التميمي يُشارك في فعالية "الفضاء لتحقيق أهداف التنمية المستدامة"    مقتل 51 شخصا في انفجار منجم للفحم في شرق إيران    إشادة عالمية بفوز الهلال على الاتحاد في الكلاسيكو السعودي    الأمم المتحدة تحذر من "كارثة وشيكة" في الشرق الأوسط    شيخ شمل قبيلة السادة والخلاوية: نستلهم في اليوم الوطني ال94 النجاحات المُحققة للمملكة على مرّ الأجيال    القيادة تهنئ رئيس الفترة الانتقالية رئيس الدولة في جمهورية مالي بذكرى استقلال بلاده    "فلكية جدة": اليوم "الاعتدال الخريفي 2024" .. فلكياً    الربيعة يتحدث عن التحديات والأزمات غير المسبوقة التي تعترض العمل الإنساني    "الأرصاد" استمرار هطول الأمطار على جازان وعسير والباحة ومكة    نائب أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على هذال بن سعيدان    الموت يغيب مطوف الملوك والزعماء جميل جلال    البليهي: مشكلة الاتحاد انه واجه الهلال وكل المدافعين في اتم الجاهزية    رايكوفيتش: كنا في غفوة في الشوط الاول وسنعود سريعاً للإنتصارات    أخضر تحت 20 عام يبدأ التصفيات الآسيوية بالفوز على فلسطين    مئوية السعودية تقترب.. قيادة أوفت بما وعدت.. وشعب قَبِل تحديات التحديث    السيوفي: اليوم الوطني مناسبة وطنية عظيمة    صناديق التحوط تتوقع أكثر السيناريوهات انخفاضاً للديزل والبنزين    وزير الخارجية يبحث مع نظيره الجزائري الأوضاع في غزة    في كأس الملك.. الوحدة والأخدود يواجهان الفيصلي والعربي    ولي العهد يواسي ملك البحرين في وفاة خالد آل خليفة    "متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح والسلام في السودان" يؤكد على مواصلة العمل الجماعي لإنهاء الأزمة في السودان    «الأمم المتحدة»: السعودية تتصدر دول «G20» في نمو أعداد السياح والإيرادات الدولية    أمانة القصيم توقع عقداً لنظافة بريدة    وداعاً فصل الصيف.. أهلا بالخريف    «التعليم»: منع بيع 30 صنفاً غذائياً في المقاصف المدرسية    "سمات".. نافذة على إبداع الطلاب الموهوبين وإنجازاتهم العالمية على شاشة السعودية    دام عزك يا وطن    بأكبر جدارية لتقدير المعلمين.. جدة تستعد لدخول موسوعة غينيس    279,000 وظيفة مباشرة يخلقها «الطيران» في 2030    "قلبي" تشارك في المؤتمر العالمي للقلب    فريق طبي بمستشفى الملك فهد بجازان ينجح في إعادة السمع لطفل    اكتشاف فصيلة دم جديدة بعد 50 عاماً من الغموض    لا تتهاون.. الإمساك مؤشر خطير للأزمات القلبية    لعبة الاستعمار الجديد.. !    فأر يجبر طائرة على الهبوط    حل لغز الصوت القادم من أعمق خندق بالمحيطات    مسيرة أمجاد التاريخ    مركز الملك سلمان: 300 وحدة سكنية لمتضرري الزلزال في سوريا    ضبط 22716 مخالفا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    فلكياً.. اليوم آخر أيام فصل الصيف    إقامة فعالية "عز الوطن 3"    الابتكار يدعم الاقتصاد    تعزيز أداء القادة الماليين في القطاع الحكومي    صور مبتكرة ترسم لوحات تفرد هوية الوطن    الملك سلمان.. سادن السعودية العظيم..!    خمسة أيام تفصل عشاق الثقافة والقراء عنه بالرياض.. معرض الكتاب.. نسخة متجددة تواكب مستجدات صناعة النشر    تشجيع المواهب الواعدة على الابتكار.. إعلان الفائزين في تحدي صناعة الأفلام    مجمع الملك سلمان العالمي ينظم مؤتمر"حوسبة العربية"    "الداخلية" توضح محظورات استخدام العلم    مصادر الأخبار    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. تنظيم المسابقة المحلية على جائزة الملك سلمان    "الداخلية" تحتفي باليوم الوطني 94 بفعالية "عز وطن3"    يوم مجيد لوطن جميل    أحلامنا مشروع وطن    «الخواجات» والاندماج في المجتمع    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالفيحاء في جدة يستأصل بنجاح ورماً ضاغطاً على النخاع الشوكي    أبناؤنا يربونا    خطيب المسجد النبوي: مستخدمو «التواصل الاجتماعي» يخدعون الناس ويأكلون أموالهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



روى ل "الوسط" سيرته وقصته مع العهود السودانية . حسن الترابي يتذكر : كارلوس جاءنا بجواز ديبلوماسي عربي . ثورة الإنقاذ اعتقلتني ومصر نصحت بتأييدها
نشر في الحياة يوم 01 - 02 - 1999

كانوا ثلاثة في ثانوية حنتوب ولم يدر في خلدهم يومذاك أن اقدارهم ستختلط بقدر السودان وأنهم سيتركون بصماتهم على مصيره. والثلاثة هم جعفر نميري ومحمد إبراهيم نقد وحسن الترابي. سلك الأول طريق المؤسسة العسكرية وصعد في ثكناتها. وفي 25 أيار مايو 1969 قفز إلى السلطة ليحكم "القارة" السودانية على مدى ستة عشر عاماً. ارتاح الشيوعيون إلى وصول نميري لكن شهر العسل لم يدم طويلاً، فبعد عامين فقط سيحاول الشيوعيون الاستيلاء على السلطة، فيرد النميري بوجبة إعدامات ومطاردات دامية فتنتقل قيادة الحزب الشيوعي إلى نقد الذي سيمضي معظم أيامه متخفياً. وستكون بين النميري والدكتور الترابي قصة طويلة.
