«الاستثمار العالمي»: المستثمرون الدوليون تضاعفوا 10 مرات    قيود الامتياز التجاري تقفز 866 % خلال 3 سنوات    رئيسة (WAIPA): رؤية 2030 نموذج يحتذى لتحقيق التنمية    سعود بن مشعل يشهد حفل "المساحة الجيولوجية" بمناسبة مرور 25 عامًا    السد والهلال.. «تحدي الكبار»    ظهور « تاريخي» لسعود عبدالحميد في الدوري الإيطالي    أمطار على مكة وجدة.. «الأرصاد» ل«عكاظ»: تعليق الدراسة من اختصاص «التعليم»    «التعليم»: حظر استخدام الهواتف المحمولة بمدارس التعليم العام    إسماعيل رشيد: صوت أصيل يودّع الحياة    من أجل خير البشرية    وفد من مقاطعة شينجيانغ الصينية للتواصل الثقافي يزور «الرياض»    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    مملكتنا نحو بيئة أكثر استدامة    نيوم يختبر قدراته أمام الباطن.. والعدالة يلاقي الجندل    في الشباك    بايرن وسان جيرمان في مهمة لا تقبل القسمة على اثنين    النصر يتغلب على الغرافة بثلاثية في نخبة آسيا    قمة مرتقبة تجمع الأهلي والهلال .. في الجولة السادسة من ممتاز الطائرة    وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الرباعي بشأن السودان    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    نائب أمير الشرقية يكرم الفائزين من القطاع الصحي الخاص بجائزة أميز    ألوان الطيف    ضاحية بيروت.. دمار شامل    «بنان».. جسر بين الماضي والمستقبل    حكايات تُروى لإرث يبقى    جائزة القلم الذهبي تحقق رقماً قياسياً عالمياً بمشاركات من 49 دولة    نقاط شائكة تعصف بهدنة إسرائيل وحزب الله    أهمية قواعد البيانات في البحث الأكاديمي والمعلومات المالية    الأمير محمد بن سلمان يعزّي ولي عهد الكويت في وفاة الشيخ محمد عبدالعزيز الصباح    تطوير الموظفين.. دور من ؟    السجن والغرامة ل 6 مواطنين ارتكبوا جريمة احتيالٍ مالي    قصر بعظام الإبل في حوراء أملج    كلنا يا سيادة الرئيس!    القتال على عدة جبهات    معارك أم درمان تفضح صراع الجنرالات    الدكتور ضاري    التظاهر بإمتلاك العادات    مجرد تجارب.. شخصية..!!    كن مرناً تكسب أكثر    نوافذ للحياة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    الرئيس العام ل"هيئة الأمر بالمعروف" يستقبل المستشار برئاسة أمن الدولة    صورة العام 2024!    ما قلته وما لم أقله لضيفنا    5 حقائق من الضروري أن يعرفها الجميع عن التدخين    «مانشينيل».. أخطر شجرة في العالم    التوصل لعلاج فيروسي للسرطان    محافظ صبيا يرأس اجتماع المجلس المحلي في دورته الثانية للعام ١٤٤٦ه    وزير الخارجية يطالب المجتمع الدولي بالتحرك لوقف النار في غزة ولبنان    استعراض السيرة النبوية أمام ضيوف الملك    أمير الشرقية يستقبل منتسبي «إبصر» ورئيس «ترميم»    الوداد لرعاية الأيتام توقع مذكرة تعاون مع الهيئة العامة للإحصاء    أمير الرياض ونائبه يؤديان صلاة الميت على الأمير ناصر بن سعود بن ناصر وسارة آل الشيخ    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري    البريد السعودي يصدر طابعاً بريدياً بمناسبة اليوم العالمي للطفل    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    الأهل والأقارب أولاً    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فتح ل "الوسط" دفاتر "فتح" والثورة . القدومي : "ايلول الأسود" تسمية لعمليات والمرجع أبو اياد وأبو حسن سلامة قتل السفير الاميركي خلال العملية من دون قرار 2
نشر في الحياة يوم 13 - 04 - 1998

في 1970 وقعت مواجهات دامية بين المنظمات الفلسطينية والجيش الاردني. ماذا تذكر من تلك المرحلة وما هي حدود مسؤولية الجانب الفلسطيني؟
- تطورت الاحداث في الاردن بعد هزيمة 1967 وكذلك في العالم العربي بأسره خصوصاً في الدول المجاورة لفلسطين المحتلة. اصيبت الجماهير بنوع من الاحباط. خلال الحرب دخل الجيش العراقي المنطقة الشمالية من الاردن. قبل ذلك كنا ننطلق من الجولان لكن عملنا امتد لاحقاً الى الاغوار في الاردن بعدما دخلنا من خلال شاحنات الجيش العراقي. بدأنا ننشئ نقاط ارتكاز مسلحة في محاذاة نهر الاردن. وجدنا في البداية مقاومة بسيطة من الجيش الاردني لكن التعاطف معنا كان كبيراً على رغم وقوع صدامات محدودة. ثم وقعت معركة الكرامة في 21 آذار مارس 1968، وكنا هناك، أبو عمار وأبو اياد وأبو صبري وأنا.
