يبدو ان اكثر العائلات اختلافا على الميراث هي عائلات الفنانين الراحلين، باعتبار ان الفنانين غالبا ما يتركون وراءهم ثروات فنية .. لا تعرف عائلاتهم قيمتها الا بعد رحيلهم. قبل اسابيع ظهر على شاشة التلفزيون المصري حسن درويش ابن الموسيقار الراحل سيد درويش، واتهم بشكل غير مباشر فروعاً في عائلة شقيقه محمد البحر درويش وابنه المطرب ايمان البحر درويش الذي اعتمد على اعمال جده في بداية ظهوره في ساحة الغناء المصري قبل نحو عشر سنوات، باحتكار تراث الوالد. وقال حسن درويش ان الذي ذاع وشاع من تراث والده، الذي رحل في الثلاثينات ويحسب له تطوير الموسيقى المصرية وتخليصها من رتابة الغناء التركي وركاكته، اعمال قليلة بالنسبة للتراث الذي تركه من ادوار وطقاطيق واغانٍ واوبريتات. وقبل ايام من حلول ذكرى وفاة الموسيقار محمد الموجي حسمت اسرته امرها وخلافاتها بالنسبة لميراثه وخصوصا مكتبه الذي يقع في بناية ضخمة في شارع الشواربي في وسط القاهرة. وكانت خلافات اسرية احتدمت بشأن وضع مكتب الموجي الذي استأجره منذ اكثر من ثلاثين عاما وشهد اعمالا ابداعية ومشاريع فنية وبروفات غنائية لعل آخرها "قارئة الفنجان" قصيدة نزار قباني التي لحنها الموجي وغناها عبدالحليم حافظ. واكد ابن الموسيقار الراحل الذي سار على درب والده في التلحين، الموجي الصغير ل"الوسط" ان اسرة الموجي حسمت خلافاتها في شأن المكاتب ورفضت بشكل نهائي عرضا من صاحب البناية قيمته مئة الف جنيه مصري نحو "ثلاثين الف دولار" للتنازل عن المكاتب. وقال إن جزءاً من المكتب سيخصص كمتحف يضم عود والده الذي كان يستخدمه في التلحين والنوطات الموسيقية للاعمال التي ابدعها، والتي تصل الى اكثر من الف عمل موسيقي، بالاضافة الى صور نادرة مع رؤساء وملوك عرب منها صورة مع العاهل المغربي الملك الحسن وصور تمثل ذكريات الموجي مع فنانين كبار على رأسهم ام كلثوم التي لحن لها اكثر من اغنية. وقال إن العائلة مهتمة الآن بجمع التراث الموسيقي للموجي خصوصا ان هناك اعمالا عدة اعطاها لمطربين لم يغنوها منها عشرة الحان للمطربة التونسية "سندس" التي اختفت مع هذه الالحان. واذا كانت عائلة الموجي استطاعت الابقاء على مكتبه فان مكتب الموسيقي الراحل بليغ حمدي في شارع بهجت علي في الزمالك تحول الى محل لبيع الاثاث الكلاسيكي.