سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صلاد حسن يؤكد انه يحاول ان يتخلص من "امراء الحرب" وتوحيد البلاد . الرئيس الصومالي ل "الحياة" : كنت وزيراً في عهد ديكتاتوري واستفدنا من دروس الديكتاتورية
أكد رئيس الصومال الذي انتخبه برلمان قبلي معين الشهر الماضي عبدي قاسم صلاد حسن، ان أولى مهماته في الحكم "تجميع الأسلحة والميليشيات في معسكرات للتدريب". وانه يحاول أن يتخلص من "امراء الحرب" وان محاكمتهم "أمر متروك للقانون" الذي سيضعه البرلمان. واعترف في حديث اجرته معه "الحياة" في نيويورك، ان نظام الرئيس الصومالي السابق محمد سياد بري، الذي شغل مناصب وزارية في عهده، "كان ديكتاتورياً". وقال :"نعم كان عهداً ديكتاتورياً ... ولم أكن فقط وزيراً للداخلية في ذلك العهد، بل شغلت سبعة مناصب وزارية في الفترة من العام 1973 وحتى العام 1990، كنت أخدم وطني وشعبي". واضاف "استفدنا من دروس الديكتاتورية ومن الدمار والخراب. الآن شعبي يريد الديموقراطية وهذا ما سنفعله". وشدد على وحدة بلاده، وقال "الصومال لا يتجزأ ولا يحق لأي شطر من الصومال أو لأي منطقة أن تعلن استقلالاً". وهنا نص الحديث : ما هي الأولويات التي بحثت فيها مع المسؤولين الذين التقيتهم أثناء قمة الألفية في نيويورك؟ - الأولوية للأمن بعد الحرب الأهلية الطويلة التي استمرت عشر سنوات وبدأنا في العاصمة تجميع الأسلحة والميليشيات في معسكرات للتدريب. هذه أولى أولوياتنا. من يساعدكم في تحقيق جمع الأسلحة، علماً بأن أحد أسباب وصول الصومال إلى ما وصل إليه هو عدم قيام الأممالمتحدة أو الولاياتالمتحدة قبل عشر سنوات بتجريد الفصائل من الأسلحة؟ - يساعدنا الآن في العاصمة أصحاب الأموال والتجار الذين يقودون بعض هذه الميليشيات، يساعدوننا الآن بصفة رئيسية في تجميع الأسلحة وإقامة المعسكرات. تقصد ان رجال الأعمال والتجار هم الذين كانوا يشرفون على الميليشيات؟ - نعم كانت لكل مؤسسة ميليشيات، لأنه لم تكن هناك شرطة أو أي قوات أمن، فمثلاً أصحاب المؤسسات لهم ميليشياتهم إلى جانب الميليشيات الأخرى التي كانت تابعة لأمراء الحرب. هل يقوم رجال الأعمال وأصحاب التجارة طوعاً بتجريد الميليشيات من الأسلحة؟ وأين توضع الأسلحة؟ وما هي الضمانات التي تقدم بأنها لن تسقط في أيدي فصائل أخرى؟ - نعم يتم ذلك طوعاً، ونحن شكلنا لجنة عسكرية من جنرالات الجيش الصومالي والشرطة الصومالية السابقة تتولى هذا العمل بالتعاون مع التجار وقادة الميليشيات. كيف تمكنتم من التوصل إلى هذه الدرجة من الثقة، وماذا قدمتم؟ - أولاً حصل ذلك نتيجة رغبة الشعب الصومالي في السلام، في كل أنحاء البلاد وبعد مؤتمر عرتا الذي استمر لمدة خمسة أشهر، شارك فيه الشعب الصومالي بفئاته وعلمائه ومثقفيه وسياسييه، قرر اختيار برلمان ورئيس. كل ذلك كان الشعب يتابعه في وسائل الإعلام، في القرى والمدن الصومالية. كما تعلمون، زرت بعد انتخابي رئيساً للجمهورية، مع وفد يضم شخصيات من البرلمان وشخصيات أخرى، العاصمة التي خرجت اتلعاصمة عن بكرة أبيها مرحبة. هذا ان دل على شيء، فإنما يدل على رغبة الشعب الصومالي في الأمن والاستقرار بعد الحرب المدمرة. هل ستكون هناك محاكمات لأمراء الحرب؟ - نحن الآن نحاول أن نتخلص من هؤلاء الأمراء وأن يمتثلوا لرغبة الشعب، أما المحاكمة أو غيرها فأمر متروك للقانون. البرلمان سيضع قوانين البلاد. الوقت ما زال مبكراً والبرلمان انتخب منذ أقل من شهرين، ولكن في المستقبل هذا شأن البرلمان. كيف ستتعامل مع الفصائل التي لم تلتحق بالعملية السلمية؟ - لن نفعل شيئاً، والشعب هو الذي قرر. فئات من الشعب كانت تؤيد هؤلاء الأمراء لكن الشعب سحب تأييده الآن لهؤلاء الأمراء واختار السلام. نحن لن نفعل شيئاً، فالشعب هو الذي اختار هذا الطريق. كيف تثبت ذلك؟ كيف تثبت أن الشعب سحب دعمه للفصائل الأخرى؟ - ثبت ذلك في مقديشو وليس في العاصمة فقط، إذ كان الصوماليون ينتظروننا في وسط البلاد وفي جنوبها وفي كل مكان. الشعب يريد السلام وأيد حكومته ورئيسه وبرلمانه. ماذا ستفعل أنت كرئيس تجاه الفصائل الأخرى التي ما زالت تعارض؟ - لن نفعل شيئاً. سنحاور من يريد الحوار على الطريقة الصومالية التقليدية. سنجلس معهم، وسنحل كل المشاكل بهذه الطريقة. هل أنتم على استعداد لإدخال التعددية الحزبية واعطاء المعارضة حقها الطبيعي في المنافسة كبقية الدول التي تمكنت من التوصل إلى حكم ديموقراطي، أم أن ما زال الوقت باكراً على الصومال للقيام بذلك؟ - لا. هذا منصوص عليه في الميثاق الوطني. تعدد الأحزاب أمر منصوص عليه وسيكون هناك مجال للأحزاب وتعدد الأحزاب والآراء في الصومال. "جمهورية أرض الصومال" أعلنت انفصالها عن البلاد، وأنت تقول بوحدة الصومال، فماذا ستفعل أمام هذا الواقع؟ - الصومال لا يتجزأ ولا يحق لأي شطر من الصومال أو لأي منطقة أن تعلن استقلالاً أو شيئاً من هذا القبيل. الشعب في المناطق الشمالية في الصومال اختار طريق التسوية وكان معنا أعيانه وسلاطينه وسياسيوه. الشعب اختار السلام في هذه المناطق. أما إن كانت هناك مشاكل، فسنحاول حلها مع الاخوة في هذه المناطق، ونتمنى لهم كل الأمن والاستقرار. ماذا طلبت من الإدارة الأميركية؟ - الإدارة الأميركية مشكورة أعلنت تأييدها لما جرى في عرتا وانتخاب الرئيس والبرلمان.لا والآن طلبنا من الإدارة الأميركية أن تساعد شعب الصومال بكل ما في وسعها من تأييد ديبلوماسي سياسي، ومادي ومعنوي. أنتم تعلمون ان هناك علاقة طويلة بين الشعب الصومالي والشعب الأميركي. ونأسف لما حدث للجنود الأميركيين الذين كانوا في خدمة الأممالمتحدة، وقد اعتذرنا للجمعية العامة عندما ألقيت خطابي في الألفية الثانية، اعتذرت لكل الأسر التي فقدت ابناءها في الصومال، وباسم الشعب الصومالي قدمنا تعازينا لهذه الأسر والدول التي كان لها جنود في الصومال، وهذا كل ما طلبناه. قلتم أن للأمن أولوية. هل طلبت مساعدة أميركية في مجال الأمن ونزع سلاح الميليشيات؟ - نعم طلبنا مساعدة في هذا الإطار وفي تأهيل البنية التحتية والمرافق العامة. وعن تجريد الميليشيات من الأسلحة؟ - أيضاً طلبنا مساعدة في هذا المجال. وماذا كان الجواب؟ وكيف ستكون هذه المساعدة؟ - الجواب مشجع. سيدرسون الأمر طبعاً. ما هي المساعدة التي تتوقعها أو تريدها؟ - نحن سنعتمد أولاً على شعبنا في الخارج والداخل وعلى رأس المال الصومالي، وثانياً على المجتمع الدولي والأسرة العربية. طلبنا من اخواننا العرب في جامعة الدول العربية أن يدعموا الصومال بما لديهم من امكانات. وطلبنا ذلك أيضاً من الاتحاد الأوروبي ومن أميركا ومن مجلس الأمن. ما هي المساعدة التي تريدها؟ - الشعب الصومالي شعب عربي أصيل يحتاج إلى خطة إعادة تعمير شاملة مشابهة لخطة مارشال الأوروبية. ربما خطة أصغر من ذلك ولا تكلف مالاً طائلاً. هل حصلت على وعود أو تعهدات عربية؟ - نعم نحن فخورون بالاستقبال والترحاب العربي على مستوى وزراء الخارجية وعلى مستوى الرؤساء والملوك. إن شاء الله نتطلع إلى هذا الدعم. ووقوف اشقائنا العرب إلى جانب الشعب الصومالي في هذه المرحلة التاريخية. ماذا طرحتم في مجلس الأمن؟ نعرف أن الرئيس الجيبوتي اسماعيل غيللي توجه إلى مجلس الأمن لإحاطته علماً بالتطورات في الصومال. ماذا تتوقعون من مجلس الأمن؟ - رئيس جيبوتي زار مجلس الأمن وأبلغه بما جرى في عرتا بالتفاصيل وأخبرني فخامة الرئيس غيللي ان المجلس مهتم بالمبادرة وعودة الأمن والاستقرار إلى الصومال وانتخاب البرلمان وانتخاب رئيس الجمهورية. هذا ما حدث في مجلس الأمن. هل شعرت بأن مجلس الأمن والمجموعة الأوروبية اهملت الصومال طوال السنوات العشر الماضية؟ - فعلاً، هناك إحساس لدى الصوماليين بأن المجتمع الدولي أهمل الصومال سنوات. والآن نرى ترحاباً كبيراً من الجمعية العامة للأمم المتحدة والرؤساء والملوك الذين أتوا إلى نيويورك لحضور قمة الألفية لإعادة الأمن والاستقرار وانتخاب البرلمان الصومالي وانتخاب الرئيس. وهذا ما يشعرنا بأن الأسرة الدولية ممثلة في الأممالمتحدة ترحب وستقدم الدعم اللازم للشعب الصومالي. هل تناول لقاؤكم مع رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي مشكلة أوغادين؟ - رئيس الوزراء الاثيوبي حضر مشكوراً حفل تنصيب رئيس جمهورية الصومال والتقيته هنا في نيويورك، كما التقيت الرئيس الكيني دانيال آراب موي. وكما ذكرت في خطابي نحن نريد حسن الجوار واحترام السيادة من دون التدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة. وسنعمل من أجل الأمن والاستقرار في منطقة القرن الافريقي ومن خلال منظمة ايغاد. سنقوم بما في وسعنا لتنمية منطقتنا بما يعود لمصلحة الشعوب في هذه المنطقة. ماذا ناقشت في اجتماعاتك مع الرئيسين اليمني علي عبدالله صالح والسوداني عمر البشير؟ - الرئيس علي عبدالله صالح والرئيس البشير كانا في جيبوتي في مراسم تنصيب رئيس جمهورية الصومال، والتقينا هنا في نيويورك. أنا شاكر جداً لما قدماه من تأييد للصومال ومن دعم للشعب الصومالي في هذه المرحلة. كنتَ وزيراً للداخلية في عهد الرئيس السابق سياد بري، وهو عهد ينظر إليه كعهد ديكتاتوري. لماذا يثق فيك الصوماليون الآن؟ - على الشعب الصومالي أن يثق وقد اعطى ثقته لرئيسه وبرلمانه. أما إذا كنتِ تريدين شيئاً عن هذا العهد، فهو عهد استمر 21 سنة، وكل المثقفين الصوماليين من جيلي عملوا في هذه المرحلة سواء في دوائر الحكومة أو في الجيش أو في أماكن أخرى، وحتى اخواننا في الشمال، مثلاً الاخ محمد إبراهيم الرجال كان سفيراً في الهند وعبدالله يوسف عمل في هذا العهد، لأننا كنا نعمل لمصلحة وطننا وليس لمصلحة شخص أو فئة معينة. لكنك كنت وزيراً للداخلية، وهذا ليس منصباً ديبلوماسياً فقط؟ - نعم. نعم. كنت نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للداخلية لفترة قصيرة. لكن الشعب الصومالي هو الذي يحكم. ومن اقترف ذنوباً يجب ان يُحاكم على هذه الذنوب. أنا من الذين عملوا في ذلك العهد ولم أكن فقط وزيراً للداخلية، بل كنت وزيراً لسبع وزارات في الفترة من العام 1973 وحتى العام 1990 كنت أخدم وطني وشعبي. لكن كان ذلك عهداً ديكتاتورياً؟ - نعم كان عهداً ديكتاتورياً، كما كان عهداً ديكتاتورياً في بلدان عربية وافريقية. المناخ كان هكذا. وقد استفدنا من دروس الديكتاتورية ومن الدمار والخراب. الآن شعبي يريد الديموقراطية وهذا ما سنفعله إن شاء الله.