ما هي ظروف معركة الكرامة؟
- كانت الكرامة مقر القيادة الفلسطينية. قبل ذلك كنا نقوم بعمليات داخل الضفة الغربية المحتلة التي انشأنا فيها قواعد ثورية. والحقيقة ان الاخ أبو عمار كان أول من دخل الضفة المحتلة ثم خرج بعد انشاء قواعد ثورية رحنا نمدها بالسلاح والذخائر لتقوم بعمليات عسكرية. كانت العمليات تشبه جولات الذئاب اي ان تقوم مجموعات صغيرة من الشباب بسرحات تشبه سرحات الذئاب بمعنى القيام بعمليات عدة ضد الجيش الاسرائيلي خلال يوم أو يومين ثم يعود افراد المجموعات الى قواعدهم. في تلك المرحلة كان موشيه دايان وزير الدفاع الاسرائيلي يقول ان المقاومة تشبه بيضة استطيع ان أكسرها بيدي.
في آذار مارس 1968 جهّز دايان جيشه لمهاجمة الاغوار وقررنا نحن خوض المواجهة. تكبد الجيش الاسرائيلي خسائر فادحة على رغم تفوقه عدداً وعدة. الحقيقة ان قائد الفرقة الاردنية القريبة اللواء مشهور حديثي قدم لنا مساعدة كبيرة بواسطة المدفعية. من جانبنا اشتبكنا بالسلاح الابيض مع الاسرائيليين في الكرامة التي كنا حفرنا فيها انفاقاً استعداداً للمعركة.
من قاد معركة الكرامة في الجانب الفلسطيني؟
- قادها الاخ أبو عمار. كان لدينا 390 شاباً معظمهم من الفدائيين الذين تدربوا في الجزائر وقبلها في سورية، وكان موجوداً ايضاً اللواء ابو يوسف المسؤول حالياً عن الجيش الوطني في الاراضي الفلسطينية المحتلة والحاج اسماعيل وآخرون.
هناك من يشكك في دور أبو عمار في معركة الكرامة؟
- صاحب تلك الرواية لم يكن في معركة الكرامة وكان يقول ان المعركة خاسرة سلفاً. والحقيقة ان الذين صمدوا في المعركة واستشهدوا هم رجال "فتح". في الرواية ظلم للأخ ياسر عرفات فقد قاتل وصمد وبقينا في الكرامة الى ان بدأ الاسرائيليون بدخول البلدة فلم يكن امامنا غير الخروج الى المناطق الجبلية. وهكذا كانت معركة الكرامة نقطة تحول تاريخي في مسار الثورة الفلسطينية. شارك في الهجوم اكثر من عشرة آلاف جندي مهدوا لتقدمهم بقصف جوي ومدفعي فاستشهد كامل افراد المجموعة الفدائية المرابطة في محاذاة النهر. بعد المعركة جاء خبراء سوفيات، مع عسكريين مصريين، وشاهدوا كيف دمّر الفدائيون الدبابات الاسرائيلية. عندها قدموا لنا السلاح المضاد للدبابات وهو "آر. بي. جي - 7" علماً اننا قاتلنا بسلاح أقل تطوراً وهو "آر. بي. جي - 2".
متى بدأ التدهور في العلاقات بين الثورة الفلسطينية والسلطات الاردنية؟
- منطق الثورة يختلف عن منطق السلطة. امتدت الثورة واتسع الدعم لها فخشيت السلطة من الثورة. وعلى رغم المحادثات التي جرت بين الجانبين فان الظروف التي نشأت آنذاك أدت الى الصدام. لعبت الايدي الخارجية دورها.
الا ترى ان خطف الطائرات وتفجيرها ساهم في اشعال الصدام؟
- هناك بعض العمليات التي ربما لا يوافق علىها الانسان كونها تثير السلطة التي تريد الجماهير منضبطة في حين ان الثورة تريد ان تكون لها حرية العمل والاستمرار. ثم ان السلطة الاردنية كانت تتخوف من الهجمات الاسرائيلية رداً على نشاط الفدائيين. حاول الرئيس جمال عبدالناصر، رحمه الله، التوفيق بين وجهتي النظر لكنه لم يستطع، مع الأسف، ووقع الصدام في ايلول سبتمبر 1970. وعندما ينظر المرء الى التاريخ لا يعفي لا السلطة ولا الثورة من المسؤولية لأن هذه الصدامات العربية - العربية اضعفت العرب وهي خطيئة كان علينا ان نتجنبها.
