وأخيراً أصبح المسرح جاهزاً للمجابهة التي طال انتظارها بين الرئيس بيل كلينتون وموظفة البيت الأبيض السابقة مونيكا لوينسكي... بإدارة المحقق الخاص كينيث ستار. إذ أن الإفادة "السرية" التي أدلت بها لوينسكي ستؤكد انه كان بينها وبين الرئيس علاقة جنسية دامت 18 شهراً، كما ستشير الى أنهما بحثا في الطرق الممكنة للتستر على تلك الحقيقة. ومن المرجح أن لا يحضر محامو لوينسكي جلسة المحكمة التي ستستمر لأيام يستمع خلالها المحلّفون الى أقوالها. لكن في وسعها أن تخبرهم بما يجري داخل قاعة المحكمة وأن تستشيرهم في أفضل الطرق للرد على الأسئلة في اليوم التالي. وقد بات من المؤكد ان يدلي الرئيس كلينتون نفسه بشهادة في 18 الشهر الجاري انما بواسطة شريط فيديو. وكان المحقق الخاص كينيث ستار وافق قبل أيام مع محامي لوينسكي على منحها حصانة قضائية، مما يعني أنها لن تحاكم بسبب أي شيء قد يرد في افادتها. كذلك وافق ستار على منح الحصانة نفسها لوالدتها مارسيا لويس. وفي هذه الأثناء قال بلاتو كاشيراس المحامي الرئيسي في هيئة الدفاع عن مونيكا ل "الوسط": "ان مونيكا ستقول الحقيقة ولن تدلي بأي شهادة زور". أما مايكل مكاري الناطق باسم البيت الأبيض فرد على سؤال "الوسط" عما ستقوله لوينسكي في المحكمة بقوله: "ان محاميها أعلن انها ستدلي بإفادتها وستقول الحقيقة كاملة. وإذا ما فعلت ذلك فإن الرئيس لن يواجه أي مشكلة اطلاقاً". لكن صحيفة "واشنطن بوست" نقلت عن "مصدر وثيق" في البيت الأبيض قوله: "ان الناس يفترضون ان الرئيس لم يقل الحقيقة، لكنهم يفترضون أيضاً ان لوينسكي غير متزنة العقل. ولهذا فإذا ما أصر كلينتون على موقفه الذي أعلنه منذ أشهر حين نفى وجود علاقة جنسية بينه وبينها، لن يصدقه الناس الآن. لكنهم في الوقت نفسه لا يريدون استمرار هذه المهزلة مما يعني أنهم لا يريدون اتخاذ أي اجراءات قانونية ضد الرئيس مثل مقاضاته وعزله من منصبه". ويبدو أن لوينسكي ستبلغ هيئة المحلفين أن الرئيس ومستشاره القانوني ديفيد كيندال لم يطلبا منها أبداً أن تدلي بشهادة زور أو تكذب عن علاقتها بالرئيس. كما أنها ستؤكد ان الصفحات الثلاث التي كتبتها وأعطتها لصديقتها ليندا تريب عن أفضل طريقة لمواجهة تهمة العلاقة الجنسية مع كلينتون كانت ملفقة ولم تكن تستند مثلما ذكرت سابقاً الى أحاديثها مع الرئيس. إلا أن المحادثات التي جرت بين لوينسكي ومحاميها من جهة والمحقق الخاص من جهة ثانية في نيويورك وحصلت إثرها على حصانة قضائية، تشير الى أن لوينسكي وافقت على الاعتراف أمام هيئة المحلفين بأنها كذبت في شهادة سابقة حين قالت انه لم يكن بينها وبين الرئيس أي علاقة جنسية. لكن المشكلة التي ستواجه المحلفين هي الاتفاق على مفهوم وتعريف مصطلح "العلاقة الجنسية". كذلك ستعترف في افادتها بأنها بحثت مع كلينتون في طريقة تحويل الأنظار والاهتمام بعيداً عن العلاقة بينهما. وتعود قصة مونيكا الى أواخر العام 1995 حين وصلت الفتاة اليهودية الى واشنطن آنذاك بعدما عاشت حياة بائسة مع أسرتها وبعدما انتهى زواج والديها الى الطلاق. والتحقت مونيكا بإحدى الجامعات المحلية، لكنها لم