يعترف بيار تورلييه في نهاية كتابه "القيادة على اليسار": "أنا بيير تورلييه سائق ميتران الخاص لمدة عشرين عاما لم أحصل أبدا على رخصة لقيادة السيارات"، قد يبدو الأمر طرفة لكنه حقيقة تضاف إلى حقائق كثيرة طريفة يكشف عنها سائق ميتران في كتابه الذي صدر أخيرا في باريس عن دار دانويل والذي يأتي ليضاف إلى كم هائل من الكتب التي تناولت حياة وسيرة الرئيس الاشتراكي الراحل الذي حكم فرنسا طيلة 14 عاما. في الكتاب الجديد حميمية لا نلقاها في بقية الكتب التي تناولت شخصية الرئيس وحياته، فالشهادة هنا بسيطة غير مدعية على رغم سعة اطلاعها. منذ البداية أبدى السائق تعلقا كبيرا بميتران وأراد أن يظل في خدمته حتى النهاية ملتزما قانون الصمت. يتحدث الكتاب كثيرا عن مازارين ابنة ميتران من خارج الزواج التي كان مولعا بها ولعا شديدا، لكن الكتاب لا يكاد يأتي على ذكر ولدي ميتران الذكرين من دانييل زوجته. كان ميتران يبدي حرصا دائما على إبقاء العلاقة بينه وبين ابنته خاصة وغير ظاهرة في العلن وإن كان عانى من ذلك معاناة مستمرة، ولم تكن معاناة ابنته مازارين بأقل من معاناته. هذه السرية كانت مفروضة على مازارين وهي بعد طفلة يصطحبها أبوها الى المدرسة أو يصطحب سائقه ليعود بها منها وهي سرية فرضت كذلك على أمها. يلحظ قارىء الكتاب أن قصة حب كبيرة اخترقت حياة الرئيس وبقي وفيا لها سواء في أسعد لحظات حياته أو في اللحظات التي أنهكه فيها المرض. وقد يتعجب المرء كيف أن رجلا يُعرف عنه أنه زير نساء، يظل على نوع من الوفاء الخاص والمحتدم لتلك المرأة التي ظلت مواطنة عادية تأخذ دراجتها للانتقال بين منزلها ومكان عملها. وأحيانا كان الرئيس حين ينتقل الى الإليزيه في بعض الأيام صباحا يسأل سائقه: "برأيك هل سنلتحق بآن؟" ويفهم السائق فورا قصد الرئيس والطريق الذي بات عليه اتباعه، فيسلك شوارع بعيدة عن أعين الفضوليين ويمران بآن، فيحييها الرئيس من داخل سيارته الرئاسية وتحييه هي من فوق دراجتها، تحية شبه سرية تتسم بالرزانة والحذر قبل أن يتابع كل منهما طريقه إلى عمله. أصبحت آليات التكتم والحذر قواعد يتبعها الاثنان بصورة طبيعية وتفرض على الابنة التي قيل الكثير عن تألمها من مثل هذا الوضع واضطرارها لأن تكون ابنة بالسر. وتعود معرفة فرانسوا ميتران بتلك الحبيبة المطلقة إذا صح التعبير وبحسب ما يدل الكتاب، إلى فترة طويلة، وقد شاع أمر هذه العلاقة في الأوساط السياسية للحزب الاشتراكي من قبل أن يصبح ميتران أمينا عاما للحزب. ومنذ دخل السائق بيار تورلييه في خدمة الرئيس الراحل بدآ التردد، وبشكل يومي، على حي سان جرمان دي بريه حيث أقامت آن بانجو التي كانت بمثابة الزوجة الثانية للرئيس، والتي كانت تصغره بثلاثين سنة. ويروى عن هذه المرأة أنها كانت فائقة الجمال، تنتمي إلى البورجوازية الفرنسية، وقد احتفظت باستمرار بعملها في إدارة متحف "أورسيه" الفرنسي للفن الحديث. ويروي تورلييه أن الرئيس