سيدخل الترابي السجن ثم يخرج منه ويشارك في الحكم ثم يعود إلى السجن. ثلاثة رجال وثلاثة أقدار ولا تكتمل الصورة إلا إذا أضفنا إليها زعامتي الحزبين التقليديين. واليوم صار نميري من التاريخ ولا يزال نقد متخفياً، فيما يقيم الترابي في مقعد رئاسة المجلس الوطني البرلمان في عهد "ثورة الإنقاذ" التي تكمل في 30 حزيران يونيو المقبل عامها العاشر. ويتولى الترابي منصب الأمين العام لحزب "المؤتمر الوطني" الحاكم.
منذ استقلاله العام 1956 يعيش السودان أسيراً لحربين: حرب الجنوب التي لا تهدأ إلاّ لتتجدد حاصدة المزيد من الضحايا ومستنزفة الخزينة الخاوية أصلاً. وحرب السلطة في الخرطوم حيث يبرع السودانيون في انتزاع الديموقراطية بانتفاضات شعبية ثم يبرعون في اضاعتها فيقفز العسكريون إلى السلطة. وهكذا بدت الديموقراطية مجرد فسحات بين العهود العسكرية التي استأثرت حتى الآن باثنين وثلاثين عاماً من الأعوام الثلاثة والأربعين التي مضت على الاستقلال. طبعاً مع الالتفات إلى أن الحكم الحالي يختلف تماماً عن حكم نميري وحكم عبود، فهو لم يغيّر الوجوه فقط، بل أيضاً المجتمع والحياة السياسية وقواعد اللعبة داخليا وخارجياً. ربما لهذا السبب يوصف الدكتور الترابي بأنه "اللاعب الأبرز والأخطر" على المسرح السوداني.
"لا مشكلة مع السودان، المشكلة مع الترابي"، "التعايش مع نظام الرئيس عمر البشير ممكن لكن الترابي هو العقدة"، "العسكريون مجرد واجهة والترابي هو المرشد والحارس وهو الممسك بالخيوط". عبارات يسمعها الصحافي في أكثر من عاصمة ويقرأها في أكثر من صحيفة. وبديهي أن يثير هذا الكلام حشرية الصحافي، خصوصاً حين يترافق مع اتهامات للسودان ب "ايواء الارهابيين" و"تصدير الثورة والعنف". وتتصاعد الحشرية حين تقصف الولايات المتحدة هدفاً في الخرطوم وتتحدث عن علاقة نظام البشير ب "النشاطات الارهابية لأسامة بن لادن". ودائماً تتجه الأصابع إلى "العقل المدبر" أي حسن الترابي.
كتب الكثير عن الترابي وحكي الكثير عنه، لكنها المرة الأولى التي يروي فيها الترابي قصة الترابي. في مكتبه في المجلس الوطني استقبل "الوسط" واتسع صدره لأسئلة كثيرة في أكثر من جلسة. تحدث عن نشأته ودراسته في الغرب وبداية انضوائه في الحركة الإسلامية. وتحدث عن علاقته بالعهود السودانية المتعاقبة وتجاربه في السجن والحكم. تطرق إلى علاقاته بأبرز اللاعبين على الساحة السودانية ولم يتردد في الإجابة عن أسئلة حساسة تتعلق بكارلوس وأسامة بن لادن والارهاب والاصولية والعلاقات مع مصر وموقفه من الغرب وعلاقاته بعدد من القادة.