في الزنزانة مع "ابو اياد"
أين كنت خلال الصدامات؟
- حصلت صدامات عدة قبل ايلول 1970. وقعت صدامات في 1968 ودخل الجيش الاردني عمان ثم خرج منها. اعتقد ان "جهات امنية" لعبت دوراً في الدفع في اتجاه الصدام. وهل هي صدفة ان يظهر ضياء الحق رئيس باكستان لاحقاً في الاردن في تلك المرحلة وان يعمل ضد الثورة الفلسطينية. العوامل الخارجية لعبت دورها وهناك قلة الانضباط في الثورة الفلسطينية وغياب مركزية القيادة. الثائر لا ينضبط كالجندي العامل في الجيوش النظامية. في ايلول 1970 اعتقل الاخ ابراهيم ابو بكر ثم اعتقلنا، ابو اياد وأنا، وارسلنا الى مقر المخابرات العامة وافرج عنا عندما جاءت اللجنة العربية برئاسة الرئيس السوداني السابق جعفر نميري. كان عبدالناصر دعا الى عقد قمة عربية حضرها الملك فيصل، رحمه الله. وتقرر ارسال نميري من اجل انقاذ قيادة الثورة.
جاء نميري الى عمان، وكانت مضت ايام على اعتقالنا، فأخذنا الى قصر الحمر حيث كان يقيم ومعه الشيخ سعد العبدالله الصباح ولي عهد الكويت وعدد من المسؤولين العرب. لم نستجوب خلال اعتقالنا وكتبوا ورقة عن مصالحة على قاعدة لا غالب ولا مغلوب لكن رد "أبو أياد" كان حاسماً اذ قال: "السجين لا يحق له ان يقود. السجين لا يملك حريته والقيادة ليست في السجن". كان أبو أياد معتقلاً في زنزانة قريبة من زنزانتي.
ذهبنا الى مصر وهناك طلبنا من الرئيس عبدالناصر ان يرسل اللجنة العربية مرة اخرى لاحضار الاخ أبو عمار. ذهبت اللجنة وقابلته في منطقة الويبدة ثم توجهوا الى السفارة المصرية وبصحبتهم ايضاً أبو حسن سلامة. هناك سمعوا صوت الرصاص ودوي القذائف وقيل ان مواقع الفدائيين في الاشرفية تتعرض لهجوم فاستقل الشيخ سعدالعبدالله مدرعة وأراد التوجه الى الاشرفية لوقف الهجوم. فطلب أبو عمار من الاخ الشهيد ابراهيم بكري ان لا يخرج الشيخ سعد كي لا يقتل وذهب مع الشهيد ابو حسن سلامة واحضروه الى السفارة لأن الرصاص كان ينهمر من كل الجهات.
هل صحيح ان أبو عمار تنكر في ثياب امرأة؟
- خرج مرتدياً الثوب العربي والكوفية والعقال في صحبة اللجنة العربية ومعهم أبو حسن سلامة. وصل الجميع الى القاهرة واتصل الملك حسين بالرئيس عبدالناصر وطلب منه ان لا يختتم مؤتمر القمة وابلغه انه قادم فتحدث الرئيس المصري معنا في موضوع المصالحة فقلنا اننا نريدها. استقبل عبدالناصر الملك حسين واستأنف مؤتمر القمة العربي اعماله وتبنى 14 نقطة حول المصالحة وتحديد العلاقة بين الثورة الفلسطينية والسلطة الاردنية.
هل صحيح ان العقيد معمر القذافي هدد باطلاق النار على الملك حسين خلال القمة؟
- كان القذافي متحمساً وراح يهدد لكن الرئيس عبدالناصر ساهم في تهدئة الامور. كانت فورة غضب وحرصاً من الزعيم الشاب على الثورة الفلسطينية.
من أين جاءت فكرة "ايلول الأسود"؟
- من احداث ايلول نفسها. بدأت الفكرة ثم تبلورت وكانت مفرزة من حركة "فتح" بشكل سري وكان بعضهم مسؤولاً عنها مسؤولية مباشرة، وتحديداً رجال الامن.
هل كان "ابو اياد" هو المسؤول عن "ايلول الاسود"؟
- نعم وكان ابو حسن سلامة مساعده.
"أيلول الاسود" نفذت عملية وصفي التل؟
- نعم.
والعمليات الاخرى؟
- ميونيخ وغيرها.
الم تناقشوا في اللجنة المركزية ل "فتح" عمليات "ايلول الاسود"؟
- كان هذا الجناح مستقلاً وله حرية التصرف والمبادرة.
وكانوا يعودون الى "ابو اياد"؟
- ليس فقط "ابو اياد" كان هناك ايضاً ابو يوسف النجار اغتيل في بيروت في 1973.
عملية ميونيخ
من اتخذ قرار عملية ميونيخ؟
- قلت ان هذا الجناح كان يملك حق المبادرة وله حرية العمل الثوري. السياسة العامة تضعها اللجنة المركزية امام التنفيذ فهو لهذا الجناح المنبثق من "فتح". الحقيقة كان هناك جهاز "الرصد الثوري" ويتولاه "أبو اياد" وهو كان المرجع الأعلى في الامن.
وغير ميونيخ؟
- العملية التي نفذت في السودان.
وقتل فيها السفير الاميركي؟
- نعم.
هل اشتركت اطراف من خارج "فتح" في "ايلول الأسود"؟
- لا أعتقد.