كان شديد الغيرة على هذه المرأة، إلى درجة أنه في كل مرة كانت تعود فيها من سفرة خاصة بعملها كان يفتعل معها خصومة ويسائلها عن رجال محتملين قد تكون التقت بهم. "في مثل هذه اللحظات كان ميتران يتحول الى مراهق". ولم تكن آن بانجو باستثناء ذلك، كثيرة الأسفار، وهي إن فعلت فلم تكن تستخدم عربات الرئاسة إلا إذا كانت بصحبة ميتران. وظلت هذه المرأة مواطنة عادية حريصة على اعتماد البساطة مبدأ في الحياة حتى عندما انتخب الرئيس لفترة رئاسية ثانية وظل مولعاً بها ولعاً شديداً. كان من السهل إخفاء هذا السر حين كانت مازارين طفلة. ومع تحولها شابة صار من الصعب إخفاء السر و بات الجميع في محيط ميتران في قصر الإليزيه الرئاسي على علم به. لكنه كان من الممنوع البوح بالأمر وعلى رغم ملاحقة جميع الصحف لمازارين بعدما نجح مصورون في التقاط صور لها مع أبيها، فإن معظم تلك الصور لم تكن تأخذ طريقها إلى النشر. ويشرح الكتاب أن أحدا لم يكن يجرؤ على كشف الموضوع أمام الرأي العام خشية غضب الرئيس. ولم تبدأ الصحافة بالكلام فعليا عن مازارين كابنة من خارج الزواج للرئيس إلا بعد أن أعلن ميتران أنه لن يترشح لفترة ولاية ثالثة. وقتها شاع عنه قوله ردا على أحد الصحافيين الذي حشره بالأسئلة حول ابنته: "نعم، عندي ابنة من خارج الزواج. وماذا إذاً؟". نزهات وغزوات "القيادة على اليسار" كتاب ذكريات لملمها خيط الذاكرة المتشعب مثل غصن، روايات ولحظات ومواقف ونكات وجولات ليلية بالسيارة وغزوات نسوية أو نزهات على الأقدام طوال أكثر من عشرين عاما… وتنتظم قصة حب الرئيس لتلك المرأة عالم الكتاب الذي يمر على كل الأحداث التي عاشها السائق إلى جانب مستخدمه، لكنه كتاب يخبىء أكثر مما يقول، على رغم ما يكشفه من أمور وجوانب خاصة جدا من حياة الرئيس. قصة الحب هذه تنتظم جوانب الكتاب المتنوعة وترافق الأحداث من بعيد تماما كما رافقت تلك المرأة من بعيد حياة ميتران. وإذا كانت قصة علاقة ميتران بآن بانجو وابنته منها سرا شائعا في محيط القصر الرئاسي فإن الكثيرين من أصدقاء ميتران الحميمين جدا وكذلك عائلته لم يكونوا على علم بالأمر، وقد أدهش هذا الواقع حين أصبح علنيا أكثر من مقرب. يروي تورلييه أنه اصطحب ذات يوم ميتران ومازارين وأمها إلى أحد المطاعم الباريسية الصغيرة التي كان ميتران يفضلها على مطعم الإليزيه، وفجأة لمح السائق الجنرال ميتران أخا الرئيس الذي تضايق من هذا الحضور غير المتوقع فسارع ميتران إلى القول: "أقدم لك.. ابنتيَّ". وإذا كان ميتران حريصا على جلب ابنته من المدرسة كلما سنحت له الفرصة فهو كان حريصا أيضا على اصطحابها وأمها إلى أحد المطاعم على اعتبار أن يوم الأربعاء في فرنسا يوم عطلة مدرسي. وقد ساهمت مازارين شابة في التربية الموسيقية لوالدها وعلمته حب فريق "البي جيز" هو الذي لم يكن يستعين بجهاز الراديو إلا لسماع الأخبار. ويظهر كتاب "القيادة على اليسار" مدى تعلق ميتران بآن وعشقه لها