وهنا نص الحلقة الأولى:
هناك جدل متزايد حول "التوالي السياسي" هل تقبلون فعلاً مبدأ تداول السلطة؟
- هذا اصبح التزاماً ودستوراً. الدستور مستنبط من الدين والحرية فيه جاءت من الدين وأنا التزم به. نحن الذين صنعناه وأجزناه هنا في المجلس الوطني ولا يمكن ان نكتب نصوصاً وننقلب عليها في الواقع. لسنا من الكذابين في الأرض.
هذا الدستور يمثل لنا قيم ديننا وتجربتنا والتزامنا. حرية الصحافة بدأت مع الدستور مباشرة. وعن حرية الاحزاب يقول الدستور انه سيصدر قانون للأحزاب يسمح بنشاطها شرط ان لا تقوم على الميراث وشراء الذمم بالمال ولكن على الحرية والشورى، وان تستخدم اللسان والقلم في المداولات والمجادلات وإقناع الشعب.
هل ينطبق هذا الكلام على الاحزاب التقليدية؟
- ايما حزب، وبعد ذلك يمكن ان يسميه منتقدوه تقليدياً رجعياً او تقدمياً متطرفا هذه خلافات لسانية. لكن السياسة حرة، والحرية مكفولة في ان تنتقد حزباً او تدخل فيه او تخرج منه.
هل يسمح بالوصول الى السلطة؟
- بالطبع، السودان فيه 26 حكومة اقليمية كل حكامها انتخبوا شعبياً ورئيس الجمهورية ينتخب شعبياً. نحن لا نعرف 99.9 في المئة في تجاربنا. حتى ادارة القبائل لن تكون وراثية في السودان والآن يصاغ قانون لهذا الغرض.
هناك لبِس في موقفك من الكويت ما مصدره؟
- مصدره كاتب كان يأخذ مني مقابلة وأخرجها كتاباً. وأخطأ في بعض المواقع. كتب مثلاً ان موضوع رسالة الدكتوراه في فرنسا هو موضوع DEA اي الدبلوم. وإذا قرأت الكتاب تظن انني لم احصل على الدكتوراه لكنه يسميني دكتوراً ويعلم انني حصلت عليها من باريس.
ثانياً، كنت اتحدث عن الوحدة العربية وقلت انهم قسمونا في اتفاق سايكس - بيكو ولم نقسم انفسنا وان العرب شيء واحد ولون واحد ودين واحد ولغة واحدة وطعم واحد واقتصاد واحد وأرض واحدة، وانه عيب على العرب ان يظلوا متفرقين في حين ان اوروبا الغربية التي علمتنا العصبية القطرية بدأت تتجمع الآن وهي اغنى منا وأكثر عدداً.
حدثته ان هذه البلاد كلها مصطنعة، فسألني عن الكويت، فقلت له لماذا لم تسألني عن اسرائيل وهي بلد مصطنع فرض علينا فرضاً. وقلت انها قد لا تبقى في هذه الأرض رغم ان القوى العالمية معها الآن، لكنها قد لا تبقى. وظن بعض الناس انني اتحدث عن الكويت ونسبوا الكويت الى ما قلت عن اسرائيل. ويا ليتني تحدثت عن ذهاب الكويت والسودان والدول العربية لأن ذلك يعني وحدة العرب وهو امر طيب.
لم تقل ان الكويت دولة مصطنعة؟
- لا. بلادنا كلها حدودها مصطنعة. وإذا سألتني يا اخي الكريم سأقول لك ان السودان بلد حدوده مصطنعة لم نحددها وكذلك البلاد العربية كلها وكذلك لبنان والشام ومعناها الشمال وكذلك الأردن. لم أقصد ان اسب بلداً او اهاجمه او أقول للبلد الذي يجاوره خذه بالقوة لأنه مصطنع لأن الآخر هو مصطنع ايضاً.
أنا ضد استخدام القوة في الوحدة. اسأل الله ان يوحد اهل السودان ويكونوا قوة سياسية واحدة لكنني افتح الحرية.
أنت ضد الوحدة بالقوة، هل نستطيع القول انك كنت ضد الغزو العراقي للكويت؟
- نعم. ولي تصريحات في هذا الامر وكان موقف حكومة السودان ايضاً ضد ذلك. لكنني كنت ضد جلب الاميركيين لمعالجة هذه المشكلة ورأيي أن يعالجها العرب وحدهم. ولو كانوا اعطوا انفسهم فرصة ثلاثة اسابيع او أربعة اسابيع لعالجوا القضية.
بعد هذه المسافة الزمنية، هل تغيّر موقعك من مسار الاحداث في الكويت؟
- كلا. انا ضد غزو العراق للكويت، لكنني مع وحدة العراق والكويت وغيرهما في اطار وحدة عربية. البريطانيون هم الذين اقتطعوا قطعاً لمصالحهم الاقتصادية. هذا امر يعرفه اي غبي.