شنت الحكومة الاسرائيلية حرب تصفيات على من حملتهم مسؤولية عملية ميونيخ التي أدت الى قتل الرياضيين الاسرائيليين المشاركين في الدورة الاولمبية...
- قامت اسرائيل بعمليات قتل واسعة. قتلت محمود الهمشري في باريس ووائل زعيتر في روما.
وهل كان لهما علاقة ب "أيلول الأسود"؟
- لا، انهما ممثلان سياسيان بالاضافة الى صالح مسؤول مكتبة في باريس. وماجد ابو شرار لم تكن له علاقة ب "ايلول الاسود" زرعت "الموساد" قنبلة في سريره واستشهد واغتالوا أخاً آخر في قبرص وعمليات أخرى.
هل كانت ل "ابو جهاد" علاقة ب "ايلول الاسود"؟
- لم تكن له علاقة مباشرة فهو كان مسؤولاً عن الاراضي المحتلة وكانت له لاحقاً اليد الطولى في تفجير الانتفاضة.
هل خفتم من ذيول عملية ميونيخ؟
- الشيء الوحيد الذي يجب ان نخافه هو الخوف نفسه. من يدخل هذا الميدان يجب ان يكون فارساً. لم يكن الهدف من عملية ميونيخ قتل الناس وانما احتجاز رهائن ومبادلتهم بمناضلين معتقلين في سجون اسرائيل لكن غدر السلطات الالمانية هو الذي ادى الى مقتل هؤلاء وهم قتلوهم. الشيء نفسه بالنسبة الى عملية الخرطوم.
"ابو أياد" والأمن
ما الذي أخذ أبو اياد الى عالم الأمن؟
- في البداية كنت ممثلاً للثورة الفلسطينية في مصر وبدأنا ننشئ دوائر فتسلم الاخ ابو أياد "الرصد الثوري" والحقيقة انه بنى هذه المؤسسة وكان مساعده اي نائب المفوض بحسب التسمية آنذاك الاخ ابو حسن سلامة. انا كنت مسؤولاً عن الاعلام وكان نائب المفوض معي كمال عدوان رحمه الله. قبلها كنت مسؤولاً عن التنظيم كما تسلمت المالية لفترة. بدأ أبو أياد في الامن واستمر فيه. بدأ في امن "فتح" ثم اصبح مسؤول "الامن الموحد" اي المتعلق بكل المنظمات الفدائية في حين تولى ابو الهول "الامن المركزي" في حركة "فتح".
هل تعتبر انه برع في عالم الامن؟
- نعم كان بارعاً في هذا المجال وقد مارسه باتقان وكان لديه جهاز قوي.
بعد عملية ميونيخ ألم تسألوا "ابو أياد" عن ملابسات ما جرى؟
- كانت هناك لبعض الدوائر استقلالية. فتحت سقف التوجه العام كان باستطاعتها المبادرة.
ولكن "ابو اياد" مسؤول عن ميونيخ؟
- نعم وقد اطلعنا على ما حصل.
ومقتل السفير الاميركي في السودان؟
- الشيء نفسه. لم يكن المقصود قتل السفير الاميركي. لم تكن هناك تعليمات بقتل السفير الاميركي. لا تستطيع ان تتحكم دائماً بمسار الاحداث. خذ مثلاً ميونيخ شبابنا لم يطلقوا الرصاص اولاً. الامن الالماني بادر الى اطلاق الرصاص وتسبب في مقتل معظم الرهائن. كان الهدف من العمليتين احتجاز رهائن لمبادلتها بمناضلين معتقلين في السجون الاسرائيلية. والامر نفسه بالنسبة الى السفير الاميركي. الغرض كان اجراء عملية تبادل.
"الارهاب" والصراخ
"أيلول الاسود" كانت تابعة ل "الرصد الثوري"؟
- نعم. حقيقة الامر ان "الرصد الثوري" هو الأساس ثم بدأت المجموعات تسمي نفسها "ايلول الاسود". "ايلول الاسود" ليست منظمة قائمة بنفسها انها جناح او تسمية للعمليات. لماذا مارسنا تلك العمليات في فترة ولم نمارسها لاحقاً. قلت ذات يوم لصحيفة غربية نعم لقد مارسنا هذا النوع من العمليات التي تسمونها ارهاباً. والسبب في ذلك ان الطفل عندما يولد لا يتكلم لغة امه وحين يحتاج الى الطعام او الاهتمام لا يملك غير الصراخ. وعندما يكبر الطفل ويصبح بامكانه التحدث مع أمه يمتنع عن الصراخ للمطالبة بما يحتاجه. نحن لم يكن هناك أحد يستمع الينا في قولنا ان بلادنا محتلة. كان علينا ان نقوم بعمليات كالتي قمنا بها، وبما يشبه الصراخ، لجذب اهتمام العالم بقضيتنا. وعندما بدأ العالم يهتم بنا اقلعنا عن تلك العمليات. نعم مارسنا الارهاب اذا كانوا يعتبرونه كذلك، لكن لم يكن القصد قتل الناس بل طرح قضيتنا.