فهو يوم فاز بالانتخابات الرئاسية للمرة الأولى وفيما كان الفرنسيون في هرج ومرج، طلب الرئيس إثر عودته إلى باريس من الريف الفرنسي حيث كان ينتظر النتائج، من سائقه أن يوصله إلى بيت صديقته فحاول السائق ثنيه شارحا صعوبة الأمر في هذه الأجواء لكن ميتران أصر واضطر للمشي مع السائق على الأقدام مسافة للوصول إلى هدفه. وعلى رغم هذا الحب العارم لهذه المرأة فالمعروف عن ميتران أنه كان دونجوانا وزير نساء مولعا بالجنس اللطيف لا يوفر فرصة إلا ويغتنمها. وحين كان يلمّح له بعضهم إلى ذلك كان يردد باستمرار هذه العبارة: "أحب أن أكون محبوبا ولا يستطيع أحد أن يلومني على ذلك". ويبدو أن الرئيس كان في شبابه صديقا لعدد من النساء في الحزب وكانت له مغامرات مع العديدات من داخل الحزب أو من خارجه "لكنه لم يكن يخرج مع الواحدة أكثر من مرتين أو ثلاث مرات"، يؤكد تورلييه الذي كان يضطر في كثير من الأحيان إلى استخدام ذكائه وكل قدرته على الإقناع لصد النساء اللواتي كن يحاولن الوصول إلى الرئيس وإقناعهن بالعدول عن رأيهن. ولكن بعضهن كان يبدأ بالصراخ أمام منزل الرئيس بهدف إثارة الفضيحة ولفت الأنظار. وحتى حين توفي ميتران وقف تورلييه على باب منزل الرئيس لمنع غير المرغوب فيهم من دخول بيت الرئيس وكان بين هؤلاء عدد من النساء. السائق ينافس الرئيس ويشير الكتاب إلى أن الرئيس لم ينس النساء اللواتي ارتبط بهن بنوع من العلاقة الفعلية ووجد لهن وظائف في مكتب الحزب الاشتراكي. ويروي تورلييه من بين الطرائف التي يزخر بها الكتاب أنه دعي مرة إلى سهرة في بيت إحدى السيدات ولم تكن هذه السيدة من محيط الحزب، ولما كانت السهرة ممتعة، بقي السائق في ضيافة السيدة، لكن رنين الهاتف حرمه من قضاء ليلته لديها حين أفهمته أن شخصا مهماً جدا سيزورها خلال دقائق وأن عليه إخلاء المكان على عجل. ويقود الفضول السائق إلى التريث دقائق في زاوية الشارع لمعرفة هوية هذا الضيف المهم الذي لم يكن سوى.. ميتران. في تلك اللحظة أحس تورلييه بأنه كان على بعد أنملة من الهاوية. أما عن تلك المرأة السويدية كريستينا التي شاعت قصة علاقتها بالرئيس لفترة طويلة، فيروي تورلييه أن ميتران أوقفها عام 1992 حين عمدت هذه المرأة، وتحت وطأة السكر، إلى التصريح لرجال الشرطة بأنها عشيقة ميتران، وقد كلف ميتران سائقه الذهاب إلى بيتها وإنهاء الأمر "بطريقة ديبلوماسية". ومما يكشفه الكتاب زيارة ميتران لقصر الضيافة الفرنسي، ماريني، المخصص لضيوف فرنسا الرسميين للاجتماع بسيدة عربية أعطته موعدا بعد احتفال رسمي في الإليزيه وبعد خروجه من جناح الضيافة قال لسائقه الذي بدا في عينيه التساؤل: "لقد كان لقاء ذهنيا وثقافيا محضا". كان ميتران لا يحب التعقيدات وقد ظل طوال الفترة التي شغل فيها منصب الرئيس يرفض أن يوضع له هاتف في السيارة وأنهى حياته وهو لا يعرف كيفية استخدام الهاتف النقال ويرفض استعماله على رغم كونه رئيسا لفرنسا. كل ذلك