كثيرون يعرفون إسم سيرجيو بينينفارينا من تصميمه لمعظم موديلات فيراري. بعضهم يعرف إسمه أيضاً من تصميمه سيارات سياحية أخرى أقل "تطرّفاً"، لكن أحداً لم يألفه بعد مصمماً ومنتجاً لسيارة رباعية الدفع من "طينة" ميتسوبيشي "باجيرو". صحيح أن ميتسوبيشي "باجيرو بينين"، كما يُعرَف إختصاراً لإسمَي الموديل والمصمم الإيطالي الشهير، لم يُصمم لدى بينينفارينا خارج الخطوط العامة للموديل المعروف بنجاحه في إستخداماته السياحية والخدماتية على السواء، لكنه في الوقت ذاته، ليس "باجيرو" عادياً، بل فئة مصغّرة الحجم وتتوجّه الى شرائح إستهلاكية محددة. أولى الشرائح التي يستهدفها الموديل الذي يتوقّع إنتاج نحو 35 ألف وحدة منه سنوياً في إيطاليا، هي شريحة السيدات اللواتي يتوقّع الصانع، على الأقل في أوروبا سوقه الأساسية، إنتزاعهن ستين في المئة من مبيعاته. ثانياً، يتوقّع أيضاً تحقيق معظم المبيعات في المدن وحولها، وليس في الأرياف حيث تسود الفئات الأكبر التي تنافس فيها ميتسوبيشي بموديلَي "تشالنجر" و"باجيرو" الأكبر. ويكفي النظر الى مقاييس "باجيرو بينين" لإدراك مدى طواعيته في البيئة المدينية، إذ لا يتعدّى طوله 735.3 متر، وعرضه 695.1 متر قاعدة عجلاته 28.2 متر. والأهم من ذلك كله هو تمتّعه خصوصاً بقطر لفة دائرية ممتازة للمدن، إذ تبلغ 8.9 متر، ما يختصر عدد المناورات اللازمة لوقف السيارة بين أخريين. هذا لا يعني بالضرورة بأن "نجل" ميتسوبيشي وبينينفارينا سيتقوقع في دور سيارة صغيرة للمدن وحدها. فعدا عن قرار إنتاجه لاحقاً بفئات بخمسة أبواب أيضاً، يتمتّع "الطفل" الياباني-الإيطالي بمساحة داخلية مقبولة لا للفئات العازبة فحسب، بل لعائلة صغيرة أيضاً، إذ يوجه تسويقياً الى معدّلات الأعمار المراوحة بين 25 و40 عاماً. لذلك يتمتّع "باجيرو بينين" مثلاً بمقعد خلفي قابل لتعديل الإنحناء في خمس درجات، مع إمكان طيّه جزئياً أو كلياً 50/50 لتوسيع مساحة الصندوق الخلفي من 166 ليتراً مساحة ضيّقة الى 801 ليتر 8.0 متر مكعّب بعد طي المقعد الخلفي كلياً. طبعاً، لا تطلب الكثير من مقعده الخلفي، فالسيارة صغيرة في نهاية الأمر. بمحرّك الأسطوانات الأربع المتسعة ل8.1 ليتر 118 حصاناً، والمنتمي الى عائلة محركات "جي دي آي" المعروفة لدى ميتسوبيشي بفاعلية تقنيتها المباشرة البخ، وبمحدودية الإستهلاك وقوة الأداء في آن، يمكن للرباعي الدفع الصغير بلوغ سرعة قصوى تناهز 167 كلم/ساعة، مع إكتفائه ب2.10 ثانية لتخطي المئة كلم/ساعة بعد الإنطلاق، ما يشكل رقم تلبية مرنة لسيارة من هذا القطاع. في المقابل، لا تعني مرونة الإستخدام المديني عجز "باجيرو بينين" عن مداعبة الدروب الوعرة، إذ يتمتّع بعلبة تحويل بين النسب الطويلة للقيادة العادية والقصيرة للمسالك الوعرة /أو الشديدة الإنزلاقية، مع إمكان التحويل أيضاً بين الدفعَين الخلفي والرباعي في أثناء السير. بوضعية 2H، يسير "باجيرو بينين" كأي سيارة خلفية الدفع. بالتحوّل الى 4H، يبقى الدفع خلفياً، لكن مع تحويل فائض العزم الى المحور الأمامي في حال بدء الإنزلاق الدفعي من المؤخّر، بواسطة وحدة التعشيق اللزج Viscous Coupling Unit بين المحورَين الخلفي والأمامي، لمعالجة الإنزلاقات المفاجئة والمحتملة على طريق عادية رطبة. بالإنتقال الى وضعية 4HLc، يُثبت التعشيق بين المحورَين ليبقى رباعياً بإستمرار، فوق أرضيات إنزلاقية لمسافة طويلة في الثلج أو الوحول على طرقات عادية. أما أقسى الظروف الإنزلاقية والوعرة، فتُعالج بوضعية 4LLc التي تُثبت التعشيق أيضاً بين المحورَين، لكن مع تحويل العلبة الى مجموعة النسب القصيرة التي تضاعف عزم الدوران الممكن إستخراجه من المحرّك في المسالك الوعرة، مع تقليص السرعة طبعاً. فوق ذلك، يُجهَّز بعض فئات "باجيرو بينين" أيضاً بعلبة تروس تفاضلية خلفية محدودة الإنزلاق Limited Slip Differential، لنقل فائض العزم من العجلة الخلفية المعرّضة للإنزلاق الدفعي أو الدوران هَوَساً على أرضية شديدة الإنزلاقية الى العجلة الخلفية الأخرى المقابلة لها. تُجهّز مختلف الفئات بوسادتين هوائيتين مواجهتين في المقدّم، وبكومبيوتر للإبلاغ، عند الطلب، بمعدّل سرعة السيارة وإستهلاكها والمسافة الممكن تخطيها بالكمية المتبقية من الوقود، مع إمكان طلب علبة أوتوماتيكية بأربع نسب أمامية ونظام ملاحة مع شاشة ملوّنة. بلغت نفقات مشروع "باجيرو بينين" 129 مليون يورو 130 مليون دولار، أنفقت ميتسوبيشي معظمها 93 مليون يورو، في مقابل 36 مليوناً من جانب بينينفارينا.