تكن محبوبة بين زملائها. لكن والدها وهو جراح ثري أقنع أحد الأثرياء اليهود في نيويورك ممن يقدمون التبرعات السخية لحملة الديموقراطيين الانتخابية، بالبحث عن وظيفة لها في البيت الأبيض. وبدأت العمل هناك سكرتيرة. لكن الموظفات الأخريات لاحظن عليها شغفها الشديد بالرئيس فتم نقلها الى البنتاغون. وهناك التقت ليندا تريب التي سبق لها أن عملت في البيت الأبيض أيضاً قبل انتقالها الى وزارة الدفاع. ومع أن مونيكا أصبحت تعمل في البنتاغون فانها تمكنت خلال الأسابيع القليلة الأولى التي تلت نقلها من البيت الأبيض، من زيارة المبنى 35 مرة. وفي الأحاديث التي جرت بين لوينسكي وتريب اعترفت الأولى بوجود علاقة بينها وبين الرئيس. وقد انفضح الأمر حين تبين أن تريب كانت تسجل خلسة جميع المحادثات مع لوينسكي من دون علمها على أشرطة بانتظام. وهكذا أصبح السؤال الذي يشغل بال الجميع الآن هو ما الذي حدث بين مونيكا وبيل؟ يقول ناتانال سبايتس المحامي الأسود الذي توجه اليه فيرنون جوردان صديق كلينتون مع مونيكا لاملاء افادتها أمامه في حديثه الى "الوسط": "اقتنعت مما قالته لي أنها كانت تعترف بالحقيقة وهي انه لم يكن بينها وبين كلينتون علاقة جنسية. ولهذا قررت صياغة افادتها طبقاً لما قالته لي. وبعدما قرأتها وافقت على ما جاء فيها ثم وقعت عليها. ولهذا فالمسألة القانونية الآن في رأيي هي ماذا يعني اصطلاح "علاقة جنسية". اذ أن هذا الاصطلاح خاضع لتغيرات مختلفة". وحين انفضحت قصة مونيكا وبيل بعدما سلمت ليندا تريب تسجيلات محادثاتها مع مونيكا الى كينيث ستار اضطرت لوينسكي الى الاختفاء عن الأنظار بسبب المطاردة الإعلامية التي تعرضت لها. وعلى الفور كلف والدها أحد أصدقائه وهو المحامي اليهودي ستانلي غينسبيرغ بالتوجه الى واشنطن لتولي شؤونها والدفاع عنها. وبنصيحة من غينسبيرغ قرر والدها في ما بعد تكليف اثنين من أشهر محامي واشنطن وهما بلاتو كاشيراس وجيكوب شتاين تولي الدفاع عنها بعدما تعقدت القضية وصارت لوينسكي نفسها تجابه احتمال توجيه تهمة التزوير في شهادتها اليها. وسط كل ذلك لا تزال شعبية كلينتون في ارتفاع. اذ أن كثيرين من الأميركيين يعتبرون ستار ألعوبة في أيدي الجمهوريين، وأن همه الوحيد هو اقناع الكونغرس بمحاكمة الرئيس وعزله أو اجبار الرئيس على الاستقالة. لكن هذه المهمة ليست سهلة. اذ أن الكونغرس سيبدأ عطلته الصيفية قريباً. وبعد عودة اعضائه سينهمكون في الحملة الانتخابية استعداداً لاختيار جميع أعضاء مجلس النواب وثلث أعضاء مجلس الشيوخ وثلث مجموع حكام الولايات، في الانتخابات التي ستجرى في شهر تشرين الثاني نوفمبر المقبل، ولهذا فمن المستبعد أن يكون اقتراح محاكمة كلينتون من البنود المطروحة أمام الكونغرس الجديد. ومع ذلك فالغيب علمه عند الله... من يدري؟ زعماء ... وعاشقون " "أمام ما يحدث أمامنا، تبدو حكاية الملك إدوارد الثامن، دوق وندسور وحكاية زواجه من الأرملة الاميركية وتخليه عن العرش من أجلها، لعبة اطفال". هذا ما قاله وزير بريطاني عريق في اوائل الستينات حين انفجرت "فضيحة" وزير الحربية بروفيومو وعشيقته هيلين كيلر. يومها سقط الوزير ودخلت الحكاية الاسطورة وتذكر الناس من جديد ان السياسيين ليسوا فقط رجال عقل ومؤتمرات وخطابات، بل هم بشر من لحم ودم، يحبون، يعشقون، يغضبون، يمارسون الحب، ويخطئون مثل بقية خلق الله. لقد احتاج الناس لفضائح كثيرة ولحكايات اكثر حتى يعتادوا على تلك الفكرة. ولكن التعوّد كان اختيارياً على اي حال، تبعاً لمكان "الحادثة" ومستوى "الضالعين" فيها. من هنا، لن يصدق كثيرون حتى الآن ان الرئيس جون كيندي "الزوج المخلص" - ظاهرياً لإحدى أروع نساء القرن العشرين، جاكلين كيندي، كان على علاقة بإمرأة لا تقل عنها روعة ان لم تضاهيها مارلين مونرو، وربما كانت تلك العلاقة سبب "انتحارها". وحتى الآن، لا يزال هناك من يستنكر ان يكون فرانسوا ميتران اعترف، قبل رحيله، بأن له عشيقة، واكثر من هذا له ابنة من تلك العشيقة تحضنها زوجته وابناه الشابان بل ان مازارين، ابنة ميتران غير الشرعية صارت نجمة في المجتمع الفرنسي، ونشرت رواية شبه بيوغرافية. اما صورة ميتران فاهتز طابعها العقلاني لتأخذ طابعاً فضائحياً مدهشاً. اما فاليري جيسكار فيروي كثيراً عن عمليات تسلل ليلية قام بها لمنزل عشيقته، كما يحكى عن علاقة مفترضة بين الرئيس جاك شيراك وكلوديا كاردينالي. ولم يعدم رونالد ريغان الرئيس الاخلاقي المحافظ حكايات عن غراميات له. ويدخل مصمم الازياء فرانشكو سمالتو السجن لانه ساعد رئيس الغابون عمر بونغو في الحصول على عشيقات. وتطول لائحة الزعماء ذوي الفضائح الغرامية او الجنسية بشكل قد يريح الرئيس كلينتون في معمعة مونيكا. في عالمنا العربي مثل هذا الامر يعتبر من المحظورات لكننا لو ذهبنا بعيداً، ستطربنا حكايات الملك المصري السابق فاروق، تارة مع ليلى مراد، وتارة مع كاميليا. وسنتذكر حكاية المشير عبدالحكيم عامر مع برلنتي عبدالحميد، ثم عبثاً نحاول ان نتحرى عن حكايات اخرى، حتى وان كان ما يقال ان الرئيس اللبناني كميل شمعون كانت له غير عشيقة من سيدات المجتمع. وامام حكايات مثل حكاية اليوناني باباندريوس، اين يصبح الخجل الذي أرادنا بعض الغلاة ان نحسّ به ونحن نقرأ رسائل غسان كنفاني الى غادة السمّان، الرسائل التي "تجرأت" الكاتبة على نشرها لتقول فقط، ان رجل السياسة والفكر، يمكنه ان يعشق وان يحب، وان يعيش حياة عاطفية مثل باقي البشر؟ من يصدّق الاميركيون ؟ لم يعد خصوم الرئيس الاميركي كلينتون وحدهم يعتقدون بأن أيامه في الحكم باتت معدودة. وإثر الإعلان عن أنه سيدلي بأقواله في التحقيق في 18 آب أغسطس الجاري، بدأت شبكات التلفزة والكابل الاميركية تنفض الغبار عن أفلامها الارشيفية التي تصور الرئيس الراحل ريتشارد نيكسون عندما كان ينفي بشدة حصول أي شيء يتعلق بفضيحة ووترغيت التي انتهت بإطاحته. وبدأ الاقبال يرتفع بدرجة جنونية على إجراء المقابلات مع المستشارين الحاليين والسابقين والموظفين السابقين في البيت الابيض ومجلس الامن القومي الذين كانوا على صلة وطيدة برئيس الدولة الاقوى في العالم. ومع أن ذلك لا يوحي بأن نهاية كلينتون باتت محتومة، إلا أن احتمالات الخسارة تبدو واردة، بل راجحة. وتكمن محنة الرئيس كلينتون في أن الصفقة