ثانياً، انتهاز الاميركيين الفرصة بعد تحريضهم العراق والكويت، فهم لا يكترثون بأحد وانما يكترثون بأن لا تبلغ الصناعة العسكرية العربية اعلى من سقف احمر واطئ. كل العرب الآن ادركوا ذلك اذ خسر الجانبان اموالاً لا حصر لها ولو دخلوا بعشر عشرها في السودان لعرّبوا افريقيا كلها.
هل لديكم مشروع لأسلمة افريقيا؟
- أولاً الشيء الذي لا نفعله بالقوة هو ان نعرّب افريقيا. انا لست بريطانياً اغتصب السودان وأعلم ابناءه الانكليزية كرها.
تحاولون تعريب افريقيا؟
- لم لا؟ اللغة العربية دخلت افريقيا قبل آلاف السنين. والهيروغليفية اصلها عربي ولغة القرن الافريقي اصلها عربي. هل تكرهون ان تمتد لغتكم الى العالم؟ لماذا نسمح للبرتغالية والفرنسية والانكليزية ان تهيمن على افريقيا؟ وبعد ذلك الناس احرار في اديانهم. اريد ان احمل الافارقة طوعاً وبالحوار وبالدعوة مما هم فيه من وثنيات بدائية الى مناطق الدين الاسلامي. ولو اصبحوا نصارى لكانوا اقرب اليّ من ان يكونوا وثنيين ولو اصبحوا مسلمين فهم اشد قرباً اليّ.
نقل عنك انك تخرج من بيت الحكومة الى بيت الحكومة، من السلطة الى السجن، لكن السؤال هو لماذا اعتقلت بعد "ثورة الانقاذ"؟
- "ثورة الانقاذ" كانت تعامل كل الاحزاب وتقول ان نمطنا الحزبي الذي مضى لم يثمر خيراً ولم يؤسس على مناهج ومسؤولية بل على قيادات بعضها وراثي وبعضها بالمال. لم ترد ان تفرق بين الاحزاب. كان يمكن ان تخرجنا نحن والشيوعيين من ذلك الاعتقال لأننا على مناهج ولسنا على اموال او وراثة. لكن الشعب السوداني يعرف بعضه بعضاً ويكره التمييز. ادخلونا السجن وقالوا لنا هكذا نحن لسنا ضدكم ولكننا نريد ديموقراطية حقيقية. ادخلونا السجن معاً وأخرجونا معاً.
حوار في السجن
كيف ذهبت الى السجن؟
- في صباح اليوم ذاته اعتقلت مع كل الآخرين وذهبنا الى السجن العمومي في السودان. سجن كوبر. التقينا كلنا الشيوعي والاسلامي والأمة والاتحادي وكنت في حوار مع هؤلاء الاخوة وقلت لهم لا بد ان نغيّر السودان وان هذه هي المرة الثالثة التي نجرب فيها الاحزاب الوراثية التي تنقلب الى قبائل احياناً والى بيوت وتصطرع ولا تستقر لها حكومة. لماذا لا نتحد بمنهج واحد ونظام اختيار حر واحد وكلنا اهل دين. هذا ابوه كان مجاهداً طرد الاستعمار من البلد وإذا لم تتسم باسمه لما كان لك وزن وأنت ابوك رجل صوفية كبير.
قلت لهم تعالوا وأنا معكم، انا لست ضد اي طريقة صوفية في العالم لكنني لا اتطيف وأصبح طائفياً. اردت ان لا تقوم احزابنا على اسس شمالية فقط وأن لا تكون للرجال فقط وأن لا تكون لمنطقة او طائفة. أردت منهم ذلك ولكنني لم افلح.
كيف كانت العلاقات الشخصية داخل السجن. مثلاً هل التقيت هناك الأمين العام للحزب الشيوعي محمد ابراهيم نقد؟
- لا أريد ان أبالغ وأقول انه كان اقرب اليّ من الآخرين. اولاً نحن درسنا معاً وكنا نتحاور في السجن وكان يبحث وبدأ يتحرر من شيوعيته كما تحررت روسيا، لكنه لم يكن يقولها صراحة. هو مفكر وليس شيوعياً تابعاً تأتيه الافكار والأموال من الخارج. هو مفكر اعرفه منذ كنا طلاباً معاً في المدرسة الثانوية، كنت اتحاور معه، وحتى بعد خروجنا من السجن كان في بيتي وكنت في بيته وكنا نتحاور ايضاً.
كنتم تلتقون؟
- نلتقي. بدا كمن يراجع خياراته. انا اريد ان تدخل كل التجربة الشيوعية في تجربة الاسلام. لأنها تجربة بشر. هذه تجربة بشر والمسلمون أُمروا ان يذهبوا في الأرض ويبحثوا عن تجارب، والتجربة التي لا تتناقض مع قيمهم تجربة يأخذونها. كنت اريد ان أوظف الشيوعية لتجربة عمل الدين الاسلامي، ومن ذلك تجربة الشيوعية ضد الظلم الاقتصادي وللعاملين وهكذا.
