذلك بحس انساني رهيف، غير انه لا يتراجع عن الحسم عندما يرى ان الأمر يهم مصلحة الدولة من دون ان تكون هناك في ذهنه أي فروق بين مصلحة الدولة ومصلحته الشخصية، وان حافظ طيلة حكمه على نزاهة مثالية بحيث تقمص لباس الدولة ولم يعد يفرق اطلاقاً بين الأمرين، بل لعله اقتنع بأن المصلحتين مترادفتان هذا اذا كان يشعر بأن هناك مصلحتين لا مصلحة واحدة. وإذ تشبث بالديموقراطية طيلة حكمه فإنها كانت ديموقراطية شكلية لا تتعدى دورية اجراء انتخابات شكلية ليس فيها منافسة تذكر أو لا تذكر، كما كانت قوانين الصحافة والجمعيات وغيرها من القوانين الضامنة للحريات السياسية متناقضة مع الدستور، وكان لا بد من انتظار ذهابه وقدوم حكم الرئيس زين العابدين بن علي لصياغة قوانين سياسية جديدة متطورة ولإحلال التعددية ودخول المعارضات الى البرلمان. وعلى الصعيد العربي كان ثاقب النظر الى الحد الذي دفعه سنة 1965 الى القاء خطاب في مدينة اريحا الفلسطينية دعا للقبول بقرار التقسيم الصادر عن الاممالمتحدة سنة 1947، بذلك يتم احراج اسرائيل التي تستند في شرعية وجودها الى ذلك القرار وبالتالي لا تستطيع رفض تطبيق بنوده بالنسبة الى الآخرين في ما يخص اقامة الدول الفلسطينية التي نصّ عليها القرار نفسه. وقد قوبل موقفه ذاك وقتها بموجة عارمة من المواقف المناوئة، ولقد تحققت توقعاته بعد ذلك متمثلة في اتفاقيات اوسلو ولكن في ظروف أسوأ ومن دون ان تنتهي بعد الى النتيجة المؤملة. الا انه لم يؤمن قط بوحدة عربية الا بما يراه يخدم مصلحته الشخصية ومصلحة بلده من وجهة نظره. وربما كان عداؤه للرئيس جمال عبدالناصر هو أحد أسباب حدة ذلك الرفض للبعد العربي والاستعاضة عنه بما يعتبره حداثة. واعتبر بورقيبة كذلك رجلاً شجاعاً لا فقط من الناحية البدنية وتعريض نفسه لخطر الاغتيال او حكم الاعدام في زمن استيلاء فرنسا على البلاد، ولكن ايضاً بالمواجهة الصريحة للشعب وتناول المسائل العويصة بكل اريحية، وربما جاء ذلك نتيجة احساسه المتضخم بدالته على الشعب واقتناعه بأنه صاحب فضل عليه، لذلك فإنه لا ينتظر منه الا القبول بما يقرر في اجماع كامل وهو ما لم يتحقق له مطلقاً اذ اعترى حكمه الكثير من الخصومات والمعارضات. ومما لا شك فيه ان بورقيبة استطاع ان يقيم دولة بأجهزة عصرية في تونس بعد 75 سنة من الحكم الاستعماري الذي خلخل اجهزة الدولة التي كانت هي ذاتها مهترئة في فترة انحسار المد الحضاري الذي عرفته البلاد لفترات عدة في التاريخ. وكان الحبيب بورقيبة يحمل تصوراً واضحاً للحكم والاهداف التي يروم تحقيقها، واستعمل لتحقيق حلمه وسائل لم تكن دائماً موفقة ولكنه قام مرات كثيرة بإدخال الاصلاحات والتصحيحات التي تقتضيها الامور محملاً المسؤولية دائماً لطرف من الاطراف يكون بمثابة كبش الفداء. حصل ذلك للفشل الذي صاحب فترة التجميع الاجباري "التعاضد" ووضع كل مقدرات البلاد بيد الدولة، وقد وضع بنفسه حداً لذلك في سنة 1969، وحصل ذلك في مناسبات اخرى كثيرة، لكن من الانصاف القول انه نجح في مجالات اخرى، فقد نشر التعليم الى حدود قصوى وكان من الاهداف الاولى لتحركه، كما أقحم المرأة في الدورة الانتاجية ما اسهم في نمو الثروة وعدم الاستغناء عن اي طاقات فاعلة في البلاد، وادخل القطر في الدورة الاقتصادية العالمية كطرف كفوء وذي مكانة. ولكن هناك نقط من مواقع الظل لا بد من الاشارة اليها: 1 - غياب الديموقراطية طيلة فترة حكمه. 2 - ارتكاب اخطاء قاتلة في المجال الاقتصادي عرقلت المسيرة التي كان يمكن ان توصل البلاد الى نتائج افضل. 3 - التشبث بالحكم على رغم الشيخوخة والمرض والعجز ما انتج اوضاعاً سيئة، رافقها تكالب على خلافة الرجل وما كان من نتيجة ذلك من تدهور للاوضاع. ولولا تغيير السابع من تشرين الثاني لكانت البلاد انساقت ولا شك الى منزلقات خطيرة، ولآلت الى هاوية من الفوضى. وخلال كل السنوات الماضية ومنذ ان ابعد عن الحكم عاش بورقيبة منزوياً في بيت تملكه الدولة في مسقط رأسه المنستير، ولكن هل عاش بورقيبة فعلاً؟ وهل كان هو بورقيبة بصولاته وجولاته التي عرفتها الساحات منذ الثلاثينات وحتى منتصف السبعينات؟ طبعاً لا