من الردود الاسرائيلية كان اغتيال القادة الفلسطينيين الثلاثة في فردان في بيروت في 1973. والقيت كلمة "فتح" في التشييع...
- لقد اغتالوا كمال ناصر وهو الناطق الرسمي وكمال عدوان ولا علاقة لهما ب "ايلول الاسود" كما اغتالوا ابو يوسف النجار وكانت له علاقة. وقبل ذلك استشهد غسان كنفاني. كانوا يغتالون اصحاب الفكر والممثلين السياسيين النشطين اضافة الى الرموز والقيادات المعروفة. لم تكن المسألة مسألة "ايلول الاسود" او الثأر لها.
باراك الحاضر دائماً
زعيم حزب العمل الاسرائيلي ايهود باراك شارك في عملية فردان؟
- نعم وقد اعترف بذلك كما اعترف بمشاركته في اغتيال الشهيد "ابو جهاد" وكان من المسؤولين الذين خططوا لاغتيال ابو حسن سلامة.
هل هناك شيء محدد حول اغتيال ابو حسن؟
- ثوار المدن يتعرضون لاخطار تفوق تلك التي يتعرض لها ثوار الجبال مهما كان حجم الاحتياطات. وقع الحادث في منطقة في بيروت الغربية موبوءة بوجود رجال المخابرات. سيدة اقامت في شقة في المنطقة وضغطت على الريموت كونترول فانفجرت السيارة واستشهد ابو حسن سلامة.
في عملية فردان جاء الاسرائيليون بحراً؟
- اعتقد انه كان لهم أعوان.
باراك تنكر خلال العملية في ثياب امرأة؟
- نعم. أردت ان أقول ان الصراعات الداخلية كانت تسهل اندساس العملاء او العثور على متعاونين.
الحرب في لبنان
في 13 نيسان ابريل 1975 اندلعت شرارة الحرب في لبنان. أين كنت؟
- كنت في لبنان. كانت لهذه الحرب مقدمات فقد وقعت صدامات في 1973 وقبلها في 1969. والصدامات هي اساساً بين "الحركة الوطنية" والكتائب. حاولنا في البداية ان لا نكون طرفاً لكن الصدامات تعددت في الكحالة وغيرها ثم في عين الرمانة في 13 نيسان 1975. قصدت ان أقول ان الاطراف المتصارعة بدأت تتشكل قبل ذلك التاريخ وكذلك التحالفات. حصل استقطاب حاد. الواقع ان الرئيس سليمان فرنجية كان يحذر من احتمال اندلاع حرب في لبنان ما لم تحصل تسوية في المنطقة. الحرب العربية - الاسرائيلية في 1973 اجلت الصدامات في لبنان لفترة لكن الصراع اندلع في النهاية.
ألم يكن ذلك من اخطاء الثورة الفلسطينية؟
- انها حصيلة اخطاء كل الاطراف: الثورة الفلسطينية والكتائب و"الحركة الوطنية"، كان من المفروض ان يكون هناك ضبط للنفس لكن الاحقاد تراكمت. انا اتساءل مثلاً ما اذا كان يجب كفلسطينيين ان نذهب الى جبال عينطورة؟ وأتساءل عن حرب الاسواق التجارية ماذا كنا نريد وماذا كانوا يريدون؟ وحتى التسميات ب "الانعزالية" كان علينا كفلسطينيين ان نتجنبها فنحن ضيوف على تلك الارض وهناك اتفاق 1969 اتفاق القاهرة وافق بعضهم عليه وعارضه البعض الآخر وقالوا انه تسبب في قيام "فتح لاند" اي "ارض فتح" على الاراضي اللبنانية. و"الحركة الوطنية" كانت ايضاً في حالة هياج، والكتائب من الجهة الاخرى. انه تنافس لبناني تحول صراعاً مسلحاً وتدخلت فيه الثورة الفلسطينية بفعل التحالفات والتدهور على الارض.
هناك من يقول ان الثورة الفلسطينية ورطت "الحركة الوطنية" في المزيد من النزاع وهناك من يقول العكس.
- هناك اربعة اطراف: "الحركة الوطنية" والكتائب والمقاومة الفلسطينية والجهات الخارجية وليس من المنطق اتهام طرف بمفرده فالكل ساهم في صنع هذه الاحداث المأسوية وكان عليهم ان يفكروا قليلاً لوقف حمام الدم. هناك مصلحة اسرائيلية في قيام هذه الصراعات ولهذا كان على الاطراف ان تتحمل مسؤوليتها وتسعى الى احتواء النزاع.
يقال ان الخلاف بين قيادة منظمة التحرير وسورية هو من الاسباب الرئيسية للانفجار الذي حصل في لبنان؟
- علاقتنا مع سورية كانت جيدة وكنا ننطلق منها ونعتبرها رئة للثورة الفلسطينية. الخلاف حصل في 1976 اذ كان رأي الثورة ان لا يدخل الجيش السوري لبنان لأنها اعتقدت ان دخوله سيحد من نشاط الثورة.
