مع إفتتاح معرض باريس الدولي للسيارات أول من أمس الخميس، والذي يستمر حتى 11 الجاري، إحتفلت العاصمة الفرنسية في الوقت ذاته بالذكرى المئوية الأولى لإطلاق أول معارض السيارات في العالم، والذي أقيم في حديقة التويلري بين 15 حزيران يونيو و3 تموز يوليو 1898. ويتزامن المعرض هذه السنة مع الذكرى المئوية الأولى لتأسيس رينو، إحدى أكثر الشركات العالمية إبداعاً في إبتكار أصناف جديدة من الموديلات مثل "إسباس" الثمانينات و"سينيك" الحديث. ومع عودة المعرض الذي يقام كل سنتين مناوبة بين باريس وفرانكفورت، تشهد السوق الفرنسية حالة إنتعاش بعدما سجّلت العام الماضي إنخفاضاً قياسياً لمبيعات لم تتعدَّ 71.1 مليون وحدة، إثر تخلي الحكومة عن خطة الدعم التي كانت معتمدة لتشجيع المبيعات. وتتوقّع الأوساط الصناعية نمو المبيعات في فرنسا العام الجاري 11 $، ونحو 3 في المئة في السوق الأوروبية. ولم تخفَ أهمية الحدث على الصانعين فجاؤوا بما لا يقل عن أربعين موديلاً جديداً أو مطوّراً لعرضها على المليون زائر المتوقعين هذه السنة. وتظهر ديناميكية العروض الفرنسية في ماركاتهم الثلاث. فلدى مجموعة "بي إس أ" بيجو وسيتروان يبرز مينيفان سيتروان "بيكاسو" قاعدة "كسارا" المنافس لرينو "سينيك" قاعدة "ميغان"، علماً بأن الأخير إشتق قطاع المينيفان المتوسط-الصغير الذي ستنضم أوبل إليه الربيع المقبل مع موديل "زافيرا" قاعدة "أسترا"، علماً بأن الأخير سيتميّز عن الأولين بتجهيزه بسبعة مقاعد 5 في الآخرين يمكن طي الأخيرَين منها في الصندوق. ولدى بيجو هناك طبعاً موديل "206" الجديد، إضافة الى تجميل مينيفان "806" وشقيقه سيتروان "إيفازيون". أما النماذج الفرنسية فأبرزها "فيل ساتيس" الذي تعبّر فيه رينو عن عدد من التوجّهات المستقبلية لأكثر من موديل مقبل لديها، بينما تعبّر سيتروان عن نظرتها الى السيارة المدينية الصغيرة في نموذج "سي 3". وعلى الرغم من كثرة الموديلات الجديدة والنماذج، قد تكون مرسيدس-بنز "إس" الجديدة نجمة المعرض الفعلية، فهي ليست مجرّد موديل جديد بل مجموعة تقنيات ووسائل حماية وراحة وترفيه لن يُستغرب معها توقّع مرسيدس-بنز رفع حصة موديل "إس" من مبيعات السيارات الفخمة العليا في العالم من 42 الى 50 في المئة. وقد لا يقف في مواجهة نجمة شتوتغارت الثلاثية إلا نجم آخر صاعد من مجموعة فولكسفاغن هذه المرّة، ولا يزال في مرحلة النموذج: بوغاتي "إي بي 118". فقد ضم صانع فولفسبرغ ماركةَ بوغاتي في آب أغسطس الماضي وجاء بنموذجه ذي الأسطوانات ال18، وبرسالة تُشبه التذكير بأن ماركة رولز رويس ستنتقل الى بي إم ف في 2003 ليست السبيل الوحيد الى القمّة التي سيوصل فردينان بيش مجموعته إليها