هل تشعر بالاحترام تجاه نقد؟
- نعم.
هل هناك خيط حوار.
- هو اختفى، ولم يخرج من السودان. هو سوداني محض لا يخرج ولا يوظفه رئيس بلد يجاورنا ضد وطنه.
هو مختف حالياً في السودان؟
- نعم.
هل تبحث عنه السلطات لاعتقاله؟
- لا. هو لم يختف من سجن. كان حراً واختفى من بيته وله ان يختفي او يظهر. ولو ظهر اليوم لما دخل السجن.
لو ظهر غداً ستعود الى الحوار معه؟
- رئيس الجمهورية نفسه كان يتحاور معه.
كان نقد اقرب اليك من الآخرين؟
-ربما، لأنه كان اكثر حرية، كان يدخل على الدين حراً، وهؤلاء كانوا متورطين بالطبع بتاريخ وراثي. ولو كانوا رجعوا الى تاريخهم لكنت اقرب اليهم لأنني اقرب الى اصول الصوفية ومنهجها في ان تقدم المعنويات الدينية كما فعلت الحركة البروتستانتية في أوروبا الغربية، كنت اقرب الى الجهاد المهدوي الذي طرد البريطانيين وأقام دولة اسلامية ووحد السودان كله على الاسلام للمرة الأولى. والمهدي لم يجعل خليفته ولده.
كيف كانت علاقتك مع الصادق المهدي، هذه العلاقة المعقدة التي تمتزج فيها السياسة بالعلاقات العائلية؟
- كانت طيبة، ولو دخل السودان اليوم ستكون كذلك.
الصادق والميرغني
ماذا كان موضوع حوارك مع الصادق المهدي في السجن؟
- حوارنا كان في هذه القضية، ولكن تعذر عليّ ان يصل معي الى نقطة. انا لست حزبياً ولا يرهنني حزب. كنت انتمي الى الجبهة الاسلامية القومية التي كانت ولدت قبل اربع سنوات وليست لها عصبيات تشدها الى الوراء. وأهلها لا يرهنهم حزب بل يبحثون عن أي اطار يجمع الناس على مبادئ ورؤى معينة. كنت اتحاور معه في هذا الامر. وهو فيه انفتاح رغم انه مهدوي الا انه درس الأولية في كمبوني وهي مدرسة تبشيرية في السودان وتلتها دراسة في فيكتوريا في الاسكندرية مع قادة كثير من البلاد العربية ثم في اوكسفورد وكانت فيه نزعة اشتراكية احياناً لكن التقليدية وصمته. هو ينفتح.
هناك انطباع يفيد ان الصادق المهدي هو افضل في المعارضة منه رجل دولة. هل تعتقد ان تجاربه في الحكم لم تكن ناجحة؟
- جرب مرتين. لم تكن ناجحة ولكنه مفكر وهو أنفع ما يكون في النقاش. لكنني رأيته رئيساً للوزراء وأنا كنت وزيراً، ليس له منهج ولا يستقر على قرار ويتحرك كثيراً. هذه الحركة الكثيرة تنفع المجادلين لكن الحكام لا بد ان يكون لهم قرار.
هل تتضح هذه المشكلة في السياسة الداخلية فقط ام في السياسة الخارجية ايضاً؟
- في كل السياسة.
منهجه مضطرب؟
- منهجه كسياسة لحكم مضطرب. والناس كلهم يعرفون ذلك، لا تعرف هل هو مع العراق ام مع ايران مع مصر ام ضد مصر مع ليبيا ام ضدها مع الحبشة أوضد الحبشة مع اوغندا او ضد اوغندا. اشتراكي يريد ان يؤمم، رأسمالي يريد ان يعمم، اسلامي يريد ان ينزل الاسلام، ليس اسلامياً يريد ان يبعد الاسلام، مع الشريعة ضد الشريعة. اسأل اي سوداني سيقول لك ذلك.
والعلاقة مع الميرغني في كوبر؟
- الميرغني لم يتعلم تعليماً جامعياً، تلقى تعليماً عاماً في مدرسة خاصة بهم. وهو يتباعد من مباشرة السياسة الا من وراء حجاب. لا ادعي انه ورث الدين الختمي الصوفي كله. ليس فيه كل هذا الميراث الديني الصوفي انا عرفته عن قرب. وليس فيه كذلك كل التجربة السياسية الاتحادية منذ الاستقلال وقبله. لكن هو رمز لحركة سياسية تفتت غالبها. لأنها كانت دائماً في مناطق التعليم والتعليم يتيح التطور.
بعيداً عن السياسة، كيف كانت يوميات العيش في كوبر؟
- كانت طيبة.
ماذا كنتم تفعلون؟ تناقشون الشعر مثلاً؟
- احياناً. وكنا نقرأ القرآن احياناً.