التي نجح المحقق ستار في التوصل اليها مع لوينسكي تلزمها بأن تعيد على مسامع أعضاء هيئة المحلفين الكبرى ما يتضمنه الاتفاق الذي يمنحها حصانة من مواجهة أي اتهامات جنائية. ويعني ذلك أنه لن يكون بمستطاع مونيكا التراجع أو تغيير ما قالته في وثيقة الحصانة. غير أن الآنسة لوينسكي تعاني مشكلة مصداقية مثل كلينتون نفسه. فقد نفت - بعد حلف اليمين - وجود أي علاقة جنسية بينها وبين الرئيس. ولهذا فهي ستكون هدفاً سهلاً بالنسبة الى محاميي الدفاع. وقال ريتشارد ثورنبيرغ النائب العام الاميركي السابق إن مشكلة كلينتون أن القاضي ستار تمكن على مدى الأشهر الستة الماضية من جمع معلومات ضخمة جداً من خلال التحقيق مع موظفي البيت الابيض ودفاتر الزيارة والمقابلات الخاصة بموظفي البيت الابيض. وتجاوز تقرير ستار عن القضية حتى الآن 200 صفحة، وذلك قبل أن يدلي الطرفان الاساسيان في القضية بشهادتهما. ولا يسع المحقق أن يحلم بامكان توجيه تهمة جنائية الى كلينتون، إذ إن الدستور الاميركي يمنح الرئيس حصانة ضد التهم الجنائية أثناء قيامه بمهماته الرئاسية. غير أن خياره الوحيد يتمثل في إرسال تقريره النهائي الى اللجنة القضائية في مجلس النواب الاميركي لتقرر هل يتعين توبيخ الرئيس أم اتخاذ أي إجراء آخر ضده. والمعروف أن التهمتين الرئيسيتين اللتين يواجههما كلينتون هما: الكذب بعد حلف اليمين في شأن علاقته الجنسية المزعومة مع لوينسكي، وتحريضها على أن تشهد زوراً بما يعيق سير العدالة. وعلى رغم أن الفرص متوافرة لنجاة كلينتون، إلا أن مشكلته الحقيقية أن لوينسكي التي كانت حليفاً تحولت شاهد اتهام ضده. ومن المؤكد أنها ستتحدث أمام هيئة المحلفين الكبرى ليس عما دار بينهما فحسب، وإنما عما قاله لها في سياق مساعيه لتفادي استفحال الفضيحة. غير أنه يبدو إن ستار لم يعثر من خلال تحقيقاته مع موظفي البيت الابيض على خيط قوي يدل على فضائح مماثلة للرئيس. وسيصبح متاحاً للأخير أن يتمسك بنفي إقامة أي علاقة مع لوينسكي. وحينئذ ستصبح القضية: أيهما يصدّق الاميركيون؟ الرئيس؟ أم عشيقته المزعومة؟ وفي كل حال سيتعين على ستار أن يقدم أدلة قاطعة على أن كلينتون سعى الى إعاقة مجرى العدالة، وهي تهمة تكفي الادانة فيها الى تبرير المطالبة بتوبيخ الرئيس. لكن إدانته بتهمة إقامة علاقة مع لوينسكي لا تكفي وحدها لتوبيخه، حسبما تشير نتائج استطلاعات الرأي. ويذكر أن ستار "الجمهوري" يواجه اتهامات على نطاق واسع بعدم الحياد وبأن له مصلحة في تدمير الرئيس "الديموقراطي" هيلاري والضربة القاضية؟ تتوقف حظوظ الرئيس بيل كلينتون في تجاوز فضيحة مونيكا لوينسكي الى درجة كبيرة على القرار الذي ستتخذه السيدة الاميركية الاولى إذا أكدت مونيكا أنها أقامت فعلياً علاقة جنسية مع كلينتون. ومن المحتمل أن يغفر الاميركيون لرئيسهم نزواته وشبقه الجنسي، غير أن هيلاري كلينتون 50 عاماً قد تجد نفسها في وضع لا تستطيع معه قبول مزيد من هذا التوتر في علاقاتها الزوجية والاجتماعية. وإذا قررت أن تطلب الانفصال عن زوجها فسيكون وقع هذه الخطوة الافتراضية أشد تأثيراً وتدميراً لفرص نجاح كلينتون في