مع كونه حريصا على الاتصال يوميا بمنزله وبمنزل آن بانجو من الإليزيه. ويروي السائق أنه كان يضطر في كثير من الأحيان إلى الركض إلى أقرب كشك للهاتف العام وطلب أي رقم لمحو الرقم الذي قد يكون استخدمه الرئيس الذي كان حين يحتاج الاتصال بأحد وهو في السيارة يطلب من سائقه التوقف أمام أحد أكشاك الهاتف. وظل ميتران على رغم كونه رئيسا حريصا على نزهاته التي تكاد تكون يومية والتي كان يجوب فيها وباستمرار بعد وجبة الغداء أنحاء باريس التي يعشقها، على جاري عادته قبل أن يتحول إلى رئيس للبلاد. وكان يهرب بشكل شبه أسبوعي إلى الريف حيث يحلو له التنزه بصحبة كلبه اللابرادور الذي كان يبدي تعلقا شديدا به. وكان يفضل هذا الكلب على كثير من الأصحاب الذين يفرضون أنفسهم عليه. ويروي تورلييه عن ميتران الذي كان طوال حياته حريصا على الاحتفاظ بحريته أنه حين كان ينزعج من ضيف ثقيل عليه خلال النزهة، كان يرمي لكلبه بحصاة إلى المياه فيركض الكلب ليستعيدها ويصاب بالبلل ويبلل في السيارة على طريق العودة الرفيق الذي لا يجرؤ على إبداء أي انزعاج من كلب الرئيس . معروف عن ميتران أنه كان مولعا خلال حياته بقراءة الطالع، ويؤمن كثيرا بالبخت. ويثير الكتاب هذا الجانب من حياة الرئيس الراحل الذي كان يتردد كثيرا على منجمة عرفت باسم "مدام سولاي" السيدة شمس. وذلك قبل توليه الرئاسة. وكان ميتران كلما زار هذه العرافة يخرج من عندها مبتسما ومرتاحا، وقد قال لسائفه يوما وهو خارج من عندها "لا يعلمونني بشيء ليس في منطق الأشياء". وفي التسعينات راح ميتران يتردد على العرافة أليزابيت تيسسييه التي اعتبرها بعضهم بمثابة مستشارة للرئيس لكثرة ما كان يتردد عليها. ويدافع تورلييه عن ميتران وعن حقيقة إيمانه بهذه المسائل بالقول: إن هوايته تلك لم تكن سوى نوع من الحشرية. وبقدر ما كان ميتران حنونا عطوفا في محيطه العائلي، كان قاسيا في محيط العمل وقد أشيع أن تخليه عن اثنين من المقربين منه هما بيار بيريغوفوا الذي كان رئيسا للوزراء وفرانسوا دي غروسوفر الذي كان مستشارا له في الإليزيه، أدى إلى انتحار هذين الشخصين خلال المآزق والمطبات السياسية التي كانا يواجهانها. وقد انتحر دي غروسوفر في قصر الإليزيه نفسه في مكتب مجاور لمكتب الرئيس. وإذا كان تورلييه لا ينفي صفة القساوة عن ميتران فهو يدافع عنه موضحا أنه ساند المسؤولين السياسيين حتى النهاية. ويروي السائق في ما يرويه أن ميتران هو الذي اختار جاك شيراك لخلافته في رئاسة الجمهورية بعدما أيقن أن معسكر اليسار لا أمل فيه وأن ليونيل جوسبان، رئيس الوزراء الحالي، والذي كان من المقربين من ميتران كان يخالفه الرأي كثيرا إلى درجة تثير حنقه. ومع أن قلبه كان ميالا لليسار فقد كان على قناعة بان فرنسا تحتاج إلى تبديل سياسي، وقد أكد انتخاب شيراك صحة وجهة النظر هذه. وقد اعترف ميتران لسائقه مرة عام 1994 بأن "شيراك رجل لطيف ورجل قلب.. أنا أفضل رجل القلب على