من كان يؤم الصلاة؟
- كنت اصلي بهم. انا اكبر عمراً منهم ببعض سنوات. لا أبالي لو أمّني واحد منهم. انا احفظ القرآن.
كم قضيت في كوبر؟
- ستة أشهر في كوبر ثم فترة في البيت. وقالوا لي كما خرج محمد عثمان الميرغني تخرج. هو خرج من بيته الى المطار بجواز ديبلوماسي. وحتى اذا عاد يعود الى بيته عادياً. وأنا خرجت من بيتي الى المطار وعدت.
خرجت لتعود الى الحكم من حيث الفاعلية؟
- لم اخرج الى الحكم، خرجت للحوار العام. وأنا تحدثت مع قادة الضباط وقالوا نحن ابناء الاسلام ومعه، فقلت لهم ان الاسلام سيقودكم الى ان تنزلوا من السلطة وتفتحوها لحكم اتحادي يقيم حكومات وليس حكومة واحدة تحتكرونها، والاسلام سيطلب منكم ان تنزلوا بالمال، وإذا كنتم تسيرون على هذا النهج فأنا معكم وسأترك الجبهة الاسلامية القومية. وقالوا نعم نحن لم نأت للحكم، وقالوا جربنا الحكم العسكري المجرد في عهد عبود وجربنا الحزب الواحد الذي ضم العساكر والشيوعيين والاشتراكيين ولم ينجح.
العسكر والانقلاب
هل كنت تعرف الرئيس عمر البشير قبل الانقلاب؟
- لا، لم اكن اعرفه وهو ليس من دفعتي او بلدي. اعرف عنه لأن السودانيين يعرفون عن بعضهم كثيراً لكن لم اكن اعرفه.
ولم تكن تعرف النائب الأول لرئيس الجمهورية السابق اللواء الزبير محمد صالح؟
- لا. هو من شمال السودان وهو اصغر مني يرحمه الله.
هل كان عندك شعور بأن انقلاباً اسلامياً سيقع؟
- هم قالوا نحن ابناء الاسلام. القوات المسلحة بدأت تدرس دراسات اسلامية منذ ايام النميري ومنعت عنها الخمور كما منعت في البلد. وكما حدثتك اصلاً غالبية الطلاب كانت من التيار الاسلامي ومنهم من دخل الكلية الحربية او الجامعة.
قطعاً الجيش كان مرشحاً للاستيلاء على السلطة، على رغم ان قادته لم يكونوا اسلاميين. هم الذين اعدوا المذكرة ونظموا عمليات تنوير في كل القيادات للتحضير لانقلاب يقودونه. وعندما عبأوا الجيش بدأ يتمرد. ويقول ان هؤلاء القادة ليسوا صالحين.
كان خطأ سياسياً منهم لأنك انت حضَّرت الضباط. وقال الضباط ان هذا القائد لا يصلح والذي بعده في الترتيب غير نافع. لم يعجبهم القادة. وتهيأ المناخ للدفعة التي كانت بعدهم والرئيس عمر البشير كان عميداً وهو متقدم في دفعته. المناخ كان جاهزاً.
نفذوا الانقلاب. من كان في حركة "الاخوان المسلمين" معهم؟
- نحن عملنا بطريقة افضل. قلنا لا نقيم تنظيماً في الجيش، وليس اسمنا "الاخوان المسلمين" بل "الجبهة الاسلامية القومية".
من تعامل معهم من "الجبهة الاسلامية"؟
- ليس هناك واحد ينتظم معنا انتظاماً، فنحن لا نعمل انتظاماً في الجيش، بل في المرحلة الثانوية ومنها يدخل البعض الكلية الحربية.
هل فاوضوك مباشرة بعد اعتقالك؟
- قالوا لكل السياسيين اننا لا نريد بكم شراً. وعندما اطلقوا سراحنا فاوضونا.
من؟
- جاءنا ضباط كبار في البيوت. كنا محتجزين في المنازل وقابلوني انا والميرغني. الصادق المهدي لم يطلقوا سراحه بسبب محاولات اضراب تحالف فيها الشيوعيون وحزب الأمة، اصبحنا أنا والميرغني في الإقامة الجبرية في السجن. وتحدث معنا الضباط في منزلينا. زارنا الشهيد الزبير في السجن، لكن الامر كان جولة للاطلاع على احوال السجن.
هل الزبير اسلامي اساساً؟
- هو متدين. وقال الناس انه يعمل مع نميري. كلهم كانوا متدينين والحركة الاسلامية كانت قريبة منهم سياسياً وثقافياً وليس تنظيمياً.
هل كان الرئيس عمر البشير من "الاخوان المسلمين"؟
- لا، البشير بالذات لم يكن من "الاخوان المسلمين".