في قيادة "فتح" اتخذ قرار بمواجهة القوات السورية الداخلة الى لبنان. من كان وراء القرار؟
- اللجنة المركزية لحركة "فتح". القرار في أساسه هو قرار ل "الحركة الوطنية" التي عارضت التدخل السوري خصوصاً كمال جنبلاط رحمه الله. تحدثنا مع الاخوة السوريين ولم نكن نعتقد انهم سيدخلون. كان من المفروض ان يكون هناك تنسيق لكن ذلك لم يحصل. على رغم ذلك عدنا وذهبنا الى سورية وبدأت المصالحة معها. وقبل دخول القوات السورية جاءت قوات الأمن العربية لكنها لم تستطع ان تضع حداً للحرب الاهلية وبسبب الموقع اعتبر الجيش السوري اكثر قدرة. "الحركة الوطنية" والثورة الفلسطينية اعتبرتا ان سورية يجب ان تقف معهما ضد الكتائب. الرئيس سليمان فرنجية طلب من القوات السورية الدخول الى لبنان ولم يكن هناك تنسيق بين "الحركة الوطنية" والمقاومة الفلسطينية من جهة وسورية من جهة اخرى فحصلت صدامات دامية كان ابرزها الصدام الدامي المؤسف في صيدا.
كيف كانت علاقتك مع كمال جنبلاط؟
- رجل نحترمه ونقدره حتى ولو اختلف المرء معه في تصوره فقد كان سياسياً بارزاً وله حساباته اللبنانية.
اتهمت المقاومة الفلسطينية بانها صادرت قرار "الحركة الوطنية" في لبنان؟
- الحقيقة اننا صادرنا قرار الحركة الوطنية في الأردن واستفدنا من التجربة واتعظنا فكنا في لبنان جنباً الى جنب مع "الحركة الوطنية". ربما يقال اننا بالغنا في دورنا في لبنان اكثر مما يجب. كان علينا ان نعطي "الحركة الوطنية" دوراً اكبر مما اعطي لها. نسينا اننا ضيوف في لبنان..
السادات في القدس
كيف استقبلتم زيارة الرئيس أنور السادات الى القدس؟
- وقعت كالصاعقة على رؤوسنا وكانت غضبة الجماهير العربية واضحة قبل غضبة القيادات. انها مفاجأة لم نتوقعها. كانت الغضبة كبيرة فلسطينياً وعربياً خصوصاً انه ذهب الى القدس وهذا أمر لا يستطيع أحد تجاوزه. لقد قلبت هذه المفاجأة كل الزيارات العربية.
شاركت في قمة بغداد التي اتخذت قرار عزل مصر؟
- كانت هناك "جبهة الصمود والتصدي" التي تضم الجزائر وليبيا وفلسطين واليمن الجنوبي وسورية، وكنا نتشاور في هذه المسألة. اذكر ان سورية وقفت موقفاً يحاول ان يلطّف لانها لم تكن راغبة في عملية كسر عظم مع مصر. وهكذا تقرر ارسال لجنة من القمة العربية لمقابلة الرئيس السادات وتسأله اذا كان محتاجاً الى مال لشراء سلاح. كان يفترض ان تكون اللجنة برئاسة رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لكنه اعتذر فذهب الدكتور سليم الحص ورفض السادات استقباله فاتخذ القرار بتجميد عضوية مصر.
هل كان القرار سليماً؟
- لا نستطيع ان نحكم على التاريخ بمعطيات الحاضر، القرار لم يكن موجهاً ضد شعب مصر بل ضد قرار سياسي من القيادة المصرية، الجماهير كانت ثائرة لأن زيارة القدس بالذات كانت مفاجأة كبيرة. زيارة القدس نرفضها حتى الآن لانها كانت بوابة غير سليمة لأي حل سياسي. يمكن ان تقوم مفاوضات سياسية لكن الذهاب الى القدس مسألة مختلفة.
هل كانت لديكم في قيادة منظمة التحرير و"فتح" معلومات عن اجتياح اسرائيلي وشيك قبل حزيران يونيو 1982؟
- كانت هناك اشاعات متناثرة تتردد بين وقت وآخر ويتناقلها خبراء في العمل العسكري ورجال الصحافة تحدثت عن ترجيح قيام اسرائيل بعملية ضد الجنوب اللبناني. كان الجنرال الكسندر هيغ وزيراً للخارجية الاميركية وبدا ان الرئيس رونالد ريغان فوجئ بالهجوم الاسرائيلي وحجمه. في شهر ايار مايو زار ارييل شارون وزير الدفاع الاسرائيلي شيكاغو والتقى هيغ وتحدث معه في شأن هذا الهجوم. والواقع ان موقف هيغ اتسم بالرعونة. كان متوقعاً ان يتوقف الاسرائيليون عند حدود ال 45 كيلومتراً وعلى أمل ان يؤدي ذلك الى ابعاد الصواريخ وقذائف المدفعية لا ان يدخلوا العاصمة اللبنانية وما تبع دخولهم من مجازر في صبرا وشاتيلا يتحمل مسؤوليتها شارون وان كانت تقارير تقصي الحقائق تحدثت عن دور لعناصر كتائبية.
