فوجئ محمد هنيدي بحشد كبير من المعجبين والمعجبات ينتظرونه أمام مدخل "سينما جاليريا" في عمّان، لدى افتتاح عروض فيلمه "صعيدي في الجامعة الأميركيّة" الذي يشهد حاليّاً في الأردن اقبالاً كثيفاً يذكّر بأفلام مشابهة أبرزها "تايتانيك" و"ناصر 56" و"المصير"... ورافق الممثل الكوميدي المصري في الزيارة منتج فيلمه محمد العدل، ومخرجه سعيد حامد صاحب الفيلم الفانتازي "حبّ في الثلاجة" الذي لم يعرف نجاحاً يستحقّ الذكر، فيما يحقّق "صعيدي..." ايرادات خياليّة، تضعه في رأس قائمة الأفلام العربيّة من ناحية الرواج التجاري، خلال السنوات الماضية. وقدّرت عائدات الفيلم حتّى الآن بحوالي 25 مليون جنيه، وهو رقم لم تحقّقه أفلام عادل إمام. يواصل هنيدي في فيلمه الجديد ما سعى إليه في فيلمه السابق "إسماعيليّه رايح جاي"، من تلمّس الحس الشعبي العفوي، و أشواق الهامشيين والنطق بلسانهم. ويعتمد لتحقيق مشروعه على تلقائيّة في الاداء، وابتعاد عن الافتعال، واستغلال المشاعر الوطنيّة، والتوغّل في نسيج الأفراح والمسرّات والأحزان اليوميّة للناس. ويصوّر الفيلم مشهد احراق العلم الاسرائيلي، في ذكرى تقسيم فلسطين. وبعد أن تلقي الشرطة القبض على البطل هنيدي وزميله ب "تهمة احراق العلم"، يتمّ اطلاق سراحمها ويبلّغان رسالة من ضابط مصري كبير مفادها: "عدوّكم هو عدوّنا". لكنّ رواج الفيلم، وتوجّهه الشعبوي لا يخفيان ما فيه من سهولة واسفاف واثارة رخيصة. وإذا كان فيلم "إسماعيليّه رايح جاي" اشتهر بأغنية "كامننا"، فإن "صعيدي..." له أيضاً أغنية تحمل لواءه، وعنوانها لا يقلّ غرابة عن سابقتها: "كاجولووه". تقوم الأغنيتان على تبسيط الهواجس، وتسطيح المشاعر، وخلط الفرحة بالتهريج التفريغي الذي يجذب أعداداً متنامية من الشبان في العالم العربي.