ونائب الرئيس السابق الزبير محمد صالح؟
- لم يكن من "الاخوان المسلمين".
من كان من "الاخوان"؟
- هذه المجموعة مؤلفة من اسلاميين. واحد منهم فقط كان منتظماً.
من هو؟
- واحد اخرجوه من المجلس. عثمان محمد الحسن. اعني ان بيته ينتمي الى الاخوان. الكلية الحربية شروطها صعبة وكان من الصعب على ضابط ان يعمل مع تنظيم دون ان يكشف. نحن لم يهمنا الأمر وجدنا تياراً عريضاً يسير في الاتجاه الاسلامي.
فاوضوك ثم اتفقت معهم؟
- لا، قالوا لي اننا مع الاسلام، وقلت لهم ان الاسلام يعني انه لا بد ان نعود الى الانتخابات وان الاقتصاد لا بد ان يكون حراً وليس اشتراكياً. وقالوا نتدرج في ذلك.
هناك انطباع انك مصدر القرار او شريك في القرار، ما مدى صحة هذا الكلام؟
- هذه اوهام في الخارج، فهم لا يؤمنون بالله، فمن يحرك الاشياء؟ لا بد من متآمر.
وان ما يحصل ليس من أمر الله وانما من بعض المتآمرين. ولأن هذا النظام ديني واسلامي يردون الأمر مباشرة الى ضرورة ان يكون هناك بابا. هذا هو تاريخ الغرب. الوهم الخارجي الغربي يبحث عن باباً.
اما وهم الداخل، فان هؤلاء القادة حصلوا على تأييد الاسلاميين منذ اعلنوا التزامهم، وفي بعض الحالات بمجرد ما ادرك اسلاميون ان هذه مجموعة متدينة او كانوا يعرفونهم شخصياً. بعد ذلك دخلت الجبهة الاسلامية ثم دخل اناس من الاحزاب. بدأت الحكومة تعقد مؤتمرات وتدير حوارات حضرت بعضها.
واعطيت لونك للعملية؟
- في البداية لم يكن واضحاً ما اذا كانوا اسلاميين ام لا، وأيدتهم مصر. وفي العراق قالوا لي ان اخوتنا المصريين قالوا لنا لا بد ان تؤيدوا هؤلاء الجماعة فقلنا لا بد انهم اميركيون. كان ذلك في مجلس التعاون مصر والعراق والأردن واليمن.
مصر كانت اول من ايد هذه الحكومة. لماذا؟
- لأنها اراحتهم من الصادق المهدي وخلافاته الحادة معهم ومن الشريعة ومن الترابي.
محاولات الفتنة
في الغرب يتحدثون عنك كمرشد للنظام؟
- نعم، لأن الغرب يعرف عن الدين انه اذا دخل في السياسة فهو كنيسة وان البابا هو الذي يحكم. يتذكرون الأيام الأولى التي اصطرعوا معها، والآن يريدون ان يفتنوا عمر البشير مع الترابي حتى يتخلصوا من الترابي لأنهم يكرهون الاسلام ولا يكرهون الحكم العسكري او الحكم الوراثي. هم يحسبون اننا كنيسة يجلس فيها البابا ويصرف الامور مثل البابا الذي حاربوه وطردوه من الحكم. هذه اوهام غربية، لا يعرفون شيئاً عن بلادنا. لا يدرسون تاريخنا ولا يعرفون لغتنا ونحن درسنا تاريخهم ونعرف دينهم ولغتهم.
في كل تجربة يظهر تيار متشدد وآخر معتدل بحكم الممارسة. قيل ان بين العسكريين تياراً معتدلاً ولكن التيار المتشدد محسوب عليكم شخصياً؟ ما مدى صحة هذا الكلام؟
- هذا ايضاً وهم كبير. الغربيون ينظرون احياناً الى الكبار سناً في الحركة الاسلامية والصغار، وفي ذهنهم ان الشيوخ هم المتشددون وإن تلطفوا، وان الشباب بعنفه وحماسه يريد ان يتشدد. إلا انهم لا يدرون ويأخذون معايير من تجارب اخرى ويريدون ان يطبقوها على السودان لكنها لا تفلح.
يتحدثون معي ويظنون انني أنافق، لأنهم يقدرون انه لا يمكن لارهابي ان يتحدث بمثل هذا الكلام. معاييرهم مضطربة، لأن الارهابي لا بد ان يكون متشدداً ولا بد ان يكون ارهابياً وبابا.
على سيرة الارهاب، من أتى بكارلوس الى السودان؟
- أتت به بلاد قريبة من اصولك وكان يحمل جوازاً ديبلوماسياً عربياً.
من أين جاء؟
- لا. لا اخوض في هذا الأمر.
