"احجز مقدماً"… لافتة عادت تتصدر مجدداً شباك التذاكر في دور السينما التي تعرض فيلم "صعيدي في الجامعة الاميركية" الذي يقوم ببطولته محمد هنيدي عن قصة مدحت العدل واخراج سعيد حامد. تدور احداث الفيلم حول الشاب الصعيدي خلف الدهشوري الذي ينال منحة للدراسة في الجامعة الاميركية في القاهرة تقديراً لتفوقه في الثانوية العامة وحصوله على المركز الثاني على مستوى الجمهورية. وانتقل الدهشوري الى القاهرة ليصطدم بالعديد من التناقضات التي تفجر المواقف الكوميدية. النجاح الجماهيري للفيلم منذ بدء عرضه، يوم 3 آب اغسطس الجاري، وتحقيقه إيرادات تزيد على خمسة ملايين جنيه، لا يُعزى فقط الى رغبة الناس في الجلوس في الاماكن المكيّفة هرباً من موجة الحر الشديد، وانما رغبة في الاستمتاع بالكوميديا المتفجّرة، على رغم انها مجرد نكات مبثوثة من اجل الإضحاك وليست منبثقة فعلاً من الموقف الدرامي. لكن الفيلم يتضمن "رسائل سياسية" في بعض مشاهده او حواراته، على لسان طلاب الجامعة، مثل تنديدهم بالحصار المفروض على العراق وسياسة الاستيطان الاسرائيلية، وقد يكون هذا سبباً في إقبال الناس على مشاهدة الفيلم للتنفيس عما في داخلهم من غضب لما يتعرض له العالم العربي من ازمات بسبب السياسة الاميركية. حال الاجتياح الجماهيري لدور السينما أو "الزلزال" كما سمّاها البعض، كرّست صعود محمد هنيدي ك "كوميديان" قادم بسرعة الصاروخ منذ عرضه العام الماضي فيلم "اسماعيلية رايح جاي" الذي حقق الايرادات الأعلى في تاريخ السينما المصرية 15 مليون جنيه ومعه صار نجم الشباب ومفجر الضحكات. استغل هنيدي أرضيته الجماهيرية ونصب نفسه متحدثاً باسم الشباب المصري والعربي الرافض لكل تعاطٍ مع اميركا وسياستها في الشرق الاوسط وبدا ذلك من اختيار الجامعة الاميركية مكاناً لأحداث الفيلم ليظهر علاقة اميركا بالامة العربية. فمنذ بداية عرض الشريط، بل في الدقائق الاولى، يفاجأ المشاهد بمعركة بالأيدي بين خلف الدهشوري، الطالب السوهاجي الذي نال المنحة الاميركية، وبين أحد ركّاب القطار الذي كان يرتدي قميصاً عليه رسم للعلم الاميركي، وينتهي التشابك بتمزيق القميص والقائه خارج القطار الذي كان يستقله من بلدته الجنوبية في طريقه الى القاهرة، ما يعني انه لن يكون اميركياً. أما المشهد الأكثر سخونة فهو بلا شك قيام الدهشوري بإحراق العَلَم الاسرائيلي في قلب الجامعة الاميركية، احتجاجاً على سياسة الاستيطان، ويرافق هذا المشهد الذي يتكرر عرضه يومياً اكثر من 150 مرة عاصفة من التصفيق الشديد، ما دفع أحد اعضاء السفارة الاسرائيلية في القاهرة للاعلان عن أسفه لوجود مثل هذا المشهد في وجود اتفاقات سلام بين مصر واسرائيل. اما موقف الجامعة الاميركية من الفيلم فكان اكثر عنفاً. اذ أقامت دعوى قضائية تطالب بمنع عرض الفيلم لعدم حصول صانعيه على تصريح باستخدام اسم الجامعة في عنوان الفيلم. وحددت محكمة القاهرة للاحوال المستعجلة جلسة يوم الاحد 6 ايلول سبتمبر المقبل موعداً للنظر في القضية. نجاح فيلم هنيدي أحدث دوياً في الاوساط الفنية وأربك حركة النجوم وجعل كثيرين منهم يراجعون حساباتهم في ما يقدمونه من اعمال بعدما أثبت "صعيدي في الجامعة الاميركية" ان السينما ليست عرياً وابتذالاً وانما هي كوميديا تخاطب تفكير الجمهور ومعاناته. وهذا ما أكده السيد مدحت مجاهد مدير سينما سويس اوتيل في فندق السلام في مصر الجديدة. قال: "إن سبب الاقبال الجماهيري ان الناس تريد ان تضحك من اجل الضحك للهروب من المشاكل في العمل والمنزل فضلاً عن ان الجمهور أصابته حال من الملل من الاعمال الاخرى التي تعرض مشاكله". وراهن مجاهد على استمرار الفيلم حتى بداية شهر رمضان المقبل، مؤكداً ان "الضحك شيء نادر... والناس في حاجة اليه الآن"