تطلّبت القيادة في المسالك الوعرة حتى الآن مهارات خاصة لتحسس وضعية الهيكل في بعض المآزق، وحسن التعامل مع منحدر حاد، صعوداً أو نزولاً، أو جانبياً، وإلماماً بعدد من المقوّمات التقنية، خصوصاً في مفاهيم علب التروس التفاضلية وعلب السرعات. لذلك فإن إنتقل كثيرون من سيارة الصالون سيدان الى أخرى رباعية الدفع، فإن كثيرين آخرين أحجموا عن الخطوة، لا خوفاً من الإختلاف بين النوعين فحسب، بل تحاشياً للمضي في تجربة إقتناء سيارة يرونها "معقدة" تقنياً، بعلب تروس تفاضلية مختلفة الأنظمة. وتلك شريحة لا يستهان بها تسويقياً، إذ تمثّل الباحثين عن أداء سيارة رباعية الدفع مع بساطة سيارة صالون في الوقت ذاته. لا يريدون لا "مراجل" ولا مباريات في "إمتحانات" تقنيات الدفع الرباعي. مع موديل "إم كلاس" الجديد الذي تنتجه مرسيدس-بنز في الولاياتالمتحدة، تنطلق مدرسة جديدة في تكنولوجيا الدفع الرباعي، مدرسة مبنية على بساطة الإلكترونيك، مقارنة بتعقيدات الميكانيك. وبينما تمنح "إم كلاس" الدفع الرباعي بإستمرار العزم موزع 50/50 بين المحورَين الأمامي والخلفي مع علبة تحويل Transfer case بمجموعتَي نسب طويلة للقيادة العادية، وأخرى قصيرة للمسالك الوعرة التحويل بكبسة زر عند توقف السيارة، فهي تختلف عن منافساتها كلها بنظام "4-إي تي إس" Four Wheel Electronic Traction System الذي يُغنيها عن أنظمة إيصاد علب التروس التفاضلية Differential lock الخلفية أو الأمامية لمنع تفاوت سرعة العجلات بفعل العزم لا الكبح بين المحورَين، وعن نظام علب التروس التفاضلية المحدودة الإنزلاق Limited slip differential الذي يحد من تفاوت سرعة عجلتَي المحور ذاته، وعن التعشيق اللزج Viscous coupling في علبة التروس التفاضلية الوسطى يحوّل فائض العزم من محور الى الآخر عند بدء الإنزلاق. لإلغاء أنظمة الإيصاد المختلفة تلك، يكتفي "4-إي تي إس" بإستغلال أجهزة رصد سرعة كل من العجلات الأربع، وهي تدخل أصلاً في عناصر نظام منع الإنزلاق الكبحي ABS، فلا تكاد تبدأ عجلة في الدوران بسرعة تفوق سرعة العجلات الأخرى حتى يتدخّل مكبحها ليضبط سرعتها بنعومة لا تُشعرك بتدخله. نتيجة لذلك ينتقل فائض عزم الدوران تلقائياً من العجلة المنزلقة الى الأخرى الأكثر ثباتاً. ويمكن أيضاً طلب نظام "إي إس بي" ESP إضافياً لرصد سلوك الهيكل من زوايا أخرى تتعدى سرعة دوران العجلات، إذ يرصد أيضاً حركة الهيكل والمقود فيتضاءل البخ عن المحرّك أيضاً لتخفيف العزم إذا حصل شرود في السلوك. داخلياً، يتميز الموديل الجديد بمقصورة أنيقة وعملية، مع لوحة قيادة لا تبعد أبداً عن منطق لوحة قيادة الصالون. التجهيز مريح حتى إبتداء من فئة القاعدة التي تضم كهربائية تحريك النوافذ الأربعة والقفل المركزي مع تحكّم من بُعد، وأربع وسادات هوائية إثنتان مواجهتان، وأخريان جانبيتان في البابين الأماميين، ومانع الإنزلاق الكبحي. وتتميّز المقصورة أيضاً بمرونة كبيرة تسمح بإستخدامها بعدد مختلف من المقاعد حسب الحاجة، إذ يأتي المقعد الخلفي في ثلاثة أجزاء مقعد لكل راكب يمكن طي أي منها لزيادة مساحة التحميل. أما إذا كان عدد الركاب هو الأولوية، فيمكن طلب تركيب مقعدين إضافييين في المؤخّر يطويان جانبياً لتتسع السيارة لسبعة ركاب. وبفضل تلك المرونة يمكن الحصول على مساحة تحميل تتراوح بين 1060 ليتراً 060.1 متر مكعّب في الوضعية العادية بخمسة ركاب، وهي مساحة توازي سعة صندوقَي سيارتَين كبيرتَي الحجم، الى 144 ليتراً مع سبعة ركاب، أو 2020 ليتراً بطي المقاعد كلها بإستثناء الأماميين. من ناحية المحركات تتوافر "إم كلاس" حتى الآن بخيارَي الأسطوانات الست V البالغة سعتها 2.3 ليتر وهو من عائلة محرّكات جديدة بثلاثة صمامات وإشعال مزدوج لكل من الأسطوانات، أو الأربع 16 صماماً المتسعة ل3.2 ليتر. ويتمتّع المحرّك الأول البالغة قوته 218 حصاناً/5000 د.د. وعزم دورانه 310 نيوتون-متر/3000 د.د. بمرونة ممتازة في التلبية مع علبته الأوتوماتيكية ذات النسب الأمامية الخمس. أما المحرّك الثاني فقوّته 150 حصاناً/5400 د.د. وعزم دورانه 220 نيوتون-متر/3800 د.د. وهو يأتي مع علبة يدوية بخمس نسب أمامية. وسينضم في الخريف المقبل خيار محرّك بثماني أسطوانات V سعتها 3.4 ليتر الخريف المقبل في الولاياتالمتحدة، وفي ربيع 1999 في أوروبا قوّته 272 حصاناً/5750 د.د. وعزم دورانه 390 نيوتون-متر بين 3000 و4500 د.د. أبرز مقاييس السيارة متر: الطول 587.4 والعرض 19.2 متر وقاعدة العجلات 82.2 وإرتفاع السقف 802.1 وعرض المحورين 555.1، وقطر اللفة الدائرية أرضاً 9.11. سعة خزّان الوقود 70 ليتراً، والوزن الصافي 1930 كلغ بمحرك 3.2 ليتر و1990 2.3 ليتر و2090 3.4 ليتر. زاويتا الإقتراب 5.29 درجة والإبتعاد 31 درجة، وإرتفاع أسفل الأرضية 8.22 سنتم 3.20 سنتم تحت المحورين. عمق المياه الممكن عبورها 50 سنتم .