التغلب على مضاعفات الفضيحة. ومن شأن خطوة من هذا القبيل أن تثير الرعب في أسواق المال، خصوصاً الاميركية. وكان الاعلان عن توصل المحقق ستار الى اتفاق مع مونيكا لتمكينها من الادلاء بشهادتها من دون مواجهة اي اتهامات جنائية قد أسفر عن هبوط شديد في أسعار الاسهم والسندات الاميركية. ومن شأن أي خطوة نحو الانفصال من جانب هيلاري كلينتون أن تزيد الى درجة كبيرة احتمال اضطرار الرئيس كلينتون الى التقدم باستقالته. ويتوقع في حال حصول ذلك أن يصبح آل غور نائب الرئيس أقوى رجل في العالم. غير أن هذا السيناريو قد لا يتحقق بالطبع، لأن ثمة فرصة في أن يخرج كلينتون سالماً. كما أن ثمة احتمالاً كبيراً أن تقرر هيلاري البقاء الى جانب زوجها في هذه اللحظات الصعبة حتى إذا دين في التحقيق الحالي. والواقع أن غالبية زوجات كبار السياسيين في العالم تفضل التزام جانب الأزواج على رغم الفضائح المدوية التي تحيل حياة الزوجين جحيماً. وقد تتدخل قوى خارجية - كقيادة الحزب أو الأسرة وأصدقاء الزوجين - للضغط على الزوجة للبقاء مع زوجها لضمان عدم تدمير فرص الحزب في الحياة النيابية والسياسية. كما أن إصرار الزوجة على ملازمة زوجها صاحب الفضيحة تكسبها شعبية أكثر لأنها تظهرها بمظهر الزوجة التي صفحت عن زوجها وغفرت له نزواته. وفي كثير من الحالات تفضل زوجة السياسي المفضوح البقاء بجانبه حتى لا تفقد بريق الحياة. وقد تفضل الزوجة في هذه الحال التمسك بالأمل في أن ينجح الزوج في إعادة بناء حياته السياسية . كما أن بعض الزوجات تعودن الوقوف مع أزواجهن مهما تكن فداحة الفضائح التي تعصف بمستقبلهم السياسي. وفي حالات أخرى تجد الزوجة أن الأضواء والحملات الاعلامية التي تواكب الفضيحة التي أطاحت زوجها تمثل بالنسبة اليها فرصة العمر في أن تصبح الطرف الأقوى في العلاقة الزوجية. وفي حالات نادرة تستغل الزوجة الوضع لتحقق طموحها السياسي لنفسها. على صعيد آخر، كشف النقاب أخيراً عن أن ليندا تريب 42 عاماً الموظفة السابقة في البيت الابيض التي سربت سر العلاقة بين مونيكا وكلينتون عميلة سابقة في وكالة الاستخبارات العسكرية الاميركية. وقد استغلت تدريبها على مهمات الاستخبارات في استدراج مونيكا لوينسكي لتصارحها بسر علاقتها مع الرئيس، واستطاعت بعدما فازت بثقتها أن تسجل محادثات هاتفية دارت بينهما ليندا ومونيكا لمدة تزيد على 20 ساعة. وكانت تريب - وهي مطلقة وأم لطفلين - قد انقلبت على كلينتون بعدما تقرر نقلها من وظيفتها في البيت الابيض الى مسؤولة عن العلاقات العامة في وزارة الدفاع البنتاغون. وتشير وثائق في واشنطن الى أنها كانت تعمل قبل التحاقها بالبيت الابيض سكرتيرة لضابط برتبة ميجور جنرال في مقر قيادة القوات المتحالفة المخصصة لحماية وسط القارة الاوروبية. وفي 1988 نقلت الى قيادة استخبارات الجيش. واختيرت لاحقاً لتشغل وظيفة في "القوة دلتا" التي ينتقى رجالها بعناية بالغة للقيام بمهمات مكافحة الارهاب. غير أن مشكلة تريب الحقيقية تتمثل في أن قوانين ولاية ماريلاند - حيث تقيم - تحظر تسجيل المحادثات الهاتفية، وهو أمر قد يودي بها الى السجن في نهاية المطاف.