لدى بدء الاجتياح الاسرائيلي تردد ان مقاتلي "فتح" تلقوا أمراً بالانسحاب...
- لا اعتقد بوجود قرار من هذا النوع لكننا لسنا جيشاً نظامياً واسلوب "حرب العصابات" الذي تحدث عنه ماوتسي تونغ معروف وهو يقوم على مبدأ اضرب وأهرب وتجول باستمرار. الصدامات التي حصلت معروفة فمعركة الدامور سميت "مجزرة الجنرالات الاسرائيليين"، فقد ذبح فيها عدد من كبار ضباط الجيش الاسرائيلي.
اين كنت عندما بدأ الاجتياح؟
- كنت في كوبا وتوجهت الى نيويورك لعرض القضية على الأمم المتحدة.
هل كنت مع خروج مقاتلي المقاومة الفلسطينية من بيروت؟
- كان القرار قيادياً لأن الظروف التي احاطت بموضوع قوات المقاومة في لبنان كانت صعبة. قال لنا السوفيات في تلك المرحلة: "نحن عندما كنا نقاتل في ستالينغراد كان وراءها الجيش الأحمر انتم من يقف وراءكم؟ انت محاصرون. هل تتوقعون وصول قوات لانقاذكم"؟ طبعاً لم نكن نتوقع وصول قوات عربية لانقاذنا مع التسجيل ان الجيش السوري بذل جهوداً جبارة وقدم الكثير من الشهداء. وعلى رغم صعوبة الظروف استطعنا الصمود أكثر من ثمانين يوماً. واذكر ان الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران قال للجنة الوزارية العربية التي كنت عضواً فيها: "هناك جيش فلسطيني بطل يدافع عن بيروت ونحن معنيون بانقاذه".
كان الصمود في بيروت معجزة. حدث نقص في كل شيء في الذخائر والتموين وغيرها فضلاً عن معاناة المدنيين.
هل كان لديكم خيبة من الموقف السوفياتي؟
- قال السوفيات انهم اذا ارسلوا سفناً فانها قد تصطدم بالسفن الاميركية وانهم لا يريدون مثل هذا الصدام وان فرنسا هي دولة حليفة للولايات المتحدة وقد احسنتم بطلبكم من فرنسا ان ترسل سفنها الى بيروت.
هل كنت مع خيار الخروج براً أو بحراً؟
- القرار اتخذه الاخوة في القيادة في بيروت. قرروا الخروج الى مناطق معينة مثل تونس والجزائر واليمن والسودان وليبيا. وجاءت القيادة الى تونس.
قرار أبو عمار الخروج بحراً وضع في خانة التباين مع سورية؟
- ما أسهل ان تفسر الامور حسب ما نشاء خصوصاً حين تكون الاجواء ملبدة بالغيوم والرؤية محجوبة. حقيقة الأمر ان الولايات المتحدة كانت تريد تشتيت الجيش الفلسطيني في مناطق متعددة وفق الاتفاقات مع فيليب حبيب مبعوث الرئيس ريغان. سورية كما قلت رئة للثورة الفلسطينية ووجود الجميع على ارضها يشكل عبئاً. تقرر توزيع العبء على دول عدة وان تقيم القيادة في تونس التي كانت تستضيف يومذاك مقر جامعة الدول العربية.
عودة عرفات الى لبنان
في 1983 عاد عرفات الى طرابلس في شمال لبنان. ما قصة هذه العودة؟
- أبو عمار بطبيعته مبادر وهو مغامر في الوقت نفسه. اعتقد ان باستطاعته العودة الى لبنان وان تعود المقاومة خصوصاً ان لديه اتفاق 1969 مع السلطة اللبنانية لكنه واجه صعوبات كبيرة هذه المرة.
هل ابلغكم انه ذاهب الى طرابلس؟
- كان يقول ان اتفاق فيليب حبيب لا يسمح لنا بالوجود. لكن بعض الاخوة الذين لم يخرجوا اعادوا بناء صفوفهم وشرعوا في اقامة قواعد ثورية في طرابلس ومحيطها. وكان هذا مخالفاً للاتفاقات مع حبيب. لكن الثورة التي تريد العودة الى العمل يستهويها التماس مع العدو خصوصاً اننا ابتعدنا كثيراً عن الأرض الفلسطينية وكنا نعتبر لبنان المنطقة المؤهلة لنعاود العمل من خلالها مرة اخرى. وقعت معارك وحصلت خلافات اساءت الى العلاقات مع سورية التي لم توافق على هذه العودة لأن اتفاق فيليب حبيب لا يسمح بذلك. كان هناك رأي يقول ان مجازر صبرا وشاتيلا شكلت انتهاكاً فاضحاً لاتفاقات فيليب حبيب فلماذا لا ننتهكها نحن ونعود. ثمة من حمل السلاح كي لا تتكرر المجازر.
