لا يزال بعض الصانعين الأوروبيين يحضّر لإطلاق موديل جديد يُدخله الى قطاع السيارات الأحادية الهيكل مينيفان المتوسطة-الصغيرة الحجم، بينما ينهمك بعض آخر في بدايات تسويق جديده في هذا القطاع. في تلك الأثناء، ستُطلق رينو الشهر المقبل الصيغة المحسّنة من موديل "سينيك" الذي إبتكر هذا القطاع أساساً في أوروبا خريف 1996. قد لا تكون مبالغة في القول بأن مدى نجاح "سينيك" 730 ألف وحدة حتى اليوم في إغراء شرائح إجتماعية مختلفة لإقتنائه، إما سعياً وراء تسعيره الأرخص من شقيقه الأكبر "إسباس"، أو وراء مرونة حجمه المعتدل في الإستخدام اليومي المديني، شقّ طريق النجاح أيضاً للموديلات الأخرى المنافسة له، إذ حضّر "سينيك" الأذواق لهذا النوع المختلف شكلاً وخدمة. طبعاً، إتسعت عروض هذا القطاع كثيراً في الآونة الأخيرة، لا سيما مع موديل أوبل "زافيرا" يتسع لسبعة ركاب، في مقابل خمسة في "سينيك" المبني على قاعدة "أسترا"، وفيات "مولتيبلا" الذي تتباين الآراء في تصميمه، وميتسوبيشي "سبايس ستار" الذي نزل الخريف الماضي، وسيتروان "بيكاسو" قاعدة "كسارا" الذي سيدخل صالات العرض أواخر السنة الجارية، و"تينو" قاعدة "ألميرا" الذي سينضم الى عروض نيسان الخريف المقبل. وإن جاز مد القطاع يمكن شمول موديل مرسيدس-بنز "آي كلاس" الأصغر خارجياً ولو إنتمى بمساحاته الداخلية الى القطاع المتوسط-الصغير ذاته والذي أخَّرَ الأيل السويدي الشهير إطلاقه من خريف 1997 الى شباط فبراير 1998 بعدما دجّجته مرسيدس-بنز بوسائل حماية كافية لتحويل أبصار الأيل الى مناظر طبيعية أخرى. من ناحية أخرى، حظي "سينيك" حديثاً ب"ميدالية" مميّزة في مجال الحماية، بحلول موديل "ميغان" الذي يمثّل "سينيك" إحدى فئاته البنيوية، في صدارة سيارات قطاعه في الإختبارات الأوروبية للحوادث المواجهة والمجانبة. بل تلك كانت ال"ميدالية" الثانية لرينو في تلك المسابقة، بعد فوز موديل "إسباس" أيضاً بصدارة السيارات الأحادية الهيكل الكبيرة الحجم. ويأتي "سينيك" مجهّزاً في صيغته المجمّلة الجديدة، وفي القائمة الأساسية في بعض الأسواق يستحسن التحقق في السوق المعنية، بأربع وسادات هوائية في المقدّم إثنتان مواجهتان وأخريان جانبيتان، مع أحزمة ذاتية الإنقباض تنقبض بضع ملمترات في حال حصول حادث لشد أي من الركاب وليس الأماميين وحدهما كما في سيارات أخرى كثيرة الى مقعده قبل رخي الحزام قليلاً منعاً لتضرر الصدر أو البطن من تفاعل الصدمة مع شد الحزام، علماً بأن مانع الإنزلاق الكبحي ABS سيتوافر بدوره في التجهيزات الأساسية لمختلف الفئات، مع توسيع قطر أقراص الكبح في المقدّم وتعميمها المؤخّر. ميكانيكياً، سيتوافر "سينيك" بخيارات محرّكات بنزينية تتدرّج سعات أسطواناتها الأربع 16 صماماً من 4.1 ليتر 95 حصاناً الى 6.1 ليتر 110 أحصنة ف0.2 ليتر 140 حصاناً في أقوى الفئات، إضافة الى خيارَي الديزل 9.1 ليتر في 4 أسطوانات،65 حصاناً أو 100 حصان مع التوربو، علماً بأن أياً من تلك المحرّكات متوافر بخيار العلبة اليدوية أو الأوتوماتيكية. وفي مجال التحسينات الشكلية والوظيفية، تُلاحظ طبعاً في البداية تغييرات المصباحين الأماميين الأكبر من السابقَين بوضوح، مع الثنية الهابطة عرضاً من زاويتَي الزجاج الأمامي الى فتحتَي تهوئة الصندوق، مروراً بتعديلات عملية وتجميلية مختلفة في المقصورة، كإضافة علبة قفازات صغيرة في أعلى لوحة القيادة، وصولاً الى باب الصندوق الخلفي الذي أصبح من الممكن فتح نافذته وحدها في الفئة العليا من الموديل. وأصبحت فئات الموديل كلها مجهّزة لتمكين ركّاب المؤخّر من تقديم مقاعدهم أو إرجاعها. وحظي المؤخّر في المناسبة بتنعيمات مختلفة سعى المصممون من خلالها الى الإيحاء، بصرياً، بتعريض السيارة، مع زيادة الشبه بعض الشيء من الشقيق الأكبر "إسباس". ويذكر أخيراً أن شركة رينو أطلقت "سينيك" وهي مستعدة لإنتاج 600 الى 700 وحدة يومياً، قبل أن "تطوف" الطلبيات على الموديل بمعدّل ألف طلبية يومياً... حتى بلغت اليوم نحو 1600 وحدة يومياً، أو ما يعادل 54 في المئة من مجموع مبيعات موديل "ميغان" ككل. ولا يتوقّع نزول الجيل التالي من "سينيك" يعرف برمز جي - 84 قبل العام 2003