لماذا استقبل؟
- كعربي يحمل جوازاً ديبلوماسياً في أيام كان اي عربي يدخل السودان من دون تأشيرة دخول. والديبلوماسي يحترم على العين والرأس. والعربي الديبلوماسي ان لم يكن ديبلوماسياً في سفارته غالباً ما يكون ديبلوماسياً سابقاً لا يزال يحمل الجواز الديبلوماسي ولكنه يريد ان يتاجر في السودان ويستثمر او سائحاً في السودان او مثقفاً يريد ان يحاور. هكذا نقدّر. لكنه ترك الفندق وأقام في شقة وطالت اقامته وبدأ رجال الأمن يتحرون عنه ولاحظوا في كلماته العربية نبرة ونطقاً غير عربي. بدأوا يرتابون فيه وأدركوا بعد قليل انه ليس عربياً ولا مسلماً.
ماذا كان اسمه في الجواز؟
- عبدالله بركات. عرفته الاجهزة وأوحت له من بعيد بأن يخرج من السودان، ثم انذرته جهات من بعيد بأن اهل الأمن في هذه البلاد قد يكونون عرفوا من أنت. وإذا عرفوك فربما يلقون القبض عليك فمن الخير ان تخرج وضغطوا عليه، ولكنه رفض ان يخرج وربما لم يجد ملجأ بجوازه العربي الديبلوماسي.
وفرنسا اصلاً تبحث عنه في كل العالم، وقال السودانيون للفرنسيين ان هذا الرجل لم يطلب منا لجوءاً سياسياً اصلاً وهو ليس عربياً ولا مسلماً، وليس مسلماً كالذين تسمونهم انتم ارهابيين جاؤوا من افغانستان حيث كانوا يقاتلون في سبيل الله ويستشهدون.
هذه قضية اخرى. والعالم بدلاً من ان يشكر السودان الذي لم يتحدث بكلمة عن الدولة العربية التي ابعدته وهي تعرف من هو. ارادت ان تتخلص من هذه المصيبة. لم تسلمه كي لا تتعرض لهجمات جماعته واختارت ان تلقي به على السودان. هذا اخوكم المسكين السودان اصبحتم تلقون عليه التهم.
طلبت فرنسا تسليمه وحصل ما حصل، ما هي المدة التي قضاها في السودان؟
- نحو عام.
وماذا كان يفعل؟
- بدأ يدخل في الاندية الليلية مثل النادي الأرمني وراح ينفق، ودخل بأخلاق لا نحبها نحن في السودان. وكان يبحث عن صديقات مع ان صديقته التي بدت كأنها زوجته كانت معه. السودان لم يتكلم مع البلد العربي ولم يذكر اسمه، وحتى الآن استحي من ذكر الاسم لأني لا اريد ذلك بين العرب. ورغم ان السودان اخرجه علناً وسلمه الا انهم يقحمون السودان في اي موضوع له علاقة بالإرهاب.
تحدث هو عن صفقة بين السودان وفرنسا؟
- هذا سخف منه. ولو كانت هناك صفقة فانه لن يدري عنها شيئاً فكيف بالعقل يمكنه ان يتحدث عنها. وليس بين السودان وفرنسا صلات سوى ان الفرنسيين يبحثون عن الذهب في السودان. لماذا يتلطفون بالسودان؟ لأننا لم نكن من مستعمراتهم ولا نكرههم لأنهم لم يستعمرونا ولم يقتلوا جدودنا مثل البريطانيين، وهم لا يكرهوننا لأننا لم نخرجهم بالمظاهرات والمجاهدات الجزائرية.
وهل طلب النظام السوداني من بن لادن المغادرة؟
- غادر بن لادن ولم يُخرج. وعرب آخرون غادروا السودان.
بينهم ابو نضال؟
- ابو نضال لم يدخل السودان اصلاً. بعض جماعته دخلوا السودان وقتلوا اميركيين في حادث فندق اكروبول قبل مجيء "ثورة الانقاذ" اي في ظل نظام سابق. هؤلاء ممنوعون من دخول السودان اذا عرفوا. ولا يقيم في السودان سوى عدد محدود من الفلسطينيين.
هل يوجد اصوليون جزائريون؟
- جزائريون؟ نحن لا نعرف جزائرياً نحن نعرف مغاربة.
ومصريون؟
- لا. لا احسب ان مصريين يوجدون في السودان. لم يظهر معارض مصري يكتب في صحيفة سودانية اصلاً منذ قيام عهد الانقاذ، اما المعارضة السودانية فكلها في مصر. والمعارضة التي تقاتل السودان قيادتها العسكرية في مصر واعلامها في مصر وصحافتها في مصر. وتفتح لها دواوين مصر ويشرفها الأمين العام للحزب الحاكم في مصر ويقول لها نحن معكم لاستئصال هذا النظام. اعتقد انكم لا تستطيعون نشر اكثر من ذلك
الاسبوع المقبل:
نعم حاورت بن لادن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.