كابول، واشنطن – رويترز، أ ف ب - هاجم اربعة مفجرين انتحاريين أمس، قاعدة فريق الحلف الأطلسي (ناتو) لإعادة الاعمار والذي يضم ايضاً قوات افغانية ومدنيين في منطقة وادي بانشير (شمال) المناهضة بشدة لحركة «طالبان»، ما شكّل أول عملية انتحارية للمتمردين في المنطقة الهادئة خلال عشر سنوات من الحرب. وأوقف الحراس المهاجمين خارج المقر بعدما وصلوا اليها مشياً وعلى متن سيارة رباعية الدفع. لكن الاخيرين فجروا المواد الناسفة التي حملوها فقتلوا مدنيين اثنين هما سائقان لصهريجي بنزين وجرحوا حارسين، فيما اكد الحلف عدم اختراق المجمع، وعدم سقوط ضحايا في صفوف القوات الأجنبية. واعلنت «طالبان» مسؤوليتها عن الهجوم، وزعمت إن «المفجرين يتحدرون من بانشير»، ما يشير الى تنامي الدعم ل «طالبان» خارج معقلها التقليدي، علماً ان المنطقة المعروفة بطبيعتها الخلابة والجبلية ووديانها العميقة، اعتبرت احد الاماكن القليلة التي لم تخضع لسيطرة طالبان خلال حكمها افغانستان بين عامي 1996 و2001. ووصف ذبيح الله مجاهد الناطق باسم «طالبان» الهجوم بأنه «يوم سيئ للغزاة الاجانب الذين لا مكان آمن لهم في افغانستان»، علماً ان الهجوم سيجدد المخاوف من استعداد الشرطة والجيش الافغاني لضمان الأمن بعد انسحاب القوات الأجنبية المقاتلة بعدما اعتبرت بانشير أحد أول الاماكن التي تسلمت القوات الحكومية مسؤوليتها الأمنية في تموز (يوليو) الماضي. وهي تفرض اجراءات تفتيش صارمة على غالبية المركبات والركاب الذين يدخلون المنطقة. مقتل نجل عبدالرحمن على صعيد آخر، اعلنت الجماعة الاسلامية المصرية على موقعها الالكتروني مقتل أحمد عمر عبدالرحمن، نجل الشيخ عمر عبدالرحمن المسجون في الولاياتالمتحدة لعلاقته بتفجير استهدف مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 1993، في غارة نفذتها طائرة اميركية من دون طيار في افغانستان. وافاد بيان الجماعة الذي رصده موقع «سايت» الأميركي لمراقبة المواقع المتطرفة بأن زعيمها الشيخ الضرير عبدالرحمن ارسل عدداً من ابنائه ل «الجهاد في افغانستان خلال الاحتلال السوفياتي في الثمانينات من القرن العشرين». واوضح ان احمد كان الابن الوحيد الذي بقي حياً قبل مقتله اول من أمس على «جبهة القتال». ولم يعلن رسمياً قصف طائرات بلا طيار مواقع لمتمردين في افغانستان امس، لكن مسؤولين باكستانيين اعلنوا ان احدى هذه الطائرات قصفت قرية غار في اقليمجنوب وزيرستان (شمال غرب) الجبلي الوعر والمحاذي للحدود مع افغانستان، ما أدى الى مقتل أربعة مسلحين. واعتبرت هذه الغارة الرابعة خلال يومين في مناطق القبائل الباكستانية، معقل «طالبان» وتنظيم «القاعدة»، وقال مسؤولون باكستانيون إن «الطائرة الأميركية اطلقت ثمانية صواريخ على منازل في بغار» التي تقع وسط غابات كثيفة وذات مسالك صعبة، واشاروا الى ان القتلى ينتمون إلى شبكة الملا نظير المحلية التابعة ل «طالبان». ... وجنديين اميركيين الى ذلك، كشفت صحيفة «لوس انجليس تايمز» مقتل جندي من قوات مشاة البحرية الأميركية (مارينز) وعاملاً طبياً من القوات ذاتها في غارة نفذتها طائرة اميركية من دون طيار في هلمند جنوبافغانستان في السادس من نيسان (ابريل) الماضي، بعدما اعتقد ضباط «المارينز» انهما مقاتلان من «طالبان». وهما اول جنديين اميركيين يقضيان في حادث «نيران صديقة» يرتبط بطائرات من دون طيار واوضحت ان الرائد جيرمي سميث (26 سنة) والعامل الطبي بنجامين راست (23 سنة) وجندي آخر انفصلا عن المفرزة التي كانوا يتبعونها، واتخذوا ساتراً خلف اشجار بينما كانوا يطلقون النار على متمردين في مجمع ابنية قريب. وعلى رغم ان الكاميرات التي تعمل بالاشعة تحت الحمراء لطائرة «بريديتور» رصدت ثلاثة رجال والحرارة الخارجة من فوهات اسلحتهم لدى اطلاقها الرصاص، لكن محللين في سلاح الجو تابعوا المجريات عبر كاميرا في قاعدة بولاية انديانا قالوا إن الطلقات «اتجهت غرباً، اي بعيداً من قواتنا الذين كانوا خلف الثلاثة، لكن فريق التحكم بالطائرة من قاعدة اخرى في نيفادا وقادة المارينز على الارض لم يطلعوا على تقويم المحللين». ورفض جورج ليتل الناطق باسم «البنتاغون» التعليق مباشرة على الحادث، لكنه قال إن «جيشنا مؤسسة حريصة على التعلم من الاخطاء، وسنكرم ذكرى جنودنا الذين ضحوا بحياتهم عبر مواصلة التكيف لتوجيه المعركة الى العدو من دون غيره».