رجل العقل". تاريخ المرض ويعود السائق المقرب من ميتران والذي عمل كحارس خاص للرئيس قبل أن يتحول إلى سائق لمناقشة تاريخ مرض ميتران مدافعا عنه أمام اتهامات طبيبه الأول الدكتور غروبر الذي نشر كتابا بعد فترة وجيزة من موت الرئيس ذهب فيه إلى أن ميتران كان مصابا بالسرطان منذ العام 1982 وحتى من قبل أن يتولى الرئاسة. وقد اثار هذا الكتاب يومذاك ضجة وسحب من الأسواق لكن منعه ساهم في نمو عدد قارئيه على الأنترنت. ويدافع السائق عن الرئيس بالقول "خلال سنوات وسنوات لم أر الرئيس يأخذ أية حبة". ولكن السائق يروي أنه في العام 1982 وبينما كان الرئيس يهم بالصعود في سيارة السيتروين سي إيكس وهو يستعد للعودة من ملعب الغولف أطلق صرخة فظيعة ثم قال لسائقه: "جلست بطريقة خاطئة وآذيت ظهري". وحين وصلت السيارة الى الاليزيه واجه الرئيس صعوبة في الخروج من السيارة فساعده السائق في ذلك امام أعين الصحافيين من وكالة الصحافة الفرنسية والأسيوشيتد برس. "الاشاعات الأولى حول صحة الرئيس جاءت من هذين المصدرين اللذين يمكن الوثوق بهما بصورة عامة". واستمر ألم الرئيس أياما من دون أن يعمد إلى استشارة الطبيب وأعاقه ذلك في مهماته الرسمية حيث تكاثر الشهود على هذا الوجع الغريب. وإذا كان تورلييه يحمل على الصحافيين بالقول أنهم يتخيلون أشياء لا وجود لها سعيا وراء السبق، فإن ما باتوا يقولونه في الفترة الثانية من حكم ميتران أصبح مؤكدا ولم يعد مشكوكا فيه. ولعل أطرف ما يثيره تورلييه في هذا المجال لجوءه مرة إلى فتح حقيبة الرئيس الخاصة التي كان يحملها له دائما، وذلك بالتواطؤ مع الطبيب بهدف تحليل الحبوب الي كان يصفها له مشعوذ بلجيكي آمن ميتران بما كان يصفه له خصوصاً في المراحل الأخيرة من مرضه ومع ازدياد الآلام. وكان هذا الطبيب يتقاضى من ميتران مبالغ خيالية في مقابل حباته التي يدعي ان لها مفعولا سحريا. في فرنسا يوجد أفضل المختصين في الامراض السرطانية في العالم، لكن ذلك لم يمنع ميتران الذي كان لديه ضعف وميل الى الايمان بالغيب من اعتماد أطباء مشعوذين يصفون له حبوبا من البودرة ويزعمون أنها قادرة على شفائه. ويعود تورلييه ويقول في مكان آخر من الكتاب أن الصيت الذي شاع عن ميتران كزير نساء مبالغ فيه كثيرا، وهو ربما كان كذلك في البداية لكن حين كثرت مشاغله السياسية وألم به المرض اقتصرت علاقاته بالنساء على الكلام والغزل. ويكشف الكتاب في مقطع بعنوان "ميتران المصري" أن الرئيس كان يتمنى ان تفارقه الروح في مصر، التي إليها نفذ سفره الأخير في حياته قبل أقل من شهرين من وفاته وكان معتادا على الاقامة في أوتيل "أولد كاتاراكت"، وتحديدا فوق الغرفة التي سكنتها في السابق الكاتبة أغاتا كريستي. ولم يكن ميتران حسبما يروي سائقه يريد أن تراه صديقة عمره وهو يموت، وطلب من طبيبه أن يطمئن ابنته مازارين، التي عادته في اليوم الأخير من حياته بصحبة صديقها علي، وقضى ميتران في الليلة ذاتها