أكد وزير الخارجية الاثيوبي سيوم مسفن في تصريحات أدلى بها ل "الوسط" رفض بلاده أي مقترحات أو مبادرة خارج نطاق مبادرة السلام التي اقترحتها منظمة الوحدة الافريقية، موضحاً ان أديس ابابا ومنظمة الوحدة الافريقية لن يقبلا أي تغيير أو تبديل في نصوص تلك المبادرة. وهاجم الوزير قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1227 معبراً عن أسفه لمساواته بلاده بما سماه "المعتدي الاريتري"، موضحاً ان أي قرار لا يتبنى ادانة المعتدي ومعاقبته لن يجد قبولاً من الشعب الاثيوبي. ونفى مسفن انتهاك بلاده اتفاق وقف الغارات الجوية الذي توصل اليه البلدان في حزيران يونيو الماضي، موضحاً ان الجانب الاريتري ظل يمارس شتى أنواع الاستفزاز لجر اثيوبيا الى معارك طويلة، وأن أسمرا ظلت طوال الأشهر التسعة الماضية تحشد امكاناتها لحسم الخلاف عسكرياً وذلك في الوقت الذي كانت فيه اثيوبيا تطرق أبواب السلام. ونفى ان تكون لاثيوبيا أي أطماع في اريتريا مشيراً الى اعتراف حكومته باستقلالها، وأوضح ان بلاده لو كان لديها أطماع توسعية لما اعترفت باستقلالها عن اثيوبيا، مؤكداً عدم وجود أي صلة للأزمة بميناء عصب. وقال ان اثيوبيا لديها أكثر من بديل للميناء المذكور وان الخاسر الأول والأخير من تخلي اثيوبيا عن استخدام الميناء هو اريتريا. وذكر الوزير مسفن ان اثيوبيا تنتهج سياسة الاقتصاد الحر وهناك تنافس بين عدد من الموانئ لاستقطاب البضائع الاثيوبية. ورأى ان أسمرا أخطأت في حساباتها عندما حسبت ان اثيوبيا لن تستطيع الاستغناء عن موانيها، و"اننا أثبتنا عكس الحسابات الاريترية وان العالم صار قرية واحدة، وان ديبلوماسية المصالح التي انتهجها نظام أسمرا فشلت وانهارت وان اثيوبيا استفادت من التجربة مع نظام أسمرا ووضعت خطوطاً عريضة تنطلق منها سياسة الاقتصاد الحر واعطاء فرصة أكبر للقطاع الخاص". وخلص الى ان هذه السياسة نجحت، وأصبحت الأسواق الاثيوبية للمرة الأولى تلبي حاجات المواطنين بأسعار مناسبة. وأضاف ان الحكومة تخلصت من الالتزامات التي كانت تدفعها في مقابل استخدام الموانئ الاريترية. وأوضح مسفن ان سياسة العداء التي انتهجتها اريتريا ضد كل من السودان واليمن وجيبوتي وأخيراً اثيوبيا أضرت بمصالح الشعب الاريتري، وان سياسات النظام جعلت اريتريا دولة منغلقة نتيجة تصدير المشاكل الى دول الجوار التي أغلقت حدودها مع اريتريا لتنعكس اثارها السلبية في مختلف المجالات على الجانب الاريتري. وأكد متانة العلاقات العربية - الاثيوبية، موضحاً ان علاقة بلاده بالعرب لم تتأثر على رغم محاولة الرئيس أسياس أفورقي الاساءة اليها. وقال ان قنوات الاتصال الديبلوماسي بين أديس أبابا والعالم العربي والجامعة العربية تزداد متانة وقوة، وأن أكثر من دولة عربية تنسق مع أديس أبابا لمعالجة قضايا اقليمية وايجاد حل لها. ونفى وزير خارجية اثيوبيا وجود أي دليل على تورط أي طرف عربي في النزاع الاثيوبي الاريتري، موضحاً أن أسمرا ربما تحاول توريط بعض الجهات في الصراع، مؤكداً ان بلاده لن تتردد في الكشف عن أي دولة تتورط في الصراع إذا ما ثبت ذلك لديها بالأدلة والبراهين. وجدد رفض بلاده قبول أي مقترحات خارج نطاق المبادرة الافريقية. وقال ان تعدد المبادرات يساعد أسمرا على التنصل من المبادرة الافريقية. وطالب الأسرة الدولية باتخاذ مواقف ايجابية والخروج من بيانات المجاملات. وقال ان أي قرار لا يتبنى أشياء جديدة مثل ادانة اريتريا ومعاقبتها لن تقبل به اثيوبيا. واستبعد اجراء أي حوار مع الجانب الاريتري ما لم ينسحب ويقبل بالمقترحات الافريقية. ودافع مسفن عن الخيارات التي انتهجتها بلاده، وقال ان اثيوبيا كانت مرغمة على استخدام الوسائل التي تصل الى مسامع أسمرا على حد تعبيره، وان فرص السلام على مدى تسعة أشهر لم تجد اذاناً صاغية من أسمرا وقال ان العمليات العسكرية ستستمر حتى تنسحب اريتريا من الأراضي الاثيوبية.