ليست في وارد إتحافك بثورة تصميمية جديدة، أو في إختراع قطاع جديد من السيارات. فموجة تصغير أحجام السيارات الأحادية الهيكل، والتي بدأت بهيكل كبير في أوائل الثمانينات مع رينو "إسباس" وكرايسلر "فواياجر"، لم تنتظر موديل دايوو "ماتيز" لتكتشف حسنات الإنسياب في الشوارع الضيقة، بل أصبحت رائجة مع موديلات مصغّرة عدة، بدءاً من رينو "سينيك" ومرسيدس-بنز "آي كلاس" في قطاع السيارات المتوسطة-الصغيرة، ونزولاً الى "ماتيز" وهايونداي "أتوس" في أصغر قطاعات السيارات حجماً. ماذا تريد "ماتيز" إذاً؟ لا تسعى جديدة دايوو الى برهنة أمور كثيرة، بل نقاط قليلة لا يطلب زبونها أكثر منها في أي من الأحوال. حجم صغير للقيادة المدينية، محرّك صغير بأسطوانات ثلاث ولا يتسع لأكثر من 796 سنتم 3 فلا يستهلك الكثير، ومساحة معقولة لأربعة ركاب ناضجين ومستعدين للتذكر بأنهم ليسوا جالسين في بيجو "806"، بل في سيارة صغيرة جداً. ولوزنها الصافي البالغ نحو 780 كلغ، لا بأس بقوّتها البالغة 50 حصاناً/5900 د.د. أو بعزم دورانها 69 نيوتون-متر/4600 د.د.. ف"ماتيز" موجهة أساساً الى أربع شرائح إستهلاكية محددة: - المستهلك الغربي المقيم في مدن مكتظة، ولا يحتاج الى أكثر من التنقل وسط شوارع مزدحمة في وسيلة نقل صغيرة، معقولة الراحة والإستهلاك، وأنيقة المظهر من دون أي إدعاءات فخامة أو ما شابه. لذلك أصاب جيورجيتو جيوجيارو، المصمم الإيطالي الشهير للسيارات شركة إيتالديزاين، في منح "ماتيز" تصميماً محبباً وعملياً من دون البحث عن مبالغة في تفنن قد ينال من الجوانب العملية في الإستخدام. - المستهلك العادي في الدول النامية حيث لا تتوافر بعد سيولة كبيرة للإنفاق على السيارات الجديدة الأكبر حجماً. وهو مستهلك يبحث أيضاً عن محدودية الإستهلاك وكلفة الصيانة مرة كل 16 ألف كلم في "ماتيز". - المستهلك الباحث عن سيارة ثانية أو ثالثة، ورخيصة، أياً تكن السوق. وفي تلك الحالة، ستلعب "ماتيز" دور سيارة التبضّع "الخفيف"، أو إيصال الأولاد الى المدرسة، أو سيارة الإستخدام العام في بحر الأسبوع. - المستهلك الفتي الذي سيحتاج الى سيارة رخيصة في مرحلة الدرّاسة. في تلك الأحوال كلها، لن تكون دوافع الشراء في قوّة المحرّك أو كثرة التجهيزات، بل في محدودية الكلفة وعملية الإستخدام، وصغر الحجم الخارجي مع مساحة داخلية معقولة والشكل اللطيف الحسن، لا أكثر ولا أقل. لذلك يجد زبون هذه السيارة هيكلاً لا يزيد طوله على 495.3 متر عرضه 495.1 وإرتفاعه 485.1 وقاعدة عجلاته 34.2، ومجهّز أساساً وفي مختلف فئاته في بريطانيا حيث تبدأ الأسعار من 6320 جنيهاً إسترلينياً، أي في أدنى أسعار السيارات الصغيرة بوسادتين هوائيتين في المقدّم، والتعزيز الهيدروليكي للف، وراديو/كاسيت ومقعد خلفي قابل للطي كلياً أو جزئياً لتوسيع مساحة الصندوق الخلفي الصغير 104 ليترات بسبب منح معظم مساحة المقصورة للركاب. لكن أهم ما في "تجهيزات" الموديل الكوري الجنوبي في بلد مثل بريطانيا ينبغي التأكد في الأسواق الأخرى، تغطيته بكفالة تُخجل صانعين كثيرين ومنهم أوروبيون كُثُر، وتبلغ ثلاث سنوات أو مئة ألف كلم كفالة عامة، مع صيانة مجانية وخدمة مساعدة ميدانية في كل تلك الفترة، وضريبة التسجيل والتشغيل للسنة الأولى. ومن الزوائد الممكنة إضافتها جهاز منع الإنزلاق الكبحي ABS والقفل المركزي والتحريك الكهربائي للنافذتين الأماميتين وعجلات الألومينيوم وفتحة سقف وجهاز تكييف. العلبة يدوية بخمس نسب أمامية، لكن سينضم إلى الموديل في السنة المقبلة خيار علبة نصف أوتوماتيكية بغيار يدوي إنما من دون دوّاسة تعشيق. وكان مشروع "ماتيز" بدأ صيف 1995، وتطلّب تنفيذه، من التصميم الإيطالي لدى إيتالديزاين في تورينو، الى التطوير في مركز دايوو التقني في وورثينغ في إنكلترا، 29 شهراً من الموافقة على التصميم الى بدء الإنتاج، علماً بأن السيارة أطلقت في بلاد الصانع الربيع الماضي، قبل بدء الإنتشار في الأسواق الخارجية، ومنها الأوروبية، الخريف الحالي. وكلّف مشروع التطوير مئة مليون دولار