"تمرد" في "فتح"
وحصل انقسام في "فتح"؟
- لم يحصل انقسام بمعنى الانقسام، هناك جناح من الاخوة انقسم عن "فتح" لكن قيادتها كانت صلبة ومتماسكة ورفضت هذا الانقسام لانها شعرت بوجود يد خارجية في هذا الموضوع وانها عملية صبيانية متطرفة الى حد الاساءة الى الثورة وان وضعت تحت عنوان الاصلاح. صحيح انه كان لدى من انشقوا بعض الامور التي يمكن اصلاحها لكنهم وللأسف الشديد تمادوا في عدائهم ووصلوا الى حد الصدام المسلح الدامي مع حركة "فتح". بدأوا بمهاجمة قواعد "فتح" بالسلاح وهذا يعني انهم خرجوا وانحرفوا عن المسيرة الثورية.
شاركت "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" بزعامة احمد جبريل في مواجهة قيادة "فتح" في طرابلس؟
- نعم تدخلت بعض المنظمات الفلسطينية.
وهل كان ذلك تعبيراً عن الأزمة بين قيادة "فتح" وسورية؟
- كان تعبيراً عن الأزمة بين الفلسطينيين وبين الفلسطينيين وسورية انها ملامح أزمة بين اطراف متعددة. للاسف ارهقت هذه الصراعات الجسد العربي.
وخطة جديدة لاخراج عرفات من طرابلس؟
- عدنا الى الفرنسيين وتجاوبوا.
في رحلة خروجه توقف عرفات في مصر هل كنتم على علم؟
- لا، واصدرت اللجنة المركزية بياناً يخالف هذه الخطوة.
وحين جاء أبو عمار؟
- تصالحنا بكل بساطة.
لماذا توقف في مصر؟
- اعتبر انه لا بد من عملية اختراق، ومصر هي أكبر دولة عربية وقاعدة كبرى وانه اذا لم تحدث مصالحة في هذا الوقت فلن تكون مصالحة. كانت هناك مشادات ضخمة وهاجمنا الاعلام المصري في تلك المرحلة. الحقيقة ان مبادرة الأخ أبو عمار فتحت لنا باباً واسعاً على مصر.
بدا توقفه وكأنه محاولة انقلاب على تزايد ثقل الدور السوري عربياً؟
- ربما هناك من يعبر مبادرة الأخ أبو عمار خطأ ولكنها فتحت الباب الفلسطيني - العربي مع مصر وفتحت الباب لمصالحات اخرى بين سورية ومصر. القضية الفلسطينية هي عادة مفتاح للكثير من المشاكل المستعصية في الوطن العربي.
موعد مع الخميني
هل ساهمت "فتح" في التحركات التي ادت الى وصول الامام الخميني الى السلطة في ايران؟
- كان هناك عدد من الايرانيين المشاركين في الثورة الفلسطينية. وكانت لنا علاقات جيدة بالمرحوم الامام موسى الصدر واسهمنا مساهمة فعالة في انشاء حركة "امل".
يقال ان أبو عمار شارك في تسمية "أمل"؟
- نعم و"أمل" اختصار ل "افواج المقاومة اللبنانية". تطورت العلاقات واتصلنا بالامام الخميني واصدر فتواه المعروفة بدعم الثورة الفلسطينية. التقيت الخميني في نوفل لوشاتو قبل عودته الى ايران. كان اللقاء رائعاً وعبر خلاله عن دعمه للثورة الفلسطينية واستعداده لتوفير كل مساندة لها وتحدث عن ضرورة التقاء كل القوى الاسلامية لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي. استمرت هذه العلاقات بعد عودة الخميني، رحمه الله، الى طهران وقد قدم مقر السفارة الاسرائيلية في طهران ليكون مقراً لسفارة فلسطين.
اندلعت الحرب العراقية - الايرانية فماذا كان موقفكم؟
- تساءلت يومها في الجامعة العربية عن مغزى هذه الحرب بين دولتين اسلاميتين. كنا ننظر الى الحرب بشيء من الحذر. فمن جهة كانت لنا علاقات مع ايران الثورة ومن جهة اخرى كانت لنا علاقات حميمة مع الاشقاء العراقيين. بذلنا جهوداً مضنية من اجل مصالحة عراقية - ايرانية وذهب الأخ أبو عمار مراراً وتكراراً الى طهران وبغداد قبل اندلاع النزاع وبعده. وفي النهاية اسهمنا اسهاماً متواضعاً في وقف هذا النزاع وشاركنا في اللجان التي شكلت لانهائه سواء عبر القمة الاسلامية أو حركة عدم الانحياز.
لكن موقف القيادة الفلسطينية بدا حقاً مؤيداً للعراق ومتحالفاً معه؟
- لم يكن هناك تحالف. العراق دولة شقيقة قدمت للثورة الفلسطينية دعماً مالياً كبيراً وكان الرئيس صدام كريماً معنا في تبني الصرف لكل الشهداء الفلسطينيين. طبعاً هذا لا يغفل مساعدات قدمتها الدول العربية الاخرى
الاسبوع